لماذا حزب العمل الإسلامى؟ (1)
يقع على عاتق أى حزب موجود ويسعى للاستمرار أن يوضح هويته للحد الأقصى, فهذا التزام سياسى وأخلاقى عندما تموج الساحة بالأحزاب والتنظيمات والجماعات السياسية, ليوضح لماذا هذا الحزب وما الذى يميزه عن الآخرين؟ وإلا لماذا لا يندمج مع غيره من الأحزاب, خاصة تلك التى تماثله فى الفكر.
وحتى فى هذا الإطار فإن حزب العمل لم يقصر وقدم عدة وثائق برنامجية بمناسبة مؤتمراته العامة أو الانتخابات العامة أو بدون مناسبة (كوثيقة الإسلام دين وحضارة للأستاذ عادل حسين) ولكن بعد أن أوغلنا فى القرن الواحد والعشرين فإن الأمر قد يحتاج إلى إضافة تتحدث لجيل جديد من الشباب الذى بدأ يثرى الحياة السياسية فى العقد الأول من هذا القرن الجديد
فما هو الاجتهاد الذى يميز حزب العمل فى الواقع السياسى الإسلامى خصوصا, والواقع السياسى الوطنى عموما؟ والحقيقة فإن حزب العمل لم يقصر فى شرح فكره وتوجهاته الفكرية والسياسية من خلال إنتاجه السياسى والفكرى الغزير. ولكن الناس تحتاج إلى إجابات مباشرة ومختصرة، من أنت؟ ما هو برنامجك؟ ما البديل الذى تطرحه؟
ماذا يعنى التوجه الإسلامى لحزب العمل؟
بعض التنظيمات الإسلامية تخفى توجهها النهائى (برنامج الحد الأقصى) وتطرح برامج حد أدنى, ذات طابع سياسى عملى بهدف التفاعل مع التيارات الأخرى، وتحت شعار أن مرحلة الحل الإسلامى لم تأت بعد. وأبرز مثال على ذلك البرنامج الذى طرحة المرشد العام السابق للإخوان المسلمين فى نقابة الصحفيين، فإذا اطلع أى قارئ على هذا البرنامج ولم يعرف من الذى ألقاه، فلا يمكن أن يتخيل أنه صادر عن حزب أو تنظيم إسلامى.
ولكننا فى حزب العمل نطرح اجتهادنا أو تصورنا الإسلامى بصورة نهائية, بدون تكتيك أو مناورة, فنحن أساسا أمام معركة عقول وقلوب، ولا معنى لإخفاء أهدافك ومراميك النهائية, وليس من المفيد أن تدعى أنك لا تستهدف بناء دولة إسلامية، لأن هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق بدون إقناع الناس.
نحن لا نخفى أننا نستهدف إقامة حكومة ذات مرجعية إسلامية، ولكننا نعلن صراحة أن الوصول لهذه الهدف لا يجوز بدون إقناع الناس عبر الحوار والجدل, وشرح المفاهيم الحقيقية لما نسميه حكومة أو دولة إسلامية, وأننا مستعدون للاحتكام إلى صناديق الاقتراع فى هذا الصدد، ولكن بعد الخلاص من الحكم الطاغوتى الراهن الذى يمنع حدوث أى انتخابات حرة.
إن أمتنا التى عادت إلى العبادة والقيم الإسلامية لن تجد ضالتها المنشودة فى العدل السياسى والاجتماعى، وفى الحريات وفى الاستقلال، وفى كل معانى العزة والكرامة, إلا فى ظل الإسلام الصحيح كما هو مبسوط فى القرآن الكريم والسنة الشريفة، ونستهدف من هذه السلسلة توضيح ذلك فى صورة برنامج عملى، يمكن أن يناقشه المسلم غير المتدين أو العلمانى أو المسيحى, ويتبين من خلال الحوار صدق ما نقول، ونحن ندعو من لا يؤمن بالإسلام كمرجعية، أن يقول لنا ما الذى يرفضه فى هذا البرنامج ولماذا؟
فقد أساء للإسلام أحيانا بعض الإسلاميين بأطروحاتهم التى لا تعبر عن صحيح الإسلام، وأساء للإسلام أحيانا أخرى الجهل به أو عدم معرفة حقيقة تعاليمه. ونحسب أنه قد وضع من المبادئ والقواعد والقيم ما يسمو على كافة الشرائع الغربية، وأن المناظرة الحرة والأمينة والصريحة هى الكفيلة بتقريب وجهات النظر، وتوضيح أن الإسلام ليس قاهرا للمرأة أو غير المسلمين, وليس معاديا للفنون والآداب، بل لقد قدم أقصى ما يمكن تقديمه من الحقوق للمرأة, وقدم أقصى ضمانات لغير المسلمين, وهو أكبر راعى لإبداعات البشر الجادة فى مختلف المجالات.
الإسلام ليس عائقا أمام العلم والبحث العلمى، بل يحض عليهما, ويعتبر العلم من العبادة, بل وأعلى درجات العبادة، وهو يحرض على البحث العلمى ليس فى مجال العلوم الشرعية فحسب، بل فى كل مجالات العلوم الاجتماعية والطبيعية. والإسلام لا يفرض عقيدته على أحد بالقوة والإكراه لأن ذلك يتعارض مع أبسط معانى الإيمان (تصديق القلب)، والإسلام لا يؤمن بفرض الحاكم على الناس، بل يفرض على الناس أن يختاروا ويبايعوا حكامهم، وأن الحاكم فى الإسلام أجير لا أمير، وكيل عن الأمة, يمكن للأمة أن تنزع منه التوكيل إذا خرج عن شروط البيعة.
والإسلام هو الذى فرض مساواة جميع الناس أمام القانون, فلا فارق بين أمير وخفير, ولا بين كبير أو صغير. والإسلام هو الذى فرض حد الكفاية (لا الكفاف) لجميع المواطنين الذين يستظلون بدولته لا المسلمين فحسب. والفقر هو العدو اللدود للإسلام, حتى لقد تعوذ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم إنى أعوذ بك من الكفر والفقر). وهذا ما عنيناه باستخدام تعبير (الإسلام دين وحضارة) فالإسلام قد يكون بالنسبة للكثيرين هو الدين، ولكنه فى ذات الوقت هو حضارة سياسية واجتماعية واقتصادية (برنامج حضارى) يمكن أن تقبله كمشروعية سياسية دون أن تدخل بالضرورة فى الدين، إذا اقتنعت بهذا البرنامج الحضارى. هذا هو التقديم, ولنبدأ بالتفصيل فى المقال القادم بإذن الله.
وحتى فى هذا الإطار فإن حزب العمل لم يقصر وقدم عدة وثائق برنامجية بمناسبة مؤتمراته العامة أو الانتخابات العامة أو بدون مناسبة (كوثيقة الإسلام دين وحضارة للأستاذ عادل حسين) ولكن بعد أن أوغلنا فى القرن الواحد والعشرين فإن الأمر قد يحتاج إلى إضافة تتحدث لجيل جديد من الشباب الذى بدأ يثرى الحياة السياسية فى العقد الأول من هذا القرن الجديد
فما هو الاجتهاد الذى يميز حزب العمل فى الواقع السياسى الإسلامى خصوصا, والواقع السياسى الوطنى عموما؟ والحقيقة فإن حزب العمل لم يقصر فى شرح فكره وتوجهاته الفكرية والسياسية من خلال إنتاجه السياسى والفكرى الغزير. ولكن الناس تحتاج إلى إجابات مباشرة ومختصرة، من أنت؟ ما هو برنامجك؟ ما البديل الذى تطرحه؟
ماذا يعنى التوجه الإسلامى لحزب العمل؟
بعض التنظيمات الإسلامية تخفى توجهها النهائى (برنامج الحد الأقصى) وتطرح برامج حد أدنى, ذات طابع سياسى عملى بهدف التفاعل مع التيارات الأخرى، وتحت شعار أن مرحلة الحل الإسلامى لم تأت بعد. وأبرز مثال على ذلك البرنامج الذى طرحة المرشد العام السابق للإخوان المسلمين فى نقابة الصحفيين، فإذا اطلع أى قارئ على هذا البرنامج ولم يعرف من الذى ألقاه، فلا يمكن أن يتخيل أنه صادر عن حزب أو تنظيم إسلامى.
ولكننا فى حزب العمل نطرح اجتهادنا أو تصورنا الإسلامى بصورة نهائية, بدون تكتيك أو مناورة, فنحن أساسا أمام معركة عقول وقلوب، ولا معنى لإخفاء أهدافك ومراميك النهائية, وليس من المفيد أن تدعى أنك لا تستهدف بناء دولة إسلامية، لأن هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق بدون إقناع الناس.
نحن لا نخفى أننا نستهدف إقامة حكومة ذات مرجعية إسلامية، ولكننا نعلن صراحة أن الوصول لهذه الهدف لا يجوز بدون إقناع الناس عبر الحوار والجدل, وشرح المفاهيم الحقيقية لما نسميه حكومة أو دولة إسلامية, وأننا مستعدون للاحتكام إلى صناديق الاقتراع فى هذا الصدد، ولكن بعد الخلاص من الحكم الطاغوتى الراهن الذى يمنع حدوث أى انتخابات حرة.
إن أمتنا التى عادت إلى العبادة والقيم الإسلامية لن تجد ضالتها المنشودة فى العدل السياسى والاجتماعى، وفى الحريات وفى الاستقلال، وفى كل معانى العزة والكرامة, إلا فى ظل الإسلام الصحيح كما هو مبسوط فى القرآن الكريم والسنة الشريفة، ونستهدف من هذه السلسلة توضيح ذلك فى صورة برنامج عملى، يمكن أن يناقشه المسلم غير المتدين أو العلمانى أو المسيحى, ويتبين من خلال الحوار صدق ما نقول، ونحن ندعو من لا يؤمن بالإسلام كمرجعية، أن يقول لنا ما الذى يرفضه فى هذا البرنامج ولماذا؟
فقد أساء للإسلام أحيانا بعض الإسلاميين بأطروحاتهم التى لا تعبر عن صحيح الإسلام، وأساء للإسلام أحيانا أخرى الجهل به أو عدم معرفة حقيقة تعاليمه. ونحسب أنه قد وضع من المبادئ والقواعد والقيم ما يسمو على كافة الشرائع الغربية، وأن المناظرة الحرة والأمينة والصريحة هى الكفيلة بتقريب وجهات النظر، وتوضيح أن الإسلام ليس قاهرا للمرأة أو غير المسلمين, وليس معاديا للفنون والآداب، بل لقد قدم أقصى ما يمكن تقديمه من الحقوق للمرأة, وقدم أقصى ضمانات لغير المسلمين, وهو أكبر راعى لإبداعات البشر الجادة فى مختلف المجالات.
الإسلام ليس عائقا أمام العلم والبحث العلمى، بل يحض عليهما, ويعتبر العلم من العبادة, بل وأعلى درجات العبادة، وهو يحرض على البحث العلمى ليس فى مجال العلوم الشرعية فحسب، بل فى كل مجالات العلوم الاجتماعية والطبيعية. والإسلام لا يفرض عقيدته على أحد بالقوة والإكراه لأن ذلك يتعارض مع أبسط معانى الإيمان (تصديق القلب)، والإسلام لا يؤمن بفرض الحاكم على الناس، بل يفرض على الناس أن يختاروا ويبايعوا حكامهم، وأن الحاكم فى الإسلام أجير لا أمير، وكيل عن الأمة, يمكن للأمة أن تنزع منه التوكيل إذا خرج عن شروط البيعة.
والإسلام هو الذى فرض مساواة جميع الناس أمام القانون, فلا فارق بين أمير وخفير, ولا بين كبير أو صغير. والإسلام هو الذى فرض حد الكفاية (لا الكفاف) لجميع المواطنين الذين يستظلون بدولته لا المسلمين فحسب. والفقر هو العدو اللدود للإسلام, حتى لقد تعوذ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم إنى أعوذ بك من الكفر والفقر). وهذا ما عنيناه باستخدام تعبير (الإسلام دين وحضارة) فالإسلام قد يكون بالنسبة للكثيرين هو الدين، ولكنه فى ذات الوقت هو حضارة سياسية واجتماعية واقتصادية (برنامج حضارى) يمكن أن تقبله كمشروعية سياسية دون أن تدخل بالضرورة فى الدين، إذا اقتنعت بهذا البرنامج الحضارى. هذا هو التقديم, ولنبدأ بالتفصيل فى المقال القادم بإذن الله.
. وبدون الإجابة على هذه الأسئلة فمن الطبيعى أن تحوم حوله شبهات, أقلها الرغبة الشخصية لقادة هذا الحزب فى مجرد الظهور والتحزب لأسباب نفعية, أو التعصب لتنظيم لمجرد أنه تنظيما وبذلنا الجهود المضنية لتأسيسه والحفاظ عليه، وهى أمراض شائعة فى الوسط السياسى عموما، ولا أقصد بحديثى تلك الأحزاب التى نشأت واستمرت بقرار سلطوى أو برضاء حكومى, فهذه أقرب إلى الأمراض منها إلى الأحزاب.. وإنما أعنى الأحزاب والتنظيمات والجماعات الجادة التى نشأت واستمرت بقناعات أعضائها، وبصورة مستقلة عن أى نفوذ حكومى
قبسات من أنوار وأقلام العلماء والكتاب قبسات أون لاين حيث الإعلام الهادف قبسات أون لاين
8:36 ص
مقالات متنوعة
.