--------------------------------------------------------------------

المشاركات الشائعة

زوار المدونة

أحدث التعليقات

المتابعون

إحصائية المدونة

تعلقات القراء

إقرأ أيضا

|

خطة ليبرمان لفصل غزة.. أفكار قديمة وجدل متجدد

ليبرمان هل يحقق حلم شارون في فصل غزة؟
أحمد البهنسي/إسلام أون لاين
أثار وزير الخارجية الإسرائيلي الجدل من جديد حول فكرة الانفصال التام عن غزة داخل إسرائيل، كما وجد طرحه رفضا فلسطينيا ومصريا تاما في وقت أصبحت الأنظار تتجه نحو غزة بعد حادث أسطول الحرية وتتزايد الضغوط على تل أبيب لرفع الحصار أو تخفيفه.
"خطة شارون الثانية، الانفصال الثاني" بهذه العبارات تلقى الاعلام الإسرائيلي خطة افيجدور ليبرمان" زعيم حزب إسرائيل بيتنا ووزير الخارجية الإسرائيلي الذي طرحها يوم الجمعة الماضي 17 يوليو ونشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت في نفس اليوم، والتي وصفتها بأنها خطة شارون الثانية، وذلك لتزامن طرحها مع مرور خمس سنوات على تنفيذ خطة شارون بفك الارتباط عن غزة.

تفاصيل الخطة
وتقضي خطة ليبرمان بانفصال إسرائيل عن قطاع غزة مرة ثانية وبشكل كامل، ويسعى فيها أيضا إلى فصل القطاع عن الضفة الغربية، والتعامل مع حركة "حماس" في القطاع والتوقف عما وصفها بسياسات "حسن النية" تجاه السلطة الفلسطينية في الضفة.
وبحسب يديعوت أحرونوت فإن خطة ليبرمان تتضمن مطالبة الأوروبيين أن يعرضوا على حكومة إسماعيل هنية ثلاثة مشاريع ضخمة؛ محطة طاقة لتوليد الكهرباء، ومحطة لتحلية مياه البحر، ومنشأة لمعالجة المياه العادمة، وتشجيع المنظمات الدولية على البدء بمشاريع بناء ضخمة لسكان القطاع.
وينوي ليبرمان أيضا أن يقترح على الأوروبيين إرسال قوات دولية إلى المعابر الحدودية من أجل فرض التسويات التي يتم الاتفاق عليها على ذوي الصلة، إضافة إلى وحدات كوماندو لمنع "تهريب السلاح" إلى قطاع غزة.
كما يقترح ليبرمان أن تتنازل إسرائيل عن مطلبها الحالي بإنزال حمولات السفن وفحصها في الموانئ الإسرائيلية قبل أن تدخل قطاع غزة، وبدلا من ذلك يقترح أن يتم تفتيش هذه السفن في ليماسول في قبرص أو في أحد موانئ اليونان، وفقط السفن التي يتم فحصها يسمح لها بالتوجه إلى قطاع غزة.
من جانبه، دعا الكاتب الإسرائيلي شلومو أفنيري في مقال له أمس الاثنين 19 يوليو بصحيفة هاآرتس الإسرائيلية، إلى الانفصال نهائيا عن قطاع غزة، في إشارة منه لتأييد خطة وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، التي سماها خطة الانفصال الثانية عن قطاع غزة.
وأشار افنيري إلى أن خطة ليبرمان بمثابة إجراء مركب، يمكن الاختلاف في بواعثه، لكن يستطيع أن ينهي العمل الذي بدأه أرييل شارون قبل عدة سنوات حينما خرج من غزة (خطة فك الارتباط الأولى)، وذلك بالتحرر من السيطرة على غزة والمسؤولية عنها.
ومن جانبه قال ليبرمان صاحب الخطة خلال استقباله أمس لوزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، أن خطته حظيت بردود فعل ايجابية في أنحاء العالم ولاسيما من جانب الأوربيين. وذلك في إشارة منه للجدل الذي أثاره طرح خطته سواء على المستوى الداخلي الإسرائيلي أو على المستوى الخارجي الدولي.
الفلسطينيون يرفضون
وحدت خطة وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان الرامية إلى الانفصال عن قطاع غزة، الموقف السياسي للفرقاء الفلسطينيين، فقد رفضت جميع الفصائل والقوى الفلسطينية خطة ليبرمان للانفصال النهائي عن غزة، معتبرة إياها بمثابة محاولة لتتخلص إسرائيل عن عبء قطاع غزة، والتهرب من مسؤولياتها تجاه القطاع بصفتها سلطة احتلال.
ففور إعلان الخطة أعربت حركة فتح عن رفضها لها، مؤكدة أن قطاع غزة ما زال خاضعا للاحتلال الإسرائيلي، وأن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة تجاه القطاع بصفتها دولة احتلال.
وأكد المتحدث باسم فتح أحمد عساف في بيان صحفي أن حركته لن تعترف بهذه الخطط الإسرائيلية ولن تتعامل معها وستتصدى لها.
أما حركة حماس فقد رفضت هي الأخرى، خطة ليبرمان واعتبرتها "محاولة إسرائيلية للتهرب من المسؤوليات المترتبة على الاحتلال.
وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري "نرفض أي سلخ لغزة عن فلسطين المحتلة بكل مكوناتها"، مشدداً على عدم إعفاء الاحتلال من المسؤولية القانونية طالما استمر في احتلاله للأرض الفلسطينية.
إلى ذلك قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش: إن حركة الجهاد ترفض رفضا قاطعا مقترحات ليبرمان للانفصال عن القطاع، وتؤكد أن الشعب الفلسطيني كله يسعى لإنهاء الاحتلال وطرده عن أرض فلسطين المحتلة، ونحن نتمسك بمقاومتنا المشروعة بوجه المحتل.
أما الجبهة الشعبية فقالت إن خطة ليبرمان "تأتي استكمالا لخطة (رئيس الوزراء الأسبق آرييل) شارون أحادية الجانب في الانفصال عن غزة، وذلك في محاولة لتقليص الخطر الديموجرافي على الاحتلال الإسرائيلي".
وحذرت الجبهة من خطورة الحملة الإعلامية السياسية المعاكسة التي تنفذها وزارة الخارجية الإسرائيلية، وتهدف إلى خلط الأوراق مجددا تجاه ما يجري في الأراضي الفلسطينية سواء الحصار المستمر على غزة أو التهويد و(الترانفسير) الهادئ لسكان القدس.
أما أبو مازن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية نشر في أعقاب نشر الخطة ردا وصفها فيه بأنها "مؤامرة". ومن خلال الناطق بلسانه نبيل أبو ردينة قال أبو مازن إن "خطة ليبرمان هي فصل الوطن والتنازل عن القدس".
وأما مصريا فقد جاء رفض الخطة على لسان وزير الخارجية المصري أحمد ابوالغيط الذي وصف خطة نظيره الاسرائيلي لرفع مسئولية تل أبيب عن قطاع غزة بشكل كامل "هراء"، داعيا الفلسطينيين إلى ضرورة أن " ينتبهوا للفخ الذى يحاك لهم".
انفصال أول ....وثان
وبقراءة تحليلية تعد فكرة استكمال الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، أو الانفصال النهائي عنه من الأفكار القديمة، التي بدأت تطرح على الساحة الإسرائيلية في أعقاب تنفيذ خطة الانفصال الأولى عام 2005، وتأتي خطة ليبرمان الجديدة مستوحاة من هذه الفكرة ومكملة عليها.
