--------------------------------------------------------------------

المشاركات الشائعة

زوار المدونة

أحدث التعليقات

المتابعون

إحصائية المدونة

تعلقات القراء

إقرأ أيضا

|

رمضان والرحيل المر

ها هو أسبوع أيُّها الأحبةُ يمضي بعدَ رحيلِ رمضان، بعد رحيلك أيُّها الحبيبُ رمضان، ويا لَهَا من أيامٍ مُرَّةٍ المذاق، ليسألَ كلُّ إنسانٍ منَّا نفسَه: كيفَ حالُكِ أيَّتُها النَّفسُ بعدَ رَمَضَان؟!
أيُّها الإخوةُ، لقد تعمَّدتُ تأخيرَ هذا الموضوعِ إلى هذه الأيامِ لنقارنَ بينَ حالِنا في رمضان وحالنا بعدَ رمضان، رغم أنَّه لم يَمضِ عليه سوى أيامٍ..
إيهٍ أيَّتُها النفس! كنتِ قبلَ أيامٍ في صلاةٍ وصيام، وتلاوةٍ وقيام، ذكرٍ ودعاء، وصدقةٍ وإحسانٍ وصلةٍ للأرحام، قبل أيامٍ كُنَّا نشعرُ برقةِ القلوب واتصالِها بعلاَّمِ الغيوب.
كانت تُتلى علينا آياتُ القرآن، فتخشعُ القلوبُ وتدمعُ العيون، فنزداد إيمانًا وخشوعًا وإخباتًا لله I، ذُقنا حلاوةَ الإيمانِ وعرفنا حقيقةَ الصِّيَام، ذُقنَا لذَّةَ الدمعةِ، وحلاوةَ المناجاةِ في السَّحَر.
كُنَّا نصلِّي صلاةَ من جُعِلَت قرةُ عينِهِ في الصَّلاة، وكنَّا نصومُ صيامَ من ذاق حلاوتَه وعرف طعمَه، وكنَّا ننفقُ نفقةَ من لا يخشى الفقر! كُنَّا وكُنَّا ممَّا كُنَّا نفعلُهُ في هذا الشَّهر المباركِ العظيمِ الذي رَحَلَ عنَّا.
وهكذا نتقلبُ في أعمالِ الخيرِ وأبوابِهِ حتَّى قال قائلُنا: يا ليتني مُتُّ على هذه الحال! لما يشعرُ به من حلاوةِ الإيمان ولذَّةِ الطَّاعة. وهكذا مَضَتِ الأيامُ ورحَلَ رمضان، ثُمَّ ماذا؟
رَحَلْتَ يا رمضانُ ولم يمضِ على رحيلِكَ سوى ليالٍ وأيامٍ، ولرُبَّمَا رَجَعَ تاركُ الصَّلاةِ لتركِهَا، وآكلُ الرِّبَا لأكلِهِ، وسامعُ الغناءِ لسماعِهِ، ومشاهدُ الفُحشِ لفحشِهِ، وشاربُ الدخانِ لشربِهِ.
رَحَلْتَ يا رمضانُ ولم يمضِ على رحيلِكَ سوى ليالٍ وأيامٍ، ولرُبَّمَا نسينا لذةَ الصِّيامِ فلا السِتُّ من شوال ولا الخميسُ ولا الاثنينُ ولا الثلاثةُ الأيَّام من كل شهر.
رَحَلْتَ يا رمضانُ ولم يمضِ على رحيلِكَ سوى ليالٍ وأيامٍ، ولرُبَّمَا لم نَذُقْ فيها طعمَ القيام، سبحانَ الله! أينَ ذلك الخشوعُ؟! وتلك الدموعُ في السجودِ والرُّكوع؟
أين ذلك التسبيحُ والاستغفارُ؟ وأين تلك المناجاةُ لله الواحدِ القهَّار؟
