--------------------------------------------------------------------

المشاركات الشائعة

زوار المدونة

أحدث التعليقات

المتابعون

إحصائية المدونة

تعلقات القراء

إقرأ أيضا

محاكمة العادلي والثورات العربية

أضف الصفحه
 إلى


تتسارع الأحداث في مصر والوطن العربي بشكل لافت وفيه الكثير من المفاجآت، ففي مصر لا تزال عمليات التطهير جارية لفلول النظام السابق، ولكل مكونات جهاز أمن الدولة، ومع صباح كل يوم تطالعنا التحقيقيات الجارية مع رموز هذا النظام، بكوارث ارتكبها في حقِّ الشعب المصري، أما الوطن العربي فإن الأحداث التي تشهدها اليمن وليبيا وسوريا كل يوم تؤكد أن رغبة الشعوب لا يمكن قهرها مهما كانت القوة التي تتصدى لها، وأمام هذا كله يوضح الإخوان المسلمون رأيهم في التالي:
أولاً على الصعيد المحلي:
- يتابع الإخوان المسلمون بقلق سير محاكمة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي و6 من مساعديه بتهمة القتل العمد للمتظاهرين خلال ثورة 25 يناير، وما يثير القلق هي المخاوف التي أبدتها نقابة المحامين وعدد كبير من المدعين بالحقِّ المدني حول رئيس المحكمة المستشار عادل عبد السلام جمعة، والذي يحمل تاريخًا معروفًا في خدمة النظام السابق، ويؤكد الإخوان المسلمون أنهم كانوا ولا يزالون يقدرون استقلال القضاء المصري، الذي كان حصنًا منيعًا أمام طغيان النظام السابق، وهو ما يدعوهم إلى مطالبة رئيس المجلس الأعلى للقضاء بالنظر بعين الاعتبار لما أثاره المحامون حول المستشار عادل عبد السلام جمعة بالتنحي عن رئاسة هيئة المحكمة التي تحاكم وزير الداخلية السابق ومساعديه، وإذا لم يحدث ذلك فإننا نطالب رئيس مجلس القضاء الأعلى ترسيخًا لمبدأ درء الشبهات بالتدخل للوصول إلى الحقيقة، وإجراء محاكمة عادلة منصفة.

- يطالب الإخوان المسلمون جهات التحقيق المختصة بالتحقيق العاجل فيما أثاره تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات حول الصناديق الخاصة، والتي كشفت عن عمليات فساد كبيرة ضيعت على مصر أكثر من 1270 مليار جنيه، ويطالب الإخوان النائب العام بالاستعانة بما هو مدون بمضابط مجلس الشعب خلال الفصل التشريعي العاشر 2005/2010م حول هذه الصناديق، وإحالة كل المسئولين عن غلق هذا الملف خلال سنوات المجلس الخمسة للتحقيق بتهمة الفساد، وإهدار المال العام.
- يطالب الإخوان المسلمون الحكومة الحالية بتشكيل لجنة مختصة لدراسة وقف تصدير الغاز المصري للكيان الصهيوني؛ لتصحيح خطيئة النظام السابق في إمداد هذا العدو المتربص بالغاز المصري، وتضامنًا مع شعب فلسطين المحاصر في الضفة الغربية وقطاع غزة.
- يدعم الإخوان المسلمون مطالب شيخ الأزهر الشريف وعلمائه الساعين إلى استقلال هذه المؤسسة العريقة كي تقوم بدورها المأمول خلال الفترة المقبلة لنشر وسطية الإسلام في العالم كله، ودفع المجتمع المصري للعمل على دعم التنمية لما يمثله الأزهر من مرجعية كبيرة لها احترامها وتقديرها لدى الشعب المصري.
ثانيًا: على الصعيد الإقليمي والدولي:
- يحذِّر الإخوان المسلمون من الأطماع الأوروبية والأمريكية التي ظهرت في تدخلهم في الثورة الليبية، وحمايتهم للرئيس القذافي وأولاده وعصابته والبحث عن ملاذ آمن له، ويطالب الإخوان المسلمون الشعب الليبي بالحذر من هذه الأطماع الأجنبية، والاستمرار في ثورته، والحرص على وحدة الأراضي الليبية واستقلالها.
- يرحب الإخوان المسلمون بالتحركات التي تقوم بها الحكومة المصرية ووزارة الخارجية في عدد من البلدان العربية لإصلاح ما أفسده النظام السابق، وذلك لتأكيد أواصر التعاون والوحدة العربية، وكذلك لاستعادة المناخ المناسب لتشجيع الاستثمار العربي والأجنبي.
- يطالب الإخوان المسلمون الفصائل الفلسطينية بالعمل بجدية لنبذ الخلافات، وتوحيد الجهود الرامية لإعادة اللحمة للشعب الفلسطيني، باعتبارها المقدمة الحقيقية لتحرير أرض فلسطين، وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل الأرض الفلسطينية، أرض العروبة والإسلام وعاصمتها القدس الشريف، ويؤكد الإخوان على ضرورة دعم المقاومة الفلسطينية باعتبارها القادرة على كبح طغيان الإرهاب الصهيوني.
- يطالب الإخوان المسلمون الرئيس السوري بشار الأسد بوقف العنف ضد المدنيين فورًا، واحترام إرادة الشعب السوري في نيل حريته وكرامته، وحقوقه الدستورية والطبيعية، وتحقيق مطالبه المشروعة.
- يرحب الإخوان المسلمون بمبادرة مجلس التعاون الخليجي، وتنازل الرئيس اليمني عن الحكم، وتشكيل حكومة وطنية انتقالية، حقنًا للدماء اليمنية، وعلى الشعب اليمني أن يستمر في ثورته؛ لضمان التزام كلِّ الأطراف ببنود المبادرة، وتحقيق كل مطالب الشعب اليمني.

