--------------------------------------------------------------------
رسولنا

المقداد بن عمرو أول فرسان الإسلام

  تحدث عنه أصحابه ورفاقه فقالوا:" أول من عدا به فرسه في سبيل الله، المقداد بن الأسود..والمقداد بن الأسود، هو بطلنا هذا المقداد بن ع...

23 مارس 2012 / التعليقات0 / اقرأ المزيد »
أهم أخبار

كي نخلص منهم

  قصة الاسلام /قبسات أون لاينمشاعر في ميادين التحرير متأججة. لقد خُدع الثائرون؛ لأنهم ظنوا أن ثورتهم ستنتج نظامًا سياسيًّا يعبر ع...

27 نوفمبر 2011 / التعليقات0 / اقرأ المزيد »

إحراق مصر

إنهم يحرقون مصر من أجل ألا يصل الإسلاميون إلى سدة الحكم فيها.. هذه خلاصة المشهد وقراءته الأولية دون الدخول كثيرًا في التفاصيل؛ فما ي...

27 نوفمبر 2011 / التعليقات0 / اقرأ المزيد »

تلميح برفع التعليق ودمشق تدعو لقمة طارئة

قصة الإسلام - قال وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي إن الجامعة العربية يمكن أن ترفع تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية قبل السادس عشر م...

14 نوفمبر 2011 / التعليقات0 / اقرأ المزيد »

وثيقة السلمي .. ووعد بلفور !!

وعد بلفور المشئوم الذي بموجبه أعطى "من لا يملك من لا يستحق"، أعطت الملكة والحكومة البريطانية وعدًا بإنشاء وطن قومي لليهود والصهيونية العالم...

14 نوفمبر 2011 / التعليقات0 / اقرأ المزيد »

المشاركات الشائعة

زوار المدونة

الأحكـام الشرعية.. بين الثبات والمرونـة

الدكتور منير جمعة أستاذ بجامعة أم القرى  يشكل التوازن بين الثوابت والمتغ...

21 يناير 2011 / 0 التعليقات / اقرأ المزيد »

قصة المسلم الشرير مورو مالو !!

شريف عبد العزيز/قبسات أون لاين قد تكون تلك القصة مجهولة لكثير من المسلمين الآن لكنها تعبر وبجلاء عن النفسية الغربية عمومًا، والأوربي...

04 نوفمبر 2010 / 0 التعليقات / اقرأ المزيد »

أدب الحديث

موقع قصة الإسلام من أَجَلِّ نِعَمِ الله على الإنسان نعمة البيان، قال U: {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الإِنْسَانَ (3) عَل...

27 أغسطس 2010 / 0 التعليقات / اقرأ المزيد »

نجم الدين أربكان.. صانع أسس تركيا الحضارية

عبد الباقي خليفة (نجم الدين أربكان رحمه الله: فلسطين ليست للفلسطينيين وحدهم ولا للعرب وحدهم، وإنما للمسلمين جميعًا) شيع ملايين ال...

03 مارس 2011 / 0 التعليقات / اقرأ المزيد »

القضية الفلسطينية

موعدنا الجنة بإذن الله

منال المغربي/قبسات أون لاين "كلُّ شيء يبدأ صغيرًا ثم يَكبُر إلا المصيبة؛ فإنَّها تأتي كبيرةً ثم تصغُر".هذه المقولة كانتْ تُردِّدها أ...

14 نوفمبر 2010 / 0 التعليقات / اقرأ المزيد »

وعى الأمة بأهمية قضية فلسطين

قد يلجأ كثير من الناس إلى التغافل عن القضايا التى تبدو صعبة . وقد يلجئون إلى تأجيل المهام الصعبة ، وقد يفضل البعض إنجاز المهام الخاصة...

05 نوفمبر 2010 / 0 التعليقات / اقرأ المزيد »

فلسطين فى وجدان الأمة و عقيدتها

تمثل فلسطين علامة لحيوية الأمة أو ضعفها ؛ هى فى حيازة الأمة مادامت الأمة قوية ، فإذا ضعفت سلبت منها هذه القطعة الغالية، وهى أرض الجهاد ، ...