رَحَلْتَ يا رمضانُ ولم يمضِ على رحيلِكَ سوى ليالٍ وأيامٍ، ولرُبَّمَا هَجَرْنَا القرآنَ وقد كُنَّا نقرأُ بعدَ الفجرِ وبعدَ الظُّهرِ وبعدَ العصرِ وفي اللَّيلِ والنَّهار، وها هُوَ أسبوع مضى، فكم قرأنا فيهِ من القرآن؟
نَشرَقُ بدموعِ الفراقِ أيُّها الأحبَّة، فلا نستطيع أن نَبُثَّ المشاعرَ والآلامَ والأحزانَ، لما نجدْهُ من فقدِ لَذَّةِ الطَّاعةِ وحلاوةِ الإيمان..
رمضان! كيفَ ترحلُ عنَّا وقد كُنْتَ خيرَ جليسٍ لنا، بفضل ربِّنا كنتَ عونًا لنا ونحنُ بين قارئٍ وصائمٍ ومنفقٍ وقائم، ونحن بين بكَّاءٍ ودامعٍ وداعٍ وخاشع.
رَحَلْتَ يا رمضان، والرَّحيلُ مُرٌّ على الصالحين، فابكوا عليه بالأحزانِ وودِّعُوه، وأجرُوا لأجلِ فراقِهِ الدُّموعَ وشيِّعوه..
دعِ البكاءَ على الأطـلالِ والدَّارِ *** واذكر لمن بانَ من خلٍّ ومن جارِ
ذرِ الدموعَ نحيبًا وابكِ من أسفٍ *** على فـراقِ ليـالٍ ذاتِ أنـوارِ
على ليالٍ لشهرِ الصومِ ما جُعلَتْ *** إلا لتمحيــصِ آثـامٍ وأوزارِ
يا لائمي في البُكا زدني به كَلفًا *** واسمـع غريبَ أحاديثٍ وأخبارِ
ما كان أحسنُنا والشملُ مجتمعٌ *** منَّا المصلِّي ومنَّا القانتُ القـارِي
الناسُ بعد رمضانَ فريقان، فائزونَ وخاسرونَ، فيا ليتَ شعري من هذا الفائزُ منَّا فنهنيَه، ومن هذا الخاسـرُ فنعزيَه؟! ورحيلُهُ مرٌّ على الجميع.. الفائزينَ والخاسرينَ.
الرحيلُ مُرٌّ على الفائزينَ؛ لأنَّهم فقدوا أيامًا ممتِعَة، وليالي جميلَة.. نهارُها صدقةٌ وصيام، وليلُها قراءةٌ وقيام، نسيمُها الذِّكر والدُّعاء، وطيبُها الدموعُ والبكاء..
شعروا بمرارةِ الفراقِ فأرسلوا العَبَرَاتِ والآهَات..كيفَ لا وهو شهرُ الرَّحمَات وتكفيرِ السِّيئاتِ وإقالةُ العَثَرَات! كيفَ لا والدعاءُ فيه مسموعٌ والضُرُّ مدفوعٌ والخيرُ مجموع!!
كيف لا نبكي على رحيلِهِ، ونحنُ لا نعلمُ أَمِنِ المقبولينَ نحنُ أم مِّن المطرودين؟!
كيفَ لا نبكي على رحيلِهِ أيُّها الأحبةُ، ونحنُ لا ندري أيعودُ ونحنُ في الوجودِ أم في اللِّحود؟!
فيا ليت شعري أيُّها الأحبةُ بعدَ هذه الأيام.. من منَّا أشغلَهُ هذا الهاجسُ وقد مضى أسبوعُ على رحيلِ رمضان؟ مَن منَّا أشغله هاجسُ هل قُبِلَتْ أعمالُهُ أم لا؟
هل نحنُ من الفائزينَ في رمضانَ أم لا؟ من منَّا لسانُهُ يلهجُ بالدُّعاء أن يَقبَلَ اللهُ منه رمضان؟
إنَّنا نقرأُ ونسمعُ أنَّ سلفَنَا الصالحَ كانوا يدعونَ اللهَ ستةَ أشهرٍ أن يقبلَ اللهُ منهُم رمضان، ونحنُ لم يمضِ على رحيلِهِ سوى أيامٍ فهل دعونا أم لا؟
أم أنَّنا نسينَا رمضانَ وغَفَلْنا عنه وكأنَّنا أَزَحْنَا حِمْلاً ثقيلاً كان جاثمًا على صدورِنا!
نعم رَحَلَ رمضان.. لَكَن ماذَا استفَدْنَا مِن رمضَان؟ وأين آثارُهُ على نفوسِنَا وسلوكِنَا، وعلى أقوالِنا وأفعالِنا؟
أما المفرِّطونَ -نعوذُ بالله من حالهم- فهم نوعان:
النوع الأول: أناس قصَّرُوا فلم يعملوا إلا القليل، نعم صلَّوا التراويحَ والقيامَ سِرَاعًا.. فهم لم يقوموا إلا القليلَ، ولم يقرءوا من القرآنِ إلا القليل.. ولم يقدِّموا من الصَّلواتِ إلا القليل..
الصلواتُ المفروضةُ تشكو من تخريقِها ونقرِها، والصيامُ يئِنُّ من تجريحِهِ وتضييعِه.. والقرآنُ يشكو من هجرِهِ ونثرِهِ.. والصدقةُ ربَّما يتبعُها منٌّ وأَذَى..
الألسنُ يابسةٌ من ذكرِ الله.. غافلةٌ عن الدُّعاءِ والاستغفار، فهم في صراعٍ مَعَ الشَّهواتِ حتى في رمضان، لكنَّ فطرةَ الخيرِ تجذبُهُم، فتغلبُهُم تارةً ويغلبونهَا تَارَاتٍ!
هم يقرءونَ القرآنَ في النَّهار، لكنَّهُم يصارعونَ النومَ بعد ليالٍ من السَّهَرِ والتَّعَبِ والإرهاقِ. أما الصلاة، فصلاةُ الظُّهرِ عليها السَّلام! ورُبَّما صلاةُ العصر، بل وربَّما الفجر! كلُّ ذلك بسببِ التَّعَبِ والإرهاقِ كما يقولون. فهؤلاء لم ينتبِهُوا إلاَّ والحبيبُ يرحَلُ عنهم، فتجرَّعوا مرارةَ الرَّحيلِ.. بكاءٌ ونَدَم..
حَزِنُوا! ولكن بعدَ ماذا؟ بعدَ فواتِ الأوانِ.. بعد أن انقضت أفضلُ الأيَّام.
أما النوعُ الثاني من المفرِّطينَ فهُمُ الخاسرونَ، نعوذُ بالله من الخسران.
فهناك من لم يَقُم رَمَضَان.. ولم يقرأِ القرآنَ.. ورُبَّمَا لم يَصُم في رمضان، فنهارُهُ ليلٌ وليلُهُ ويل!
لا الأواخرَ عرفوها، ولا ليلةَ القَدْر قَدَّروها.. فمتى يصلحُ من لا يصلُحُ في رَمَضَان؟
متى يصُحُّ من كان من داءِ الجَهَالَةِ والغَفْلَةِ مَرْضَان؟
مَن فَرَّطَ في الزَّرع في وقتِ البَذَارِ، لم يحصدْ غيرَ النَّدَمِ والخَسَار.
مساكينُ هؤلاء، فاتَهم رمضانُ وخيرُ رمضان، فأصابَهم الحرمانُ، وحَلَّتْ عليهِمُ الخيبةُ والخُسران!
قلوبٌ خَلَتْ من التَّقوى فهي خرابٌ بَلْقَع، لا صيامٌ ينفع ولا قيامٌ يَشْفَع.