وكانت أبرز الكتابات الإسرائيلية الداعية لانفصال ثان عن غزة، مقال الدكتور يسرائيل كار – نير، على موقع مجلة هرئيل الإسرائيلية بالعبرية على الانترنت، أواخر عام 2005 بعنوان "هل ننتظر خطة انفصال ثانية؟" والذي أوضح فيه بشكل مباشر أن سيناريو ما حدث في عام 2005 يؤكد أن هناك خطتان لفك الارتباط وليس خطة واحدة، الأولى هي التي تم تنفيذها بالفعل والثانية في انتظار أن تخرج إلى حيز التنفيذ.
أما يحيعام فرايور فأشار في مقال له منتصف شهر يوليو من العام 2007 بمعاريف بعنوان "خطة فك ارتباط ثانية الآن"، إلى ضرورة أن تنفذ إسرائيل خطة انسحاب ثانية عن غزة، نظرا لسيطرة حماس عليها وعدم وجود شريك فلسطيني، وبالتالي فإن الانفصال التام عن غزة وحدة من الممكن أن يحقق الأمن لإسرائيل.
وأضاف فرايور أن هناك عدة نقاط من شأنه أن تدفع إسرائيل نحو انفصال ثان عن غزة، أولها أن إسرائيل ليس من شأنها أن تحدد من يحكم الشعب الفلسطيني، كما أن إسرائيل يهمها السيطرة على الضفة أكثر من السيطرة على غزة، إضافة لوجود مخاوف من تعزيز سلطة حماس بالضفة وإضعاف سلطة أبو مازن، وبالتالي على إسرائيل الانسحاب تماما من غزة ودعم سلطة فتح بالضفة.
أطروحات بحثية
وجدت فكرة الانسحاب الإسرائيلي التام من غزة أيضا بعض الأطروحات البحثية والأكاديمية في الداخل الإسرائيلي، ففي يناير 2010 صدرت دراسة عن مركز بيجين- السادات للدراسات الاستراتيجية بعنوان "هل غزة محتلة؟" وتعرضت الدراية لتاريخ الوضع القانوني والسياسي لقطاع غزة ن ومدى تأثير الاحتلال الإسرائيلي للقطاع على هذا الوضع.
وأوصت الدراسة بضرورة إنهاء الاحتلال والسيطرة الإسرائيلية بالكامل للقطاع، وفتح صفحة جديدة في التعامل الإسرائيلي مع القطاع، ومحاولة نقل عبء هذا القطاع إلى دولة إقليمية كبيرة ويمكنها تحمل ذلك مثل مصر أو إلى منظمة دولية محايدة مثل الاتحاد الأوروبي.
وفي مارس 2009 صدرت دراسة من نفس المركز تحت عنوان صعود وأفول حل الدولتين، طرحت فكرة ما يعرف بالنظرية الإقليمية لحل الصراع العربي- الإسرائيلي والتخلص من عبء غزة ومحاولة الانفصال عنها تماما، وذلك من خلال فكرة استخدام "لاعب إقليمي" يمكنه القيام بحل مشكلة غزة، وذلك من خلال توجيه غزة نحو مصر برغم تحفظات القاهرة على ذلك.
الحرية تدفع نحو الانفصال عن غزة
مثّل حادث أسطول الحرية المتجه لغزة وما ترتب عليه من تداعيات سلبية على إسرائيل، الدافع والمحرك الحقيقي للتفكير الإسرائيلي بجدية في الانفصال تماما عن غزة، فقد خرجت الكثير من الأصوات الإسرائيلية التي تدعو بقوة إلى التخلص تماما من عبء غزة.
ففي 13 يونيو، اقترح الكاتب الإسرائيلي ألوف بن في مقال له على موقع صحيفة هاآرتس بالعبرية على الانترنت، خطة متكاملة للانفصال الإسرائيلي التام عن قطاع غزة، معتبرا أن أزمة قافلة الحرية البحرية هي أنسب فرصة لتنفيذ هذه الخطة في الوقت الحالي.
فتحت عنوان (خذوا غزة)، أشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن قضية قافلة الحرية البحرية هي بمثابة فرصة مناسبة لإتمام الانفصال الإسرائيلي عن غزة، وذلك لتتخلص إسرائيل من بقايا الاحتلال، وتترك حماس وشأنها.
وبالنسبة للخطة التي يقترحها الكاتب للانفصال عن غزة، فتتمثل في أن تبلغ إسرائيل المجتمع الدولي بأنها تطرح عن نفسها كل مسؤولية عن سكان غزة ورفاهيتهم. وتغلق المعابر على الإطلاق، في حين تهتم السلطات المسؤولة في غزة بالحصول على الإمدادات والخدمات الطبية من طريق الحدود المصرية أو من طريق البحر. ويحدد أجل مسمى لفصل شبكات الماء والكهرباء. ويخرج القطاع من "الغلاف الجمركي"، ويكف الشيكيل عن أن يستعمل العملة القانونية هناك.
أما الكاتب شلومو عنبار فأشار في مقاله على معاريف 30 يونيو، أن إسرائيل يجب أن تستغل فرصة أزمة أسطول الحرية لتبلور خطة للانفصال التام عن غزة، مشيرا إلى أن إسرائيل أمامها فرصة مناسبة لإتمام الانفصال الإسرائيلي من قطاع غزة، والتخلص من عبء احتلال هذا القطاع.
وأضاف الكاتب أن سياسات إسرائيل تجاه غزة طيلة الفترة الماضية كانت خاطئة وغير جيدة، وذلك على الرغم من كبح جماح حماس منذ عملية الرصاص المصبوب، لكن سلطة حماس لم تضعف، كما أن عباس وفياض لا يمارسان صلاحياتهما السلطوية في قطاع غزة، ما يؤكد أن على إسرائيل أن تبتعد عن غزة تماما.
الدافع والهدف
الدافع هو القلق....والهدف هو الاعتراف الدولي"، بهذه العبارة يمكن تلخيص تعليقات الصحف الإسرائيلية على خطة ليبرمان للانفصال التام عن غزة؛ فبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت التي نشرت الخطة يوم الجمعة الماضي فإن قلق ليبرمان من عدم نجاح خطة فك الارتباط الأولى هو ما دفعه لطرح هذه الخطة، التي يهدف من ورائها أن يحظى الانسحاب الإسرائيلي من غزة باعتراف دولي، ويعفي إسرائيل من مسؤولية تزويد القطاع بالاحتياجات اللازمة بوصفها قوة احتلال.

قبسات من أنوار وأقلام العلماء والكتاب قبسات أون لاين حيث الإعلام الهادف قبسات أون لاين 10:37 ص .

0 التعليقات "خطة ليبرمان لفصل غزة.. أفكار قديمة وجدل متجدد"

شاركنا برأيك ولا تحرمنا من قلمك

الأرشيف