--------------------------------------------------------------------

المشاركات الشائعة

زوار المدونة

أحدث التعليقات

المتابعون

إحصائية المدونة

تعلقات القراء

إقرأ أيضا

|

لا غافرإلاه

عندما تغرب الشمس ويقفر الطريق ونفقد الرفيق ويشتد فينا الحريق حيث لا ماء لا بريق عندما يضيع المرء فى بحر من الأوهام وتتبعثر الأحلام وتتعثر الأقدام وتفشل فى وصفها الأقلام يخمد القلب وتكن ُّ الجفون وتبكى العيون وتتوقف العقول حينها إما منية وإما أرض الجنون . يقف شاخص العينين ينظر من ثقب عينيه وأمامه شاطىء الأوهام إلى ما وراء التلال يسأل الرياح لم يا صديقى إقفر الطريق وأين البسمة مع الرفيق!!
يضحك الرجل ضحكة تملؤها الدموع ويقول للأرنب : نحن حيارى تائهون وهذه الصحراء تسكنها النياب والسنون وإن أكلتك هل تسد جوعى سنين فإن مددت عمرى ستزيد معه الأنين ؟ سنموت سويا وتدفننا رمال الأرض وتنسانا السنين ؟ يقول الأرنب : كلنى عسى يأتيك من يأويك أو تلقى أنت فرجا أو بابا فى طريق كلنى فأنا أذنبت وتلك الرمال ستشهد وعصيت ربى وما أطعته واليوم جائنى يوم الحساب فأعذب فخرجت من بيتى كى أذنب وأعصى فزجت بى الدنيا إلى رؤياك وإلى جزاء ما فعلت إلى الموت بين رمال التيه والنسيان فكلنى فأنت أحق منى أن تعيش فكيف أحيا بذنب بعد الموت يعذبنى هذا جزائى ورب العرش يرحمنى . يبكى الرجل وتنزف عيناه ويقول : أبكيتنى وقولك الحق أذنبت كما أذنبت ولا أحدا يغفر إلا الذى خلق أذنبت وعصيته والناس تأبى ليا الغفران وبت أدعو ربى بأن يبقى ليا دينى وأن يغفر لى الذنب ويهدى الناس يهدينى حتى غوانى الشيطان وعدت للعصيان فأتيت ربى مستغفرا ثم عصيته والآن رمت بى الذنوب إلى أن أراك . الناس أعيتها حب الفراق وكره الوفاق وقلة الغفران من أذنب نفارقه وإن عاد وإن تاب لم تقبل منه عودة ولا تشفع له توبة ولا تسمع له كلمة ولا يرى منا بسمة ولا يلقى منا إلا نظرة . والآن ليس منا من لا يذنب وليس منهم من يغفر وهذا مثوانا وغدا سنعرف مثواهم وسر معى علنا نلقى الطريق فنبحث عن رفيق يغفر ويسامح وصدره لا يضيق أو نلقى الله فى هذا الفضاء الطليق . ونكون يوما ذكريات أو بقايا من رفات . هيا نحيا ما تبقى فى صلاة فى ثبات عل بعد الموت تشفع فينا هذه الصلاة؟ .
 وأين الشعلة والبريق ؟ تشتد الرياح وتزداد الأمواج ولا مجيب ولا حبيب ولا ربيب . فالكون يبدو فى سكون وقلبه ينبض فى شجون .ينظر إلى البحر ويسأله أى سفينة ترسلها لى أى سفينة ستقلنى إلى شطآن الحياة فليتها سفينة نوح أو عصى موسى أو حوت يونس أم ستقلنى جبال ابن نوح فتعصف بى الأمواج فى جزر العذاب ومجرات الهلاك . فينظر إلى البحر ويعد الأمواج ويرصد تيار الهواء ومصير الماء ومنبع اللأواء . وفجأة يبدو فى أفق الخيال أرنبا يلهث يعبث بالنظرات ولكنه أين يذهب فى هذا الكون البهيم وهذا الظلام الحزين فيتقابلا وتتوحد الشعور والإحساس كلاهما يطويه هم كلاهما يقتله كرب أيا كانت الفروق بين الهموم والكروب عند التلاقى لا يبدو إلا العناق حتى وفى أوقات الضياع . يسأل الأرنب ذاك التائه : من الذى أهواك فى هذا الهلاك ؟ فرد عليه قائلا : أهوانى من أهواك ورأيتنى كما عينى تراك ضللنا سويا درب الطريق وصرنا فرادى وأنت الصديق ؟ يهز الأرنب رأسه مستهزءا ويقول : أنا الصديق لذا ستأكلنى أنا الرفيق وبعد قليل ستذبحنى

قبسات من أنوار وأقلام العلماء والكتاب قبسات أون لاين حيث الإعلام الهادف قبسات أون لاين 12:54 ص .

0 التعليقات "لا غافرإلاه"

شاركنا برأيك ولا تحرمنا من قلمك

الأرشيف