قلوبٌ كالحجارةِ أو أشدٌّ قَسوة، حالُها في رمضان كحالِ أهلِ الشَّقوة، لا الشابُّ منهم ينتهي عن الصَّبوة، ولا الشيخُ يَنـزَجِرُ فيلحقُ بالصَّفوة.
أيُّها الخاسر، رَحَلَ رمضانُ وهو يشهدُ عليكَ بالخُسران، فأصبحَ لكَ خصمًا يومَ القيامة.
رَحَلَ رمضانُ وهو يشهدُ عليكَ بِهَجْرِ القُرآن، فيا وَيلَ من جَعَلَ خصمَهُ القرآنَ وشهرَ رمَضَان!
فيا مَن فرَّطَ في عُمُرِهِ وأضَاعَه، كيف ترجو الشَّفاعة؟ أتعتذِرُ برحمةِ الله؟ أتقولُ لنا إنَّ اللهَ غفورٌ رحيم؟
نعم، لكن {إِنَّ رَحْمَةَ اللهِ قريبٌ مِنَ المحُسنِينَ} [الأعراف: 56]، العاملين للأسبابِ، الخائفينَ المُشفقين.
سُئِلَ ابنُ عباسٍ عن رَجُلٍ يصومُ النَّهارَ ويقومُ اللَّيلَ ولا يشهدُ الجمعةَ والجمـاعات، فقال t: "هُوَ في النَّار"!! فأبعدَهُ الله! فكم أولئكَ المبعدينَ عن رحمةِ الله!
فيَا أيُّهَا الخاسرُ.. نعم رَحَلَ رمضانُ ورُبَّما خسرتَ خسارةً عظيمة، ولكن، الحمدُ لله فمَا زالَ البابُ مفتوحًا والخيرُ مفسوحًا.. وقبلَ غرغرةِ الرُّوحِ ابكِ على نفسكَ وأكثرِ النَّوح، وقل لها:
ترحَّلَ الشَّهرُ والهفـاهُ وانصَرَمَا *** واختُصَّ بالفوزِ في الجنَّاتِ من خَدَمَ
وأصبحَ الغَافِلُ المسكينُ منكسرًا *** مثـلي فيَا وَيحَهُ يا عُظمَ مَا حُـرِمَا
من فاتَهُ الزَّرعُ في وقتِ البَذَارِ فَمَا *** تـراهُ يحصُـدُ إلاَّ الهـمَّ والنَّدَمَا
طُوبى لِمَن كانتِ التَّقوى بضاعتَه *** في شهـرِهِ وبحبلِ اللـهِ مُعتَصِمَا
أيُّهاَ الأحبَّة، هَذِهِ مشاعرُ وتَوجِيهات، عَن رَحيلِ رمَضَان، قصدتُ تأخيرَهَا بعدَ رَمَضَان بأيَّامٍ لِنَرَى ونَشْعُرَ بالفَرْقِ بَينَ حَالِنَا في رَمَضَان وحالِنَا هَذِهِ الأيَّام، عَلَى قِلَّتِهَا، فَكَيفَ يَا تُرَى بِحَالِنَا بعدَ شَهرٍ وشَهَرَينِ وَأَكثَرَ؟!
رُغمَ أَنَّني أُؤكِّدُ وَأُكَرِّرُ أنَّنَا لا نُطَالبَ النُّفُوسَ أَنْ تَكُونَ كَمَا هِيَ في رَمَضَان، وَلَكِنَّنا نُطَالِبُها بالاستِمرَارِ والمُدَاوَمَةِ عَلَى الطَّاعَاتِ والوَاجِبَاتِ، وَتَذَكُّرِ الله وخَوفِ الله والصِّلَةِ به، وَلَو كَانَت هَذِهِ الطَّاعَاتُ قَليلَةً؛ فَقلِيلٌ دَائِمٌ خَيرٌ مِن كَثيرٍ مُنقَطِعْ.
سَلامٌ مِنَ الرَّحمنِ كُلَّ أَوَانِ *** عَلَى خَيرِ شَهْرٍ قَدْ مَضَى وَزَمَانِ
سَلامٌ عَلَى شَهْرِ الصِّيامِ فَإنَّهُ *** أَمَـانٌ مِنَ الرَّحمـنِ أيُّ أَمَانِ
تَرَحَّلْتَ يَا شَهْرَ الصِّيَامِ بِصَومِنَا *** وَقَد كُنتَ أَنوَارًا بِكُلِّ مَكَانِ
لَئِنْ فَنِيَتْ أَيَّامُكَ الزُّهْرُ بَغْتَةً *** فَمَا الحُزْنُ مِن قَلْبِي عَلَيكَ بِفَانِ
عَلَيكَ سَلامُ اللهِ كُن شَاهِدًا لَنَا *** بِخَيرٍ رَعَاكَ اللهُ مِن رَمَضَانِ
الَّلهُمَّ يَا حَيُّ يا قَيُّومُ إن كَانَ بِسابقِ علمِكَ أنْ تجمَعَنَا في مِثْلِ هَذَا الشَّهرِ المُبارَكِ فَلتَجْمَعَنَا فِيهِ يَا حَيُّ يَا قَيَّوم، وَإنْ قَضَيتَ بِقَطْعِ آجَالِنَا وَمَا يَحُولُ بَينَنَا وَبَينَهُ، فَأَحْسِنْ الخِلافَةَ على باقِينَا وأَوْسِعِ الرَّحمَةَ عَلَى مَاضِينَا.
الَّلهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا رَمَضَانَ، الَّلهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا رَمَضَانَ، الَّلهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا رَمَضَانَ، واعفُ عَنَّا مَا كَانَ فيهِ مِنَ تَقصِيرٍ وَغَفْلَةٍ. الَّلهُمَّ اجعلْنَا فِيهِ مِنَ الفَائِزِينَ، الَّلهُمَّ ارحَمْ ضَعْفَنَا وتَقْصِيرَنَا، وَأَعِنَّا على ذِكرِكَ وشُكْرِكَ وحُسْنَ عِبَادَتِكَ، لا حَوْلَ لَنَا وَلا قُوةَ لَنَا إلاَّ بِكَ، فَلا تكلنا إلى أَنفُسِنَا طَرْفَةَ عَينْ.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين.. اللهم يا كاشفَ كلَ ضر وبلية، ويا عالمَ كل سر وخفية، نسألُك فرجًا قريبًا للمسلمين، وصبرًا جميلاً للمستضعفين.. الَّلهُمَّ ارحَمِ المُستَضْعَفينَ المُسلِمِينَ في كُلِّ مَكَان، الَّلهُمَّ كُنْ نَاصِرًا لَهُمْ يَوْمَ تَخَلَّى عَنْهُمُ النَّاصِرُ، وكُنْ مُعِينًا لَهُم يَومَ تَخَلَّى عَنْهُمُ المُعينُ، الَّلهم ارحمِ الأطفالَ اليَتَامى، والنِّساءَ الثَّكَالَى، وذا الشَّيبَةِ الكَبِير.
سُبحَانَكَ الَّلهُمَّ وبحمدِكَ أَشهَدُ ألا إلهَ إَلا أَنتَ أَستَغْفِرُكَ وأَتوبُ إلَيكَ، وصلَّى الله وسلَّمَ عَلَى نبيِّنَا مُحَمَّدٍ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسلِيمًا كَثِيرًا

قبسات من أنوار وأقلام العلماء والكتاب قبسات أون لاين حيث الإعلام الهادف قبسات أون لاين 10:00 ص .

0 التعليقات "رمضان والرحيل المر"

شاركنا برأيك ولا تحرمنا من قلمك

الأرشيف