--------------------------------------------------------------------

المشاركات الشائعة

زوار المدونة

أحدث التعليقات

المتابعون

إحصائية المدونة

تعلقات القراء

إقرأ أيضا

|

حسن الظن

إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه
روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
رأى عيسى ابن مريم رجلا يسرق ، فقال له : أسرقت ؟
قال : كلا والله الذي لا إله إلا هو !
فقال عيسى : آمنت بالله ، وكذّبت عيني .
لقدحسُن فعل عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام فحسُن ظنـّـه بالناس ، مماحَـدا به أن يُكذّب نفسه ، ويتأوّل ما رأته عينه طالما أن المقابِل حلف له
بالله الذي لا إله إلا هو أنه لم يسرق !
" كان الله سبحانه وتعالى
في قلب المسيح عليه السلام أجلّ وأعظم من أن يَحلف به أحد كاذبا ، فلما
حَلَفَ له السارق دار الأمر بين تُهمتِه وتُهمة بَصَرِه فَـرَدّ التهمة
إلى بصره لما اجْتَهَدَ له في اليمين ، كما ظنّ آدم عليه السلام صدق إبليس
لما حلف له بالله عز وجل وقال : ما ظننت أحدا يحلف بالله تعالى كاذبا "
قاله ابن القيم رحمه الله 
" المؤمن غِـرّ كريم ، والفاجر خب لئيم " كما قال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .
وكان بعض أهل العلم يقول : من خادعنا بالله خَدَعَـنا .
فالمؤمن الصادق إذا حُلِف له بالله صدّق ؛ لأن الصدق له سجيّـه .
فهو لا يَكذِب ولا يُكذِّب بينما
المخادِع المخاتِل الذي اعتاد أن يحلف على الكذب مِراراً وتِكراراً لا
يُصدِّق مَن حَلَفَ له لأنه اعتاد الحلف كاذباً ! فيظنّ أن الناس – مثله –
كَذَبَة !
وهذا كان دأب المنافقين وديدنهم ( يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ
مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ
إِسْلامِهِمْ )
ويُكرِّرون الحلف ( يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا
عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنِ
الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ )
بل لم يزل بهم الأمر حتى توهّموا كذبهم صدقا ، وباطلهم حقّـاً ، فلما وقفوا بين يدي الله حلفوا له !
( يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ ) !
وقد يلجأ المؤمن إلى الحلف ليطمئن قلب صاحبه .
لما
بلغ النبي صلى الله عليه وسلم تبوك قال - وهو جالس في القوم - : ما فعل
كعب ؟ فقال رجل من بني سلمة : يا رسول الله حبسه بُرداه ونظره في عِطفيه !
فقال معاذ بن جبل : بئس ما قلتَ ! والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا
خيرا ، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال كعب بن مالك رضي
الله عنه في قصة تخلّفه عن غزوة تبوك : والله يا رسول الله لو جلست عند
غيرك من أهل الدنيا لرأيت أن سأخرج من سخطه بِعُذر ، ولقد أعطيت جدلا ،
ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله
أن يُسخطك عليّ ، ولئن حدثتك حديث صدق تَجِد عليّ فيه إني لأرجو فيه عفو
الله ، لا والله ما كان لي من عذر . رواه البخاري ومسلم ولما
أُتِيَ النبي صلى الله عليه وسلم بِشَراب فشَرِب منه وعن يمينه غلام وعن
يساره الأشياخ ، فقال للغلام : أتأذن لي أن أعطي هؤلاء ؟ فقال الغلام :
والله يا رسول الله لا أوثر بنصيبي منك أحدا ! قال : فَتَلّه رسول الله
صلى الله عليه وسلم في يده . رواه البخاري ومسلم .
وقد جاء التأكيد
باليمين في الكتاب العزيز ، فقال سبحانه وتعالى : ( فَلا وَرَبِّكَ لا
يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا
يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا
تَسْلِيمًا )
وقال تبارك وتعالى : 
( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ )
وما ذلك إلا لأن اليمين قاطعة للشكّ ، مثبتة لليقين .
وأما المنافق فقد يحلف ليتخلّص من الموقف !
قال عز وجل عن المنافقين :
(فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ
ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا
وَتَوْفِيقًا )

قبسات من أنوار وأقلام العلماء والكتاب قبسات أون لاين حيث الإعلام الهادف قبسات أون لاين 5:30 م .

1 التعليقات ط¹ظ„ظ‰ "حسن الظن"

  1. الحمد لله على نعمة الإسلام

شاركنا برأيك ولا تحرمنا من قلمك

الأرشيف