6:06 م | تحت قسم | إقرأ المزيد

معاملات رسول الله مع زوجاته

د. راغب السرجاني
معاملات الرسول مع زوجاته أمهات المؤمنينسَمَتْ معاملات رسول الله سموًّا لا يدانيه أَحد؛ فكان النموذج والمثل في تعاملاته مع زوجاته وأولاده وأحفاده، كما كانت معاملاته مع أصحابه مضرب الأمثال؛ فكان يخاطب كل صحابي بلغة تصل إلى قلبه قبل عقله وذهنه؛ لذلك أحبَّ الصحابةُ النبي حبًّا ملك عليهم أفئدتهم. وكذلك كانت تعاملاته مع جنوده؛ فكان معلِّمًا ومربيًّا غرس في نفوسهم وعقولهم المبادئ السامية التي تَفُوق كل المبادئ التي عرفتها الإنسانيَّة؛ فكانت معاملاته دليلاً على نبوَّته .
وقد شاء الله I أن يخلق الإنسان من ذَكَرٍ وأنثى، وأن تكون إحدى سُنَنِه وآياته التزاوجَ بين هذين الجنسين، فقد قال تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21]. فالسكينة والرحمة والمودَّة من أعظم آيات الله في الزواج.
وكانت حياة رسول الله الزوجيَّة تطبيقًا لهذه المعاني القرآنيَّة؛ لذلك نجده يُكثر من وصية أصحابه بالمرأة، ويحثُّ الأزواج أن يعاملوا أزواجهم معاملة حسنة مستمدَّة من آية الزواج القائمة على المودَّة والرحمة، فيقول رسول الله : "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي"
 صور من علاقة رسول الله بزوجاته
الرسول  قدوتنا أمثلة وصورًا رائعة من خلال عَلاقته مع زوجه؛ فتجده أوَّل مَنْ يواسيها، يُكَفْكف دموعها، يُقَدِّر مشاعرها، لا يهزأ بكلماتها، يسمع شكواها، ويخفِّف أحزانها؛ فكان مثالاً يُحتذى، وقدوة حسنة يستفيد منها البيت المسلم على مرِّ القرون والأزمان؛ فعن أنس أنه قال: بلغ صفية أن حفصة قالت: بنت يهودي. فبكت فدخل عليها النبي وهي تبكي، فقال لها: "مَا يُبْكِيكِ؟" فقالت: قالت لي حفصة: إني بنت يهودي. فقال النبي : "إِنَّكِ لابْنَةُ نَبِيٍّ، وَإِنَّ عَمَّكِ لَنَبِيٌّ، وَإِنَّكِ لَتَحْتَ نَبِيٍّ، فَفِيمَ تَفْخَرُ عَلَيْكِ؟" ثم قال: "اتَّقِي اللهَ يَا حَفْصَةُ". ضرب رسول الله
كما وصفت السيدة عائشة -رضي الله عنها- حال رسول الله كزوج داخل بيته، فقد كان "يَخْصِفُ نَعْلَهُوَيُرَقِّعُ ثَوْبَهُ فكان تعامله مع زوجاته من منطلق الرحمة والحب، كما أنه تعامل أيضًا من منطلق أنه بشر مثل باقي البشر الأسوياء، الذين لا يَرَوْنَ غضاضة في مساعدة أزواجهم.
ومن عظيم محبَّته لهن -رضي الله عنهن- أنه كان يشاركهن المأكل والمشرب من نفس الإناء، فعن عائشة –رضي الله عنها- أنها قالت: "كُنْتُ أَشْرَبُ فَأُنَاوِلُهُ النَّبِيَّ ، فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ, وَأَتَعَرَّقُ الْعَرْقَفَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فيَّ"
وكان يخرج معهن للتنزُّه لزيادة أواصر المحبَّة، فيروي البخاري: "كَانَ النَّبِيُّ إِذَا كَانَ بِاللَّيْلِ سَارَ مَعَ عَائِشَةَ يَتَحَدَّثُ
وكان كثيرًا ما يمتدح زوجاته، فها هو ذا رسول الله يمتدح عائشة -رضي الله عنها- قائلاً: "إِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِعَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ
كما تجلَّت رحمته ورأفته على زوجاته حينما دخل على زينب بنت جحش -رضي الله عنها- فوجد حبلاً ممدودًا بين الساريتين، فقال: "مَا هَذَا الْحَبْلُ؟". قالوا: هذا حبل لزينب فإذا فترت تعلَّقت. فقال رسول الله : "لا، حُلُّوهُ لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ، فَإِذَا فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ"
وكثيرًا ما يحلُم رسول الله على زوجاته، ويقابل جفوتهن بصدر رحب، وبشاشة وحُبٍّ، فقد استأذن أبو بكر t على النبي فسمع صوت عائشة -رضي الله عنها- عاليًا، فلمَّا دخل تناولها ليلطمها، وقال: لا أراكِ ترفعين صوتك على رسول الله . فجعل النبي يحجزه، وخرج أبو بكر مُغضبًا، فقال النبي حين خرج أبو بكر: "كَيْفَ رَأَيْتِنِي أَنْقَذْتُكِ مِنَ الرَّجُلِ؟!" فمكث أبو بكر t أيامًا، ثم استأذن على رسول الله ، فوجدهما قد اصطلحا، فقال لهما: أدخلاني في سلمكما كما أدخلتماني في حربكما. فقال النبي : "قَدْ فَعَلْنَا، قَدْ فَعَلْنَا"
كما كان رسول الله يقابل غَيرة زوجاته مقابلة فيها كثير من الحلم والأناة، وإعطاء كل زوجة حقَّها من التقدير والاحترام، فها هي ذي عائشة -رضي الله عنها- تغار من كثرة ذكر الرسول لخديجة -رضي الله عنها- وشدَّة حُبِّه لها، رغم وفاتها قبل أن يتزوَّج رسول الله ما غِرْتُ على خديجة قطُّ، وما رأيتُها قطُّ، ولكن كان يُكثر ذِكرها، وربما ذبح الشاة، ثم يُقَطِّعها أعضاءَ، ثم يَبْعَثُها في صدائق خديجة، وربما قلتُ له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلاَّ خديجة. فيقول: "إِنَّهَا كَانَتْ وَكَانَتْ، وَكَانَ لِي مِنْهَا وَلَدٌ" عائشة، فتقول –رضي الله عنها- في ذلك: ما غِرْتُ على أحد من نساء النبيِّ
ورغم ما كان يجد النبي في بعض الأوقات من نسائه، إلاَّ أنه لم يضرب امرأة له قطُّ كما قالت عائشة رضي الله عنها: "مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ امْرَأَةً لَهُ قَطُّ...". بل كان يواسيها عند بكائها لأي سبب من الأسباب، فيُروى "أن صفية -رضي الله عنها- خرجت مع رسول الله في سفر، فأبطأت في المسير, فاستقبلها رسول الله وهي تبكي, وتقول: حملتني على بعير بطيء. فجعل رسول الله يمسح بيديه عينيها ويسكِّتها..."
كما أشرك النبي زوجاته في مواقف عظيمة كثيرة، وأحداث تهمُّ الأُمَّة بأجمعها، ففي يوم الحديبية أمر رسول الله أصحابه أن ينحروا الهدي ثم يحلقوا، فلم يفعل ذلك منهم أَحد، وردَّد ذلك ثلاث مرَّات دون أن يستجيب أَحد إلى أمره، ولمَّا لم يستجب أَحد إلى أمره، دخل رسول الله على زوجه أم سلمة -رضي الله عنها-، فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت: يا نبي الله، أتحبُّ ذلك، اخرج لا تكلِّم أحدًا منهم كلمة حتى تنحر بُدْنك، وتدعو حالقك فيحلقك. فخرج فلم يكلِّم أحدًا منهم حتى فعل ذلك؛ نحر بُدنه، ودعا حالقه فحلقه، فلمَّا رأَوْا ذلك، قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضًا حتى كاد بعضهم يقتل غمًّا ورغم خطورة هذا الموقف إلاَّ أن رسول الله استحسن رأي أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، فكان خيرًا وبركة على الأُمَّة كلها.
والناظر إلى سيرته يجد أن رسول الله كان يُقَدِّر أزواجه حقَّ التقدير، ويُولِيهم عناية فائقة ومحبَّة لائقة، فكان نِعْمَ الزوج .

5:00 م | تحت قسم | إقرأ المزيد

مشاري العفالق
الأحوازفي الجمعة الماضي ارتكبت إيران جرائم جديدة بحق الأحواز، ومارست القتل والقمع من خلال الحرس الثوري والباسيج والأمن والخنافس (وهم لبنانيون وعراقيون مأجورون تطلق عليهم إيران هذا الاسم)، واعتقلت المئات، في حلقة من مسلسل الظلم والاضطهاد لشعب مسلم أعزل لا يحصل على أي حقوق، ولا يعامل إنسانيًّا ولا يمنح جزءًا من حقوق اليهودي في أصفهان.
الجمهورية الفارسية (الإسلامية) لا تتوانى عن قمع الأحواز المسلمين وإذلالهم وإهانتهم، وقتلهم وتسميمهم في معاناة كبرى تجرعها عشرة ملايين مسلم أبًا عن جد من قبل ثلة من الفرس الحاقدين على العرب، والطامعين في بلدانهم، وسط صمت عالمي مثير للاستغراب.
أتوقف لأتساءل كيف لجمهورية تعتمد الإسلام منهجية تقبل بأن تسحق جماعة من المسلمين نصفهم من الطائفة الشيعية، فقط لأن أصولهم عربية، ألم يكن الأولى أن ترفع مكانتهم لقربهم أصلاً وصهرًا من رسول هذه الأمة العربي محمد ؟!
لكن إيران التي تعيش أزمة سياسية وأخلاقية، غارقة في التناقض؛ تمارس حرق العرب في أرضها ثم ترسل خطابًا إلى الأمم المتحدة تطلب فيه حماية نشطاء المعارضة في البحرين، الذين يتمتعون على الأقل بالحق في ممارسة عباداتهم، والتعليم والصحة، ويشغل أغلبهم وظائف، ويعاملون معاملة كريمة.
وإيران التي تصبحنا وتمسينا بالعداء لإسرائيل والمؤامرة الأمريكية، تمنح اليهود في فارس حقوقًا لا يحلم بها العربي المسكين في الأحواز.
وحينما استغلت الدولة الفارسية ضعف الإقليم العربي وقلة حيلته عام 1925م -في عهد رضا شاه بهلوي- مارست عليه أبشع صور الاحتلال وسط صمت غربي مريع، ووافق المؤرخون الأمريكيون على تسمية الخليج الفارسي بدلاً من العربي في خرائطهم -عكس ما كان في أوربا- بينما يعيش العرب على جانبي الخليج (الأحواز شرقه ودول الخليج العربية غربه).
وبالرغم من التهويشات السياسية هنا وهناك، لم يجد المضطهدون في جمعة الغضب الأخيرة نصرة في الغرب، ودُفع الشعب الأعزل المرهون تحت الاحتلال ليواجه مصيره وحده، ومنذ احتلال الأحواز فرض على العرب الحكم العسكري وإسقاط الحقوق السياسية، وقمع التجمعات، واقتطاع أجزاء من الإقليم وضمها للمحافظات الفارسية، وطمس الهوية العربية للأحواز واستبدال أسمائها بأسماء فارسية، وتهجير عرب الأحواز إلى مدن فارسية ثم إحلال أسر فارسية محلها، مع مصادرة أراضيهم وأملاكهم.
الأحوازومنعت الحكومة الفارسية شعب الأحواز من حقهم في التعليم والرعاية الصحية والتقاضي، ومع أن إقليم الأحواز أغنى الأقاليم بالنفط والغاز سيطر الفرس على وظائفه وحُرِم العرب منها ومن تسجيل ملكية أراضيهم الزراعية، ولا يزال العرب في الأحواز يعانون حصارًا اقتصاديًّا منظمًا، بدءًا من تحويل نهر الكرخة وجداوله لنهر الدز، وتحويل مياه كارون للمحافظات الفارسية قبل دخوله لأراضي الأحواز لتدمير زراعة العرب، وإجبارهم على النزوح لإحلال الأسر الفارسية فيها والسيطرة على تلك المنطقة الخصبة! إضافةً إلى مقاطعة الفرس للتجار والباعة العرب، وتقوم السلطات الإيرانية بمصادرة الكتب العربية في الأحواز.
وبينما تتولى الاستخبارات الإيرانية التنكيل ونشر الفتن والدسائس بين العشائر العربية لزجها في معارك عشائرية طاحنة، تعتبر الدولة الفارسية قوات درع الجزيرة هي المحتلة في البحرين، برغم دخولها وفق معاهدة إقليمية لتأمين المراكز الحساسة في البحرين وعدم اشتراكها في أي معركة.
(ولعل أدق وصف لإيران لرئيس التيار الشيعي الحر في لبنان الشيخ محمد الحاج الحسن بأن "إيران تطمح لبناء إمبراطوريتها الفارسية على حساب تفتيت المنطقة العربية؛ لذلك تعمل على تقسيم الشعب العربي، ولا تتورع عن إثارة النعرات والفتن في المنطقة"، وأشار إلى أن الفتنة في البحرين جاءت بتدخل خارجي إيراني؛ والأولى على إيران منح الحرية لشعبها بدلاً من قمعه أو قتله، ويعتبر ولاية الفقيه مؤامرة كبيرة تتيح لإيران الاختراق، مضيفًا: علينا أن نتصدى للمؤامرة التي تأتينا تحت عنوان ولاية الفقيه، ولا سلطة لفقيه إيران خارجها).
باختصار، فإن ما فعله الفرس في الأحواز يكشف كذب ادعاءات إيران المتعاطفة مع معارضة البحرين، وجانبًا من المخطط الإيراني الحاقد والطامع في المنطقة، أما التصدي له فمسئوليتنا جميعًا.

4:52 م | تحت قسم | إقرأ المزيد

مشعل وعباس يوقعان اتفاق المصالحة الأربعاء القادم بالقاهرة

مشعل وعباسكشف عضو اللجنة المركزية بحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) عزام الأحمد أن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس سيوقعان اتفاق المصالحة الأربعاء 4 مايو، بحضور كافة الفصائل الفلسطينية في مقر الجامعة العربية بالعاصمة المصرية القاهرة.
وفي غزة، أكد القيادي بحركة حماس صلاح البردويل، في تصريحات خاصة لقدس برس ذات الموعد، ودعا القيادات الفلسطينية والعربية الجديدة إلى عدم الالتفات إلى الشروط الأميركية والصهيونية التي أعيد طرحها بعد توقيع اتفاق المصالحة بشأن شروط اللجنة الرباعية وعلى رأسها الاعتراف بإسرائيل والاتفاقيات الموقعة سابقا.
وقال البردويل "هناك ارتياح كبير في الشارع الفلسطيني بمناسبة توقيع اتفاق المصالحة، أما بالنسبة للتصريحات الأميركية والصهيونية وشروط الرباعية، فنحن تعودنا عليها، ونرى بأنها مجافية لكل القوانين والأعراف الدولية وتدخل سافر في شؤوننا الداخلية".
وأضاف "لا يوجد قانون في العالم يلزم أي دولة بالاعتراف بدولة أخرى، ولا يوجد قانون يفرض على شعب يعيش تحت الاحتلال أن يعترف بمن يحتله، ولا يوجد قانون في العالم يمنع شعبا تم احتلال أرضه من مقاومته، وبالتالي فشروط الرباعية نابعة من عنجهية وعمى لدى أميركا والعدو الصهيوني ومن لفّ لفّهم، ولذلك لا ينبغي الالتفات إليها".

وأعرب القيادي بحماس عن اعتقاده أن المصالحة ورقة قوة من أجل إعادة النظر في المنهجية السياسية القائمة ورد الاعتبار إلى العمق العربي، وأن جو الثورات الشعبية العربية يساعد على ذلك، على حد تعبيره.
ووجهت القاهرة دعوات إلى كافة الفصائل الفلسطينية لحضور حفل تتويج وتوقيع الاتفاق الشامل للمصالحة بين حركتي فتح وحماس.
من جهتها، رحبت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بإعلان التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاقية الوفاق الوطني الفلسطيني، والتوصل إلى ورقة تفاهمات حول جميع النقاط الخلافية.
واستنكرت الأمانة العامة بشدة تصريحات رئيس الوزراء الصهيوني التي ذكر فيها أن على السلطة أن تختار بين ما أسماه "السلام مع إسرائيل أو المصالحة مع حماس" داعية المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الأمن واللجنة الرباعية إلى الوقوف بحزم ضد مثل هذه التوجهات الصهيونية الهادفة إلى التنصل من متطلبات تحقيق السلام، وتكريس الانقسام الفلسطيني لاتخاذه ذريعة للالتفاف على الجهود المبذولة لتحقيقه.

4:48 م | تحت قسم | إقرأ المزيد

عودوا بالأزهر إلى الريادة

الجامع الأزهرلعب الجامع الأزهر دورًا رياديًّا عبر التاريخ منذ إنشائه, فكان الجامع والجامعة، ومنه تنبعث الجيوش ومنه تخرج الثورات الإصلاحية، وفيه يتربى قادة الأمة وملوكها.
كان الأزهر منارة تشع على العالم في أحلك الظلمات, وكان ينبوعًا للعلم لا يجف في أشد أوقات العالم جهلاً وظلامًا وحاجة للعلم.
ومن المؤسف أن نرى الأزهر وقد خبا دوره، وانطفأ سراجه، وخفت بريقه؛ بسبب سياسات فاسدة تلاحقت على حاضنة الأزهر (مصر) الإسلام والعروبة.
وينبغي لنا أن نعمل جاهدين لعودة الأزهر كما كان, خاصة بعد ثورة مصر المسلمة على الطغيان, وفي ظل ترقب الأفضل لمستقبلها القادم إن شاء الله.
 الأزهر .. تاريخ وريادة
بنى الفاطميون الجامع الأزهر كمركز لتغيير المذهب السني لأهل مصر ونشر التشيع، فجعله الخليفة العزيز بالله جامعة تدرس فيها العلوم الباطنية الإسماعيلية للدارسين من إفريقيا وآسيا. وكانت الدراسة بالمجان.
وأوقف الفاطميون عليه الأحباس للإنفاق منها، حتى كان عصر إنقاذ مصر والأزهر من التشيُّع على يد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله؛ ففي العصر الأيوبي وبعدما تولي صلاح الدين سلطنة مصر جعله جامعا سنيًّا ليعود المذهب السني إلى مصر، وشهد الأزهر انتصارات صلاح الدين رحمه الله رحمة واسعة.
 الأزهر في عهد المماليك
كان للأزهر مواقفه المشهودة في التصدي لظلم الحكام والسلاطين المماليك؛ لأن علماءه كانوا أهل الحل والعقد أيام المماليك.
وفي سنة 1209هـ/1795م، يروي الجبرتي في يومياته بأن أمراء مماليك اعتدوا على بعض فلاحي مدينة بلبيس، فحضر وفد منهم إلى الشيخ عبد الله الشرقاوي وكان شيخًا للأزهر وقتها. وقدموا شكواهم له ليرفع عنهم الظلم. فغضب وتوجه إلى الأزهر, وجمع المشايخ، وأغلقوا أبواب الجامع، وأمروا الناس بترك الأسواق والمتاجر. واحتشدت الجموع الغاضبة من الشعب، فأرسل إبراهيم بك شيخ البلد لهم أيوب بك الدفتردار، فسألهم عن أمرهم. فقالوا: نريد العدل، ورفع الظلم والجور، وإقامة الشرع، وإبطال الحوادث والمكوس (الضرائب)..
وخَشِي زعيم الأمراء مغبة الثورة، فأرسل إلى علماء الأزهر يبرئ نفسه من تبعة الظلم، ويلقيها على كاهل شريكه مراد بك. وأرسل في الوقت نفسه إلى مراد يحذره عاقبة الثورة. فاستسلم مراد بك، وردّ ما اغتصبه من أموال، وأرضى نفوس المظلومين. لكن العلماء طالبوا بوضع "نظام" يمنع الظلم ويرد العدوان.
واجتمع الأمراء مع العلماء، وكان من بينهم الشيخ السادات، والسيد عمر مكرم، والشيخ الشرقاوي، والشيخ البكري، والشيخ الأمير. وأعلن الظالمون أنهم تابوا والتزموا بما اشترطه عليهم العلماء. وأعلنوا أنهم سيبطلون المظالم والضرائب، والكف عن سلب أموال الناس، والالتزام بإرسال صُرَّة مال أوقاف الحرمين الشريفين والعوائد المقررة إليهم، وكانوا ينهبونها. وكان قاضي القضاة حاضرًا. فكتب على الأمراء وثيقة أمضاها الوالي العثماني، وإبراهيم بك ومراد بك شيخا البلد.
 الأزهر والاحتلال الفرنسي لمصر
وكان للأزهر صفحة مجيدة في مقارعة الاستعمار الفرنسي، فعندما غزا الفرنسيون مصر بقيادة نابليون بونابرت عام 1798م، أشعل علماء الأزهر الثورة ضدهم من داخل الأزهر الشريف، وتزعموا مقاومة الاحتلال وأشعلوا ثورتي القاهرة الأولى، حيث ألف الأزهر لجنة لتنظيم الثورة ضد الفرنسيين، وقامت هذه الثورة بالقاهرة في أكتوبر عام 1798م, واحتشدت الجموع في الأزهر ينادون بالجهاد ضد الفرنسيين, وهاجموا الفرنسيين ومعسكراتهم وقتلوا الجنرال ديبوى حاكم القاهرة، فأخذ الفرنسيون يطلقون النار على الثوار في الشوارع، وتدفقت الجماهير إلى الأزهر واحتشد فيه ما يزيد على ألف مواطن, وأقاموا المتاريس في الطرق والأزقة، ودخلت قوات نابليون بالخيول صحن الأزهر، وألقت بالمصاحف وعاثت فيه إفسادًا!! وضرب الجامع بالمدافع من فوق القلعة، وأغلق الفرنسيون الأزهر وشردوا من فيه.
وكانت هذه الواقعة قد عجَّلت بانسحاب الفرنسيين من مصر، حيث اندلعت بعد ذلك ثورة القاهرة الثانية. وقدّم الأزهر وقتها عددًا من الشهداء، كما أقدمت قيادة الحملة على إعدام لفيف من علمائه وطلابه، ولا سيما بعد مقتل الجنرال كليبر على يد سليمان الحلبي (أحد طلاب الأزهر). وكان من أبرز من قاد الثورة وقتها من شيوخ الأزهر الشيخ عمر مكرم، والشيخ السادات، والشيخ الشرقاوي.
وفي عام 1805م استطاع علماء الأزهر أن يفرضوا على الخليفة العثماني الوالي محمد على باشا ليكون واليًا على مصر العثمانية, بعد أن أخذوا عليه المواثيق والعهود بأن يقيم العدل بين الرعية.
 الأزهر والاحتلال البريطاني
اشترك الأزهر في الثورة العرابية سنة 1881- 1882م لمقاومة التدخل الإنجليزي، وكان أحمد عرابي ممن درسوا في الأزهر.
وبعد الاحتلال البريطاني لمصر كان لشيوخ الأزهر دور كبير في إشعال الروح الوطنية ضد المحتل الانجليزي، وعندما بدأت ثورات الشعب المصري حاول المحتل الانجليزي زرع الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط في مصر، فكان الأزهر صمام الأمان الذي فطن لمحاولات المحتل، وتعاون شيوخ الأزهر والقساوسة الأقباط، وخطبوا في الأزهر والكنائس ضد المحتل الإنجليزي.
وفي ثورة 1919م، أذكى الأزهر روح الثورة ضد الاستعمار البريطاني. وكان الأزهر معقلاً للحركة الوطنية تنطلق منه جماهير الشعب، حتى إن المندوب السامي البريطاني طلب إلى شيخ الأزهر أبي الفضل الجيزاوي إغلاق الأزهر، ولكن الجيزاوي رفض، وبقي الأزهر يتحدى السلطات الاستعمارية.
وحاول الإنجليز كثيرًا منذ بداية الاحتلال القضاء على الأزهر كمركز للإسلام في مصر، ومن أبرز تلك المحاولات ما فعله اللورد كرومر المعتمد البريطاني في مصر من تعديل لنظام التعليم في مصر، وسحب الامتيازات من الدارسين في الأزهر، ومنح الكثير من الامتيازات لنظام التعليم المدني (وللأسف ما يزال ذلك النظام مستمرًّا حتى الآن).
حتى الجامع نفسه لم يسلم من التخريب والسرقة من المحتل الإنجليزي، فقاموا بسرقة المنبر الأصلي والتاريخي للجامع، وما يزال حتى الآن موجودًا في أحد المتاحف البريطانية.
 الأزهر والعدوان الثلاثي سنة 1956
عندما غزا التحالف الفرنسي البريطاني الإسرائيلى مصر سنة 1956م، كان هدفهم الأساسي إصابة المصريين بالصدمة والخوف ودفعهم للاستسلام، فذهب جمال عبد الناصر للخطابة من فوق منبر الأزهر كرمز تاريخي، وخطب خطبته التاريخية التي كانت علامة فاصلة في الأحداث وقتها، ليعلن عدم استسلام مصر ووقوفها صامدة مقاومة ضد العدوان الثلاثي.
أيضًا كان للمسجد دوره الأساسي بعد هزيمة 1967م؛ إذ قام شيوخ الأزهر بالخطابة وإشعال الروح المعنوية بين الجنود المصريين على الجبهة طوال ست سنوات؛ مما كان له الأثر الكبير في انتصار الجيش المصري في أكتوبر 1973م.
 دور الأزهر في الحفاظ على اللغة العربية
للأزهر فضل كبير في الحفاظ علي التراث العربي بعد سقوط الخلافة العباسية في بغداد، وعلى اللغة العربية من التتريك واللغة التركية أيام الحكم العثماني لمصر سنة 1517م، وأيام محمد علي باشا سنة 1805م، فظل دائمًا جامعًا وجامعة يأتي إليه الطلاب من سائر الدول العربية
 حالة الضعف والترهل الحالية
للأسف بسبب الضغوط السياسة والاقتصادية على علماء الأزهر ضعف أثره في المجتمع, وتم تسييس الكثير من الفتاوى لإرضاء حكام جبابرة وطواغيت, وأهمل الحكام وضع علماء الأزهر المالي ليكون عامل ضغط متواصل على علماء الأزهر؛ مما أدى إلى تراجع دور الأزهر, بل ومحاولة تطويعه واستخدامه كوسيلة لمحاربة بعض شعائر الدين نفسه, كما دبَّ الضعف أيضًا في جسد جامعة الأزهر بجميع فروعها وأقسامها سواء العلمية والشرعية؛ بسبب الإهمال المتعمد من الحكومات المتعاقبة التي أرادت تحييد الأزهر كمؤسسة دينية علمية رائدة, وكان من أهم أسباب الضعف حجب أهل الديانة والكلمة والصدع بالحق عن صدارة الأزهر, وتقريب علماء السلاطين والحكام وتصدرهم, واستخدامهم في كثير من الأحيان لمحاربة الدين نفسه.
 قوموا بنا نعيد الريادة
دورنا اليوم بعد الثورة المصرية المباركة التي يأمل كل شبابها العودة بمصر إلى نهضتها وسيادتها وتقدمها أن نعود بالأزهر كجامع وجامعة لقيادة النهضة وتوجيه الأمة لمستقبل زاهر مبني على الدين والخلق والعمل البناء.
ننتظر الكثير من أبناء الأزهر, وأيضًا ندعو الدولة للاهتمام بالأزهر كجامع وجامعة لها دورها الحضاري في قيادة مصر والعالم الإسلامي, وننتظر من أبناء الأزهر الكرام الكثير من خطط إعادة بناء الجامع والجامعة، والعودة به إلى الصدارة, كما ننتظر منهم البدء في المطالبة بتطبيق هذه الخطط والإشراف عليها من خلال التعاون مع دولتهم في عصرها الجديد إن شاء الله. والله الموفق.

1:23 م | تحت قسم | إقرأ المزيد

ثلاث برقيات عاجلة من قلب الحدث البحرينى

عبد الإله أبو طير
ثورة البحرينهذه ثلاث برقيات عاجلة، أبعثها إلى الأطراف الثلاثة المعنية بالحدث البحريني الخطير: السُّنَّة، والشيعة، والحكم..
1 - إلى حكام البحرين: لسنا في العصر العباسي!
مشروعكم الإصلاحي مفخرة وطنية نكنُّ لها كل تقدير، وكل جهد بشري يحتاج إلى تصحيح وتقويم وسد للثغرات..
ها قد بدأت الأمور تهدأ، والفتنة تخمد، والمؤامرة تتلاشى حدتها بفضل الله أولاً، ثم بجهودكم وجهود المخلصين من شعبكم.. وها قد ميّزتم بين الطيب والخبيث، وما كدتم تفعلون! وها قد برز الأشاوس أمام ناظريكم، يدافعون عن الدين والوطن بكل إخلاص وإقدام.. فهل بعد كل هذا سترجعون القهقرى إلى فترة (ما قبل الفتنة)؟!
إن لم نتعلم من هذه الأحداث، فلن نتعلم أبدًا، ولن نستحق الحياة! سنوات طويلة وأنتم تقرِّبون مَن هو مشكوك في ولائه للوطن، ومَن هو مشكوك في أمانته ودينه وكفاءته، وتستبعدون الشرفاء والمخلصين.. وفي الانتخابات الماضية نصرتم السفهاء والرويبضات، وحاربتم ذوي الشوكة والقدرة والكفاءة، فأيهما كان الأنفع خلال الأحداث؟!
نصيحة خالصة أقدمها لكم: لقد انقضى العصر العباسي، حيث يجلس الحاكم على عرشه أمام جموع المنافقين الذين يتبارون في إلقاء قصائد المديح، ثم تنهال الهبات من أموال الشعب المسكين على هؤلاء المنافقين: أراضٍ وفلل، سيارات، كاش...!!
يا حكامنا، إنها القضية الأزلية ذاتها ولن نطرح جديدًا: (العدل أساس الملك).. هو عقدٌ بيننا وبينكم، أعطونا العدالة والمساواة وحسن توزيع الثروة، وخذوا منا السمع والطاعة إلى أبعد الحدود!
وكلمة أخيرة أوجهها لكم: تقديم الأكفاء، وتولية الأقوياء الصالحين مسألة مصيرية، غير خاضعة لـ(عواطف الأبوة)! فالحذرَ الحذر؛ فوالله الذي لا إله إلا هو، أعطوا الأمر حقه، ونحن سنسير وراءكم حتى آخر رمق! اللهم هل بلّغت.. اللهم فاشهد.
 2- إلى أهل السنة: لا نريدها صحوة تتبعها غفلة!
لقد بارك الله في جهودكم، واستجاب لدعوات صالحيكم، فحققتم المستحيل، وجمعتم الجموع، وأيقظتم النائم الحالم.
ولكن المعركة لم تنتهِ بعدُ، ولن تنتهي!!
إنها ملحمة الحق ضد الباطل.. ملحمة تغطي شتى المجالات الميدانية والعملية والعلمية والعاطفية والفكرية والتربوية والسياسية والاقتصادية... أنتم رفعتم رايات مشروعة، وتقدمتم بمطالب عادلة، فلا تنسوا -ولو للحظة واحدة- أنها مطالب أصيلة، وليست مجرد ردود أفعال، فإذا خمد الخصم خمدتم!!
ومن أعماق قلبي أقدم هذه النصائح للشيخ عبد اللطيف المحمود: أنت قويٌّ بإخوانك، ضعيف بنفسك! وأنت تعرف جيدًا من عنده مكامن القوة، ومن عنده الخبرة على حشد الحشود وجمع الجموع، فلا تنحِّ أبطال المقاومة، ولا تهمش المخلصين. واحذر المتسلقين، الذين حاولوا المستحيل (فيما مضى)؛ لكي يبروزا ويتصدروا، فما أفلحوا.
ولا تلتفت يا شيخ لأصحاب الأهواء والفتن، ولا عليك من تلك الكاتبة التي تريد منك أن تخرج بالتجمع من البوتقة الدينية السنية!! ولا عليك من ذلك الغافل (حامل الدكتوراه!) الذي كتب يدعوك لتهميش الجمعيات السياسية الإسلامية!! فهذا الغافل، النازل إلينا من كوكب المريخ لا يعلم من هم سواعدك!!
ويا أهل السنة، أنتم لستم طائفة من الطوائف، ولا فرقة من الفرق.. أنتم الأمة، وأنتم حائط الصدّ المنيع الذي تنكسر عليه مشاريع الطوائف والفرق
3- إلى الشيعة: ما زلتم أحجارًا على رقعة الشطرنج!
متى تعقلون؟! وإلى متى سيعبث بكم المعممون في الداخل والخارج؟! وإلى متى سترضون لأنفسكم أن تكونوا وقودًا لمشاريع إيران الطائفية المُحرِقة؟!
لقد أعماكم الحقد المذهبي عن استثمار الفرص المفيدة، وتجاهلتم النصف الآخر من المجتمع، ومارستم التهميش والإقصاء حتى آخر نفس، فانظروا كيف كانت النتيجة!! متى تتعلمون أن الأمة لن تسمح لكم أبدًا بتحقيق أهدافكم الطائفية في البحرين والخليج؟! ومتى ستستفيقون من أحلامكم الشيطانية: (إسقاط النظام)..؟!
ارحلوا..!!
إعلان الجمهورية..!!
تقديم الورود إلى رجال الأمن وأنتم تشتمونهم؛ لأن مصوِّر (العالم) و(المنار) يسجِّل الصورة دون الصوت..!!
تحويل المستشفيات إلى مسالخ..!!
تحويل المدارس والجامعات إلى أوكار للإرهاب..!!
لقد بلغتم قمة التردي! وقمتم بأسوأ ثورة عرفتها البشرية في العصر الحديث، فعل ستظلون في غيِّكم سادرون؟!

1:06 م | تحت قسم | إقرأ المزيد

لقرضاوي يدعو إلى تحرك عاجل لنصرة القدس والأقصى

القرضاوي يدعو إلى تحرك عاجل لنصرة القدس والأقصىوجّه العلامة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية، نداءً إلى الأمة العربية والإسلامية، دعا فيه إلى التحرّك العاجل لنصرة قضية القدس بكل الوسائل المتاحة، كلٌّ من موقعه وبحسب قدرته.
النداء يأتي عشية انتهاء الاحتفالات بعيد الفصح اليهودي، الذي استمر من الاثنين 18 أبريل حتى الاثنين 25 أبريل، وقد رافق الاحتفالات هذا العام عدة اقتحامات للمسجد الأقصى المبارك، شهد إحداها إلقاء قنبلة على المنطقة الحرجية في باحات المسجد.
وسلط النداء الضوء على التطورات الخطيرة وغير المسبوقة في مشروع تهويد القدس من انتهاكات واعتداءات في أحياء مدينة القدس، كما هو الحال في حي الشيخ جراح وضاحية سلوان، ومن تكثيف للاستيطان في المدينة؛ حيث أقرّت سلطات الاحتلال منذ مطلع العام بناء ما يزيد عن 1500 وحدة استيطانية، ومن اقتحامات شبه يومية للمسجد الأقصى بموافقة ورعاية برلمان الاحتلال الذي ينتظر اللحظة السياسية الملائمة لتقسيم المسجد بين المسلمين واليهود.
ودعا القرضاوي الثوار في الأمة العربية والمثقفين والقيادات والمنظمات المعنية إلى تحمّل المسؤولية الشرعية والأخلاقية والتاريخيّة تجاه القدس، وإلى الالتفات لقضيّة القدس وتفويت الفرصة على الاحتلال بحسم مصيرها كـ"عاصمةٍ يهوديّة"، وإرسال رسالةٍ له بأنّ التغيير في المنطقة يصبّ في صالح مدينة القدس وأهلها الصامدين لا في صالح مشروعه الاستيطانيّ الغريب عن المنطقة وأهلها

12:59 م | تحت قسم | إقرأ المزيد

واشنطن بوست: 54% من المصريين يريدون إلغاء كامب ديفيد

واشنطن بوست: 54% من المصريين يريدون إلغاء كامب ديفيدذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الاثنين 25 أبريل فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى، أن غالبية المصريين متشككون للغاية فى الولايات المتحدة ودورها فى مصر، لكنهم فى الوقت نفسه منقسمون أيضاً فى توجهاتهم بشأن الأصوليين الإسلاميين.
جاء ذلك وفقاً لاستطلاع للرأى أجراه مركز "بيو ريسيرش سنتر" وشمل ألف مواطن مصرى من جميع أنحاء البلاد فى الفترة من منتصف مارس الماضى وحتى منتصف إبريل الجارى والذى أظهرت نتائجه أن غالبية المصريين لا يثقون فى أمريكا ويرغبون فى إعادة هيكلة اتفاقية السلام مع الكيان الصهيوني، وأن 31% فقط يشعرون بالتعاطف تجاه الأصوليين، بينما يؤيد 30% التيار المناهض لهم، غير أن 26% من لديهم آراء مختلفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا هو أول استطلاع رأى لتوجهات المصريين منذ تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك، مشيرة إلى أنه أظهر أن غالبية ساحقة من المجتمع تتفق على أن مبارك كان سيئاً، لكنهم فى حالة انقسام بشأن الماهية التى ينبغى أن يكون عليها مستقبل مصر.
وأضافت الصحيفة، أن 39% من المصريين يرون أن تعامل الولايات المتحدة مع الثورة كان تعاملاً سلبياً، بينما يرى 22% فقط أن تعاملها مع الثورة كان إيجابيا، فيما يرى 35% أن تأثير الولايات المتحدة بشأن ما حدث فى مصر لم يكن إيجابيا ولا سلبياً، وأن الولايات المتحدة ربما لم تستطع فعل الكثير فى الأمر من الأساس.
وأكدت الصحيفة، أن الولايات المتحدة بذلت كل ما هو فى وسعها فى البداية من أجل تبنى اللهجة الصحيحة مع المتظاهرين، وأنها فى بعض الأوقات، أرسلت رسائل متضاربة بشأن حسنى مبارك حليفها القديم، حيث إنها فى الوقت الذى قالت فيه أنه ينبغى أن يتنحى بسرعة، وظلت تقول وباستمرار أن القرار فى يد المصريين، مضيفة أن 54 فى المائة من الذين شملهم الاستطلاع أعربوا عن رغبتهم فى إلغاء اتفاقية السلام مع الكيان الصهيوني مقارنة بـ36 فى المائة أيدوا الإبقاء عليها.
وقالت الصحيفة فى نفس السياق، أن هناك حركات مصرية مثل حركة 6 إبريل تسعى لتحديد أفضل طريقة لترجمة نجاح الثورة للتأثير على مستقبل الحياة السياسية فى مصر، فى الوقت الذى تستفيد فيه جماعة الإخوان المسلمين من خبرتها السياسية والتى لا يتمتع بها غير القليل سواهم، مشيرة إلى أنه يجرى الإعلان عن أحزاب سياسية جديدة أسبوعياً، مشيرة إلى صعوبة توقع نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمتين فى ظل تلك الأوضاع الغامضة والغير واضحة المعالم.
وفى متابعتها لكل مرشحى الرئاسة المصريين أشارت الصحيفة إلى أن الاستطلاع أظهر أن عمرو موسى وزير خارجية مصر الأسبق والأمين العام لجامعة الدول العربية يعتبر هو الأكثر شعبية لدى الشارع المصرى، وذلك بنسبة 89 فى المائة، يليه أيمن نور بنسبة 70 فى المائة، بينما جاء فى المرتبة الثالثة محمد البرادعى المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرة إلى أن نسبة كبيرة من المصريين يرونه دخيلاً ومنافساً ضعيف الحظ، حيث حصل على 57 فى المائة فقط من الأصوات خلال الاستطلاع.

12:56 م | تحت قسم | إقرأ المزيد

العدل في حياة رسول الله

د. راغب السرجاني
العدل خُلُق كريم وصفة عظيمة جليلة، محبَّبة إلى النفوس، تبعث الأمل لدى المظلومين؛ لذلك جاء أمر الله صريحًا في القرآن الكريم، فقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} [النحل: 90]. كما أمر الإسلام بالعدل مع العدوِّ رغم شدَّة كراهيتنا لأفعاله، فقال تعالى: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة: 8]. فالعدل يُعيد الأمور إلى نصابها، وبه تؤدَّى الحقوق لأصحابها، وما وُجِد في قوم إلاَّ سعدوا، وما فُقِد عند آخرين إلاَّ شقُوا.
 رسول الله يعلم أصحابه العدل
لقد حرص رسول الله على تعليم أصحابه قيمة العدل مبيِّنًا لهم عظيم أجره يوم القيامة، فقال رسول الله : "إِنَّ الْمُقْسِطِينَ فِي الدُّنْيَا عَلَى مَنَابِرَ مِنْ لُؤْلُؤٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ بِمَا أَقْسَطُوا فِي الدُّنْيَا"
هكذا غرس رسول الله صفة العدل في قلوب أصحابه، ثم كان المثل الأعلى في تنفيذ تلك الأوامر، فكان خُلُقُ العدل غريزة فُطر عليها رسول الله منذ حداثة سنِّه؛ فقد شهد حلف الفضول الذي عقده نفر من قريش لنصرة المظلوم في دار عبد الله بن جُدْعان، وذلك قبل بَعثته، وكذلك لمَّا اختلفت قريش على رفع الحجر الأسود عند بناء الكعبة رضيتْ به حكمًا عادلاً؛ مع أن قبيلته قبيلة بني هاشم طرف في القضية، إلاَّ أنهم من فرط ثقتهم في عدله قبلوا به حكمًا.
 حرصه على العدل وخوفه من الظلم
لقد حرص رسول الله على العدل، وبعدما أرسله الله I للعالمين أقام رسول الله العدل بين أصحابه، وجعله شِرعة ومنهاجًا في كل موقف وكل لحظة، ولعلَّ من أشهر مواقف النبي التي ظهر فيها عدله وقوَّته في الحقِّ، ما روته السيدة عائشة -رضي الله عنها- بقولها: إن قريشًا أهمَّهم شأن المرأة المخزوميَّة التي سرقت، فقالوا: ومن يكلِّم فيها رسول الله ؟ فقالوا: ومَنْ يجترئ عليه إلاَّ أسامة بن زيد حِبّ رسول الله . فكلَّمه أسامة، فقال رسول الله : "أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ؟!". ثم قام فاختطب، ثم قال: "إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَأيْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا"
عدل النبيونجد رسول الله دائم الخوف من وقوع أي ظلم أو إجحاف بالناس، فعن سويد بن قيس قال: جلبتُ أنا ومخرفة العبدي بزًّا من هجر، فجاءنا رسول الله ، فساومنا سراويل، وعندنا وزانٌ يزن بالأجر، فقال له النبي : "يَا وَزَّانُ، زِنْ وَأَرْجِحْ"
لقد التزم رسول الله بالعدل والقسط منهجًا له طيلة حياته، وامتلأت كتب السيرة بمواقف نبويَّة يتعجَّب لها القارئ من قوَّة رسول الله في تمسُّكه بالعدل والقضاء الحقِّ على نفسه وأهل بيته، وعلى المحيطين به، سواء كان هذا العدل في حدٍّ من حدود الله، أو في الأمور السلميَّة أو الحربيَّة، وغيرها من الأحوال العامَّة، وقد أراد أحد المنافقين أن ينتقص من عدل رسول الله ، فردَّ عليه وَيْلَكَ! وَمَنْ يَعْدِلُ إِنْ لَمْ أَعْدِلْ؟ قَدْ خِبْتُ وَخَسِرْتُ إِنْ لَمْ أَعْدِلْ...". مستنكرًا بقوله: "
 عدل رسول الله مع زوجاته
عدل رسول الله مع زوجاتهكما التزم النبي - أيضًا - بالعدل مع زوجاته حتى في أبسط الأمور؛ فعن أنسٍ عند بعض نسائه، فأرسلتْ إحدى أُمَّهات المؤمنين بصحفةٍفيها طعامٌ، فضربت التي النبي في بيتها يد الخادم فسقطت الصَّحفة فانفلقت، فجمع النبي فِلَقَ الصحفة، ثم جعل يجمع فيها الطَّعام الذي كان في الصَّحفة ويقول: "غَارَتْ أُمُّكُمْ". ثمَّ حبس الخادم حتى أُتِيَ بصحفةٍ من عند التي هو في بيتها، فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كُسِرَتْ صحفتها، وأمسك المكسورة في بيت التي كَسَرَتْ قال: كان النبي
 عدل رسول الله مع غير المسلمين
وامتدَّ قضاؤه العادل إلى غير المسلمين فعن عبد الله بن مسعود t أنه قال: قال رسول الله : "مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ وَهُوَ فِيهَا فَاجِرٌ؛ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ". وقال الأشعث بن قيس: كان بيني وبين رجلٍ من اليهود أرضٌ فَجَحَدَنِي، فَقَدَّمْتُهُ إلى النَّبيِّ ، فقال لي رسول الله : "أَلَكَ بَيِّنَةٌ؟" قلتُ: لا. فقال لليهوديِّ: "احْلِفْ". قال: قلتُ: يا رسول الله، إِذًا يَحْلف ويذهب بمالي. فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً} [آل عمران: 77]، إلى آخر الآية
إنه لموقف نادر حقًّا! إنه اختصام بين رجلين؛ أحدهما من صحابة الرسول والآخر يهودي، فيأتيان إلى رسول الله ليحكم بينهما، فلا يجد الأشعث بن قيس t- بالبيِّنَة أو الدليل، فإن فشل في الإتيان بالدليل فيكفي أن يحلف المدَّعَى عليه -وهو اليهودي- على أنه لم يفعل ما يتَّهمه به المدَّعِي، فيُصَدَّقُ في ذلك، وذلك مصداقًا لقول رسول الله : "الْبَيِّنَةُ عَلَى الْمُدَّعِي، وَالْيَمِينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ" أمامه إلاَّ أن يطبِّق الشرع فيهما دون محاباة ولا تحيُّز، والشرع يُلزم المدَّعِي -وهو
فبِعَدْلِهِ ضرب المثل والقدوة لكل من ولي أمر الناس؛ حتى تسير الحياة كما يريدها الله, فتهنأ فيها النفوسُ, وتستريح الأفئدة، وتسعد البشرية.

4:39 م | تحت قسم | إقرأ المزيد

البورصة المصرية من منظور شرعي


6:00 م | تحت قسم | إقرأ المزيد

النبي صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين

تكريمًا للرفعة والمنزلة، وتتويجًا للفضل والعطاء، وتقديرًا للدور العظيم في مسيرة الدعوة الإسلامية، جاءت الكنية "أُمَّهات المؤمنين" لتكون وسامًا على صدور زوجات رسول الله اللائي تزوَّج بهن، وذلك في نحو قوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب: 6]، وكان الهدف من إطلاق هذه الكنية عليهن تقرير حرمة الزواج بهن بعد مفارقته لهن، وهو الحكم الوارد في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا} [الأحزاب: 53].
وقبل الحديث عن أمهات المؤمنين الطاهرات، وحكمة الزواج بهن، نردُّ على شبهةٍ سقيمة طالما أثارها أعداء الإسلام من الصليبيين الحاقدين والغربيين المتعصِّبين بين الحين والآخر، يريدون بذلك النيل من نبي الإسلام ، ومفادها أن النبي كان شهوانيًّا محبًّا للنساء، ساعٍ في قضاء شهوته ونيل رغباته منهن، وذلك استنادًا إلى تعدُّد زوجاته !
والحقيقة التي لا مراء فيها أن الرسول لم يكن رجلاً شهوانيًّا، وإنما كان بشرًا نبيًّا، تزوَّج كما يتزوَّج بنو الإنسان، وعدَّد كما عدَّد غيره من الأنبياء، ولم يكن بِدْعًا من الرسل حتى يخالف سُنَّتَهم أو ينقض طريقتهم، قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرّيَّةً} [الرعد: 38]. وليس أوضح في ذلك ممَّا جاء في التوراة من أن سليمان u -على سبيل المثال- تزوَّج مئات من النساء.
فليس غريبًا ولا عجيبًا أن يحبَّ الرسول المرأة ويقيم معها عَلاقة طبيعيَّة وَفق ضوابط تشريعيَّة عظيمة، يقول العقاد: "ونحن قبل كل شيء لا نرى ضيرًا على الرجل العظيم أن يحبَّ المرأة ويشعر بمتعتها، هذا سواءٌ في الفطرة لا عيب فيه، وهذه النفس السويَّة يمكننا أن نفهمها بجلاء حين نرى أن المرأة لم تشغله عما تشغل المرأة الرجل المفرط في معرفة النساء عن مهامِّ الأمور والقيام بالأعباء الجسام... فمهما قال هؤلاء فلن يستطيعوا أن ينكروا أن محمدًا قد حقَّق ما لم يحقِّقه بشر قبله ولا بعده، لم يشغله عن هذا شيء، لا امرأة ولا غير امرأة، فإن كانت عظمة الرجل قد أتاحت له أن يعطي الدعوة حقَّها، ويعطي المرأة حقَّها، فالعظمة رجحان وليست بنقص، وهذا الاستيفاء السليم كمال وليس بعيب"
وبدراسة حياته وسيرته نجد أن زواجه من أُمَّهات المؤمنين كان بعيدًا كل البعد عن الاستسلام للنزوات الجنسيَّة والانغماس باللَّذة، على عكس ما ذهب إليه المستشرقون المغرضون، يقول العقاد: "قال لنا بعض المستشرقين: إن تسع زوجات لدليل على فرط الميول الجنسيَّة. قلنا: إنك لا تصف السيِّد المسيح بأنه قاصر الجنسيَّة لأنه لم يتزوَّج قطُّ، فلا ينبغي أن تصف محمدًا بأنه مفرط الجنسيَّة لأنه جمع بين تسع نساء"
ولو أمعنَّا النظر في سيرته في مرحلة ما قبل الزواج لوجدنا أنه كان مثالاً في العفَّة والطهارة، وأمَّا بعد الزواج فنجد أنه لم يُعَدِّد زوجاته إلاَّ بعد أن تجاوز خمسين عامًا من عمره، كما نجد أن جميع زوجاته الطاهرات كُنَّ ثيبات (أرامل)، ما عدا السيدة عائشة -رضي الله عنها- فكانت بكرًا، وهي الوحيدة من بين نسائه التي تزوَّجها وهي في حالة الصبا والبكارة.
ومن ذلك ندرك وبكل سهولة تفاهة هذه الشبهة، وبطلان ذلك الادّعاء الذي ألصقه أعداء الإسلام بالرسول ؛ إذ لو كان المراد من الزواج هو الشهوة أو مجرَّد الاستمتاع بالنساء لتزوَّج في سنِّ الشباب لا في سنِّ الشيخوخة، ولكان تزوَّجَ الأبكار الشابَّات لا الأرامل المسنَّات.
ولا شكَّ أن هذا يدفع كل تقوُّل وافتراء، ويدحض كل شبهة وبهتان، ويردُّ على مَن يريد أن ينال من قدسية الرسول أو يشوِّه سمعته، فما كان زواج الرسول بقصد الهوى أو الشهوة، وإنما كان لحِكَمٍ جليلة، وغايات نبيلة، وأهداف سامية سنعلمها في حينها، تتلخَّص في التضحية العظيمة، ومصلحة الدعوة والإسلام.
وقد شهد ببطلان تلك الشبهة المنصفون الغربيون، فها هو لايتنر[3] يقول: "لما بلغ السنة الخامسة والعشرين من العمر تزوَّج امرأة عمرها أربعون عامًا، وهذه تشابه امرأة عمرها خمسون عامًا في أوربا، وهي أوَّل من آمن برسالته المقدَّسة... وبقيت خديجة -رضي الله عنها- معه عشرين عامًا لم يتزوَّج عليها قَطُّ حتى ماتت. ولما بلغ من العمر خمسًا وخمسين سنة صار يتزوَّج الواحدة بعد الأخرى، لكن ليس من الاستقامة والصدق أن ننسب ما لا يليق لرجل عظيم صرف كل ذاك العمر بالطهارة والعفاف، فلا ريب أن لزواجه بسنِّ الكبر أسبابًا حقيقية غير التي يتشدَّق بها كُتَّاب النصارى بهذا الخصوص، وما هي تلك الأسباب يا تُرى؟ ولا ريب هي شفقته على نساء أصحابه الذين قُتِلُوا..."
وتقول الكاتبة الإيطالية لورافيشيا فاغليري[5]: "إن محمدًا طَوَال سنين الشباب التي تَكُون فيها الغريزة الجنسيَّة أقوى ما تكون، وعلى الرغم من أنه عاش في مجتمع كمجتمع العرب، حيث كان الزواج كمؤسسة اجتماعية مفقودًا أو يكاد، وحيث كان تعدُّد الزوجات هو القاعدة، وحيث كان الطلاق سهلاً إلى أبعد الحدود، لم يتزوَّج إلاَّ من امرأة واحدة ليس غير؛ هي خديجة التي كانت سنُّها أعلى من سنِّه بكثير، وأنه ظلَّ طَوَال خمس وعشرين سنة زوجها المخلصَّ المحبَّ، ولم يتزوَّج مرَّة ثانية وأكثر من مرَّة إلاَّ بعد أن تُوُفِّيت خديجة، وإلاَّ بعد أن بلغ الخمسين من عمره. لقد كان لكل زواج من زواجاته هذه سبب اجتماعي أو سياسي؛ ذلك بأنه قصد من خلال النسوة اللاتي تزوَّجهن إلى تكريم النسوة المتَّصفات بالتقوى، أو إلى إنشاء عَلاقات زوجيَّة مع بعض العشائر والقبائل الأخرى؛ ابتغاء طريق جديد لانتشار الإسلام، وباستثناء عائشة ليس غير، تزوج محمد من نسوة لم يَكُنَّ لا عذارى، ولا شابَّات، ولا جميلات، فهل كان ذلك شهوانية؟ لقد كان رجلاً لا إلهًا، وقد تكون الرغبة في الولد هي التي دفعته أيضًا إلى الزواج من جديد؛ لأن الأولاد الذين أنجبتهم خديجة له كانوا قد ماتوا. ومن غير أن تكون له موارد كثيرة أخذ على عاتقه النهوض بأعباء أسرة ضخمة، ولكنه التزم دائمًا سبيل المساواة الكاملة نحوهن جميعًا، ولم يلجأ قَطُّ إلى اصطناع حقِّ التفاوت مع أي منهن. لقد تصرَّف متأسِّيًا بسُنَّة الأنبياء مثل موسى وغيره، الذين لا يبدو أن أحدًا من الناس يعترض على زواجهم المتعدِّد. فهل يكون مردُّ ذلك إلى أننا نجهل تفاصيل حياتهم اليوميَّة، على حين نعرف كل شيء عن حياة محمد العائلية؟!
وإذا ما انتفت تلك الشبهة فإنَّا نعود إلى أُمَّهات المؤمنين، زوجات النبي ، نتعرَّف عليهنَّ، ونتناول سيرتهنَّ، ونبدأ بأوَّل امرأة تزوَّجها رسول الله ، وهي شريفة قريش، وأمِّ المؤمنين: خديجة بنت خويلد رضوان الله عليها.

5:53 م | تحت قسم | إقرأ المزيد

الأرشيف