05 نوفمبر 2010 / 0 التعليقات / اقرأ المزيد »

عباس يعلن استعداده للتنازل عن الثوابت الفلسطينية

قصة الإسلام -قبسات أون لاين أعرب رئيس الفلسطيني (المنتهية ولايته) محمود عباس عن استعداده للتنازل عن الثوابت الفلسطينية التاريخية، وإ...

19 أكتوبر 2010 / 0 التعليقات / اقرأ المزيد »

حوارات

الحركة الإسلامية.. وحصار الخطاب الوسطي

د. رفيق حبيب   من بين المشكلات التي تواجه الحركات الإسلامية، هي أن خطابها تراقبه الدول الغربية والأنظمة الحاكمة والنخب العلماني...

03 فبراير 2011 / 0 التعليقات / اقرأ المزيد »

"الدولة الدينية".. تشويه علماني للحركة الإسلامية

د. رفيق حبيب    مصطلح الدولة الدينية تمت صياغته لإخافة الناس من ...

03 فبراير 2011 / 0 التعليقات / اقرأ المزيد »

موقع السياسة في مشروع الحركة الإسلامية المعاصرة (2)

د. رفيق حبيب    تدور الكثير من المعارك حول علاقة الدين بالدولة...

03 فبراير 2011 / 0 التعليقات / اقرأ المزيد »

المشروع الإسلامي..حصار الغايات وضرب الشعارات(1)

د. رفيق حبيب تحت عنوان المشروع الإسلامي، تقف رؤية ترى أن نهضة الأمة ال...

03 فبراير 2011 / 0 التعليقات / اقرأ المزيد »

الفتوحات الإسلامية

  • إعادة فتح الإسكندريه

    إعادة فتح الإسكندرية (25 هـ/ 645 م) لم يكد عبد الله بن سعد بن أبي سرح يستقر في ولاية مصر حتى غدر الروم فيها، وكتب الروم من أهل الإسكندرية ...

  • مصر في عهد عمرو بن العاص

    الجوانب الحضاريةمشاركة مصر في كشف الضر الذي نزل بالجزيرة العربية (عام الرمادة) عند التحدث عن عام الرمادة في عهد عمر، لا بد من الإش...

  • أثر الفتح الإسلامي على أوضاع الأقباط

    الأثر الدينيأثر الفتح الإسلامي على أوضاع الأقباطتعرض الأقباط في مصر قبل الفتح الإسلامي لاضطهادٍ قاسٍ على أيدي البيزنطيين، ومن ثَمَّ رأوا ف...

  • أوضاع مصر الإدارية والاقتصادية والثقافية بعد الفتح

    الأوضاع الإدارية 1- لم يغير المسلمون النظام الإداري المعمول به في مصر قبل الفتح، سواءٌ على المستوى المركزي لإدارة الولاية أم على المستو...

المتابعون

إحصائية المدونة

عدد المواضيع : 563
عدد التعليقات : 25

إقرأ أيضا

|

غزة.. ألم وأمل

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فهذه المآسي التي تعيشها الأمة في بلدان متفرقة، ولا سيما ما يحدث هذه الأيام في غزة، تضطرنا للوقوف معها، فتلك أحداث لا ينبغي تجاوزها.
والحديث عن غزة ليس حديثًا عن مساحة أو رقعة صغيرة من الأرض، وإنما هو حديث عن الأمة التي هي كمثل الجسد الواحد.
وأوجه كلمتي أولاً لأخوتي في غزة، فأقول: أحسن الله عزاءكم، وغفر لموتاكم، وتقبلهم شهداء، وداوى جرحاكم، وعظم أجوركم، واعلموا أن إخوانكم في بلاد الحرمين وغيرها يقفون معكم، وينصرون قضيتكم، ويقنتون لكم، ويبذلون ما في وسعهم.
ثم أقول لإخوتي المسلمين ولا سيما المعنيين بالتحليل والمتابعة: إن قول الله ينبغي أن يكون نبراسًا لنا في تحليلنا للأحداث، ومن أغفله أو زاغ عنه فقد أبعد، وإن القنوات الفضائية والوسائل الإعلامية اليوم مليئة بالآراء والتحليلات، وكثير منها بعيد لإغفاله ما بيَّنه الكتاب ودلت عليه السُّنَّة، وكل ما قرب التحليل من فقه الكتاب والسنة كان أصوب.
وغش اليهود وخيانتهم للمسلمين وعداوتهم لهم وتمنيهم السوء لهم مما تواردت عليه آيات الكتاب، قال الله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [المائدة: 82]، وقوله: {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة: 105]، وقال عنهم: {لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} [آل عمران: 118]. ولن أتحدث في هذا، فإن من قرأ القرآن عرفه، ولن أتحدث كذلك عن الواقع فقد رأيتم وسمعتم في الوكالات ما فيه كفاية، وحسبكم أن عدد القتلى قد بلغ نحوًا من ثلاثمائة قتيل، والجرحى قد تجاوزوا الألف.
وعزاؤنا قول ربنا سبحانه: (وكأين من نبي قتل) كما قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو، أو {قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين} [آل عمران: 146- 148]. وتأمل كيف ردوا الأمر إلى أنفسهم، ففزعوا إلى ربهم واستغفروه واستغاثوا به، فجاءهم الفرج. فعلى إخواننا أن يحاسبوا أنفسهم، كما أن علينا -إخوة الإسلام- أن نحاسب أنفسنا، وأن نتساءل ماذا قدمنا لهم؟
كم يستغيث بنا المستغيثون وهم *** قتلى وأسرى فما يهتـز إنسـان
ماذا التقاطع في الإسـلام بينكم *** وأنتـم يـا عبـاد الله إخـوان
ألا نفوس أبيـات لها هـمـم *** أما على الحق أنصـار وأعـوان
إخوة الإسلام، إن ما يحدث اليوم في غزة نتيجة مقدمات سابقة مهدت له، فتاريخ العرب مع فلسطين تاريخ مؤسف ممتلئ بالخيانات والمؤامرات ووضع الأيدي في أيدي الأعداء، وانظر وتأمل من الذي يحمي اليهود؟! إن للغرب ولا سيما أمريكا دورًا ظاهرًا لا ينكر، ولكن أليس من يحمي الحدود ويمنع المجاهدين من الوصول أو الخروج شريك في الجرم؟! ألا يعد خائنًا من يلاحق المجاهدين الصادقين الذين يريدون تحرير أرض فلسطين؟! مع أن هؤلاء المجاهدين كانوا -وما زالوا- من أشد الناس انضباطًا وحرصًا على أن لا ينتقل الصراع ليكون مع دول الجوار، بخلاف شأن بعض المنظمات العلمانية التي أساءت لفلسطين، بل باعوا قضيتها بأبخس الأثمان.
وفي الحقائق التي أُعلنت قريبًا في برنامج الجزيرة (بلا حدود) كفاية؛ خيانات وتجسس على الداخل والخارج وعلى البلدان العربية لصالح دولة اليهود، وانظروا من قمع الفلسطنيين في الضفة لمّا أظهروا التضامن مع إخوتهم في قطاع غزة!
أفبعد ذلك يقرب هؤلاء ويضيق على المجاهدين المخلصين الحادبين على قضيتهم وعلى أمتهم؟!
والمتأمل في شأن المتآمرين خلف الحدود يظهر له تآمر الرافضة، ويبدو له كذبهم في دعواهم التضامن مع القضية الفلسطينة وهم يغلقون الحدود اللبنانية الفلسطينية ويشددون الحراسة عليها، فلا يمكِّن أحدًا النفوذ من جهة حرس إسرائيل من الرافضة في جنوب لبنان، وصدق شيخ الإسلام لمّا قال: "إذا صار اليهود دولة بالعراق وغيره، تكون الرافضة من أعظم أعوانهم، فهم دائمًا يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى، ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم"، وإن أظهروا خلاف ذلك، ولو كانوا صادقين لفتحوا الحدود من جهتهم، ونصيحتي لمن انخدع من إخواننا في فلسطين بالرافضة أن يتبصر، وأن يعلم أن القوم في العداء لأهل السُّنَّة سواء، والتاريخ والواقع يشهدان على ذلك.
ومع تواطؤ أمثال هؤلاء مصاب آخر متمثل في مسلسل (السلام) الذي اغتر به بعض الناس، مع أن الفتاوى الشرعية قد صدرت بتحريم السلام الذليل الذي هو في حقيقته استسلام للعدو، وتسليم للأرض له، وفرق بين الهدنة الشرعية التي أقرها بعض أهل العلم وبين بيع فلسطين والاعتراف للعدو بأرض لا يملكها.
وعجبًا ممن يدعون إلى التعايش السلمي مع قوم يرفعون السلاح ولا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمة، قد بدت البغضاء منهم، ودوا لو عنتنا، وقد علمنا بأنهم لن يرضوا عنا، فهل يتصور بعد ذلك من تفكر تعايشًا مرضيًّا مع هؤلاء بالاستجداء والاستخذاء؟ إن قومًا لم يتعايشوا مع أنبيائهم بل آذوا موسى وقتلوا الأنبياء بغير حق، لا سبيل لاستجداء تعايش عزيز معهم ما لم نتفاوض معهم فيه لننتزعه بمنطق القوة.
وقد قال الله تعالى: {وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} [العنكبوت: 46]. فبالله عليكم هل ظلم هؤلاء اليهود ومن يدعمهم من الأمريكان أم لم يظلموا؟! ومع ذلك يحفل بعض الناس بهذه الدعوات، ومن أمعن النظر علم أنها سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء!!
إخوة الإسلام، إن ثمة سننًا كونية وقواعد شرعية لا بد أن نعيها من أجل أن نبصر الحقيقة، ومنها:
أولاً: أن الصراع بين الحق والباطل ماضٍ أبدًا من أجل العقيدة، {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة: 217]؛ فالصراع عقدي، شاء من شاء وأبى من أبى، وكل تحليل يقصي الجانب العقديّ ويغفله أو يهمش من شأنه فهو تحليل باطل، بل الواجب أن ننظر في الصراع والعوامل المؤثرة على الأحداث دون تخطي لمقررات العقيدة وأحكام الشريعة، وهل جرَّ الويلات غير إخراج قضية فلسطين من نطاقها الإسلامي إلى الناطق العربي والقومي؟!
ثانيًا: لن يتحقق لنا النصر إن لم نحقق أسبابه، فتلك سُنَّة الله، ومن أعظم أسبابه نصر دينه، كما قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]. ولن يتحقق المشروط إن لم يتحقق الشرط، فحققوا أسباب النصر يتحقق لكم النصر.
ثالثًا: من السنن الكونية أن الله يبتلي عباده ليمحصهم، ويميز الخبيث من الطيب قبل أن يمكِّنهم، كما قال تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت: 2، 3]، {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214]، {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 142]، {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [آل عمران: 179]، {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [التوبة: 16].
رابعًا: من البدهي أن يكون للانتصار ثمن، وإذا أريد لشجرة المبادئ والقيم أن تورق وتثمر فلتُسقَ بالدماء، كما قال سيد رحمه الله: "إن كلماتنا وأقوالنا تظل جثثًا هامدة، حتى إذا متنا في سبيلها، وغذيناها من دمائنا؛ انتفضت حية، وعاشت بين الأحياء". وأجلُّ من ذلك قول الله تعالى: {ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لاَنْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 4]. ولن تموت نفس قبل أن تستكمل أجلها، وانظر إلى عدد من يموتون في بلادنا بحوداث المرور كيف ذهبوا وفيم ذهبوا؟! {وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ} [محمد: 4- 6]، فهل غبن من نال هذا مهما كان الثمن؟
خامسًا: ليس الذليل من يذق الردى عزيزًا، بل الذليل من توعده رسول الله بقوله: "إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاًّ، لا ينزعه حتى تراجعوا دينكم" [رواه أبو داود (3462)]. أما من صدق مع الله فنال الشهادة فقد ربح البيع، وفاز ورب الكعبة!
سادسًا: الفوز الحقيقي هو فوز المبادئ وظهور القيم، لا انتصار الأشخاص، واقرءوا سورة البروج.. قتل الرجال والنساء والأطفال، أبيد القوم عن بكرة أبيهم، فلم يبق منهم أحد، ومع ذلك لم يرد في القرآن الكريم وصف فوز بأنه كبير إلاّ عقيب ذكر خبرهم {ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ} [البروج: 11]. أما المقاييس المادية المزدرية للمقاييس العقدية وموازين الشريعة فقد يرى أصحابها أن القوم خسروا..! أوقعوا بأنفسهم الهزيمة، أما أهل النظر الشرعي فيعلمون أن انتصار المبادئ هو الفوز الحقيقي.. ولا يشك هؤلاء في أن الانتصار العسكري ضرب من أضرب الانتصار، وكما أن غلبة الحجة والبيان نوع آخر، ولكن الفوز الحقيقي الكبير هو في الثبات على الدين إلى يوم لقاء رب العالمين.
فهنيئًا لكم -أيها المسلمون- في أرض العزة غزة ثبات قادتكم، فاثبتوا كما ثبتوا، وأملوا في الفوز وارتقبوا، {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} [آل عمران: 120]. خذوا بالأسباب المعنوية والمادية واتحدوا مع إخوتكم، ولا تنازعوا فالقضية قضية إسلامية، وحذاري من أن تحول إلى قضية حزب أو حركة، بل القضية قضية أمة مسلمة. ومما يحمد للمجاهدين في فلسطين تماسكهم، وصبرهم على استفزازات المنافقين والمرجفين، وقد كفاهم ذلك شر جبهة داخلية، {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ} [الروم: 60].
ومما يجب أن يقال للمرجفين في الداخل أو الخارج الذين ما فتئوا يتحدثون عن أخطاء حماس، وأخطاء المجاهدين الذين يذبون عن ديارهم ومقدساتهم أيدي المعتدين: كفوا شركم، فتلك صدقة منكم على أنفسكم، واعلموا أن أشد الناس عدواة للمسلمين إن قدروا لن يعدموا ذريعة للنيل من المسلمين، وقد قال الله تعالى: {إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ} [الممتحنة: 2]، فاليهود {لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ} [التوبة: 10].
وخير لكم أن تتركوا لغة القوم القائلين: {لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ} [البقرة: 249]، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين.
ويقال كذلك لمن أراد أن يقف موقف الحياد من الإعلاميين وغيرهم: (اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)، كونوا حنفاء مائلين إلى الحق كما كان إبراهيم حنيفًا مائلاً عن الشرك إلى التوحيد، فالمائل إلى الحق محمود، والميل إليه واجب، والمذبذب المتحيد (بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء) مذموم.
إخوة الإسلام، وسط هذا الركام من الأحزان والآلام لا ينبغي أن نغفل البشائر الموجودة.. وهي -بحمد الله- كثيرة تدل على أن العاقبة للتقوى، فالنصر آتٍ لا محالة كما ثبتت بذلك الآثار النبوية، المصدقة للوعود القرآنية، وقد اعترفت صحيفة معاريف بأن الحملة الإسرائلية فاشلة، ونحوها ذكرت صحيفة التايمز البريطانية.
ومن بوادر فشل اليهود وقرب النصر ما نراه في هذه الأمة، وما نسمعه من نشيج شبابها وشيوخها ونسائها جراء ما أصاب إخوتهم، وهذا يدل على أن الأمة أمة حية.. توشك أن تجد من يستثمر طاقاتها، ويوجه مشاعرها وقواها، فكيف لا نرقب النصر وفي الأمة الجموع الغفيرة الحية المنفعلة بقضايا المسلمين؟! بل كيف لا نرقب النصر وفي أكناف بيت المقدس ثلة على الحق ظاهرين منصورين، وقد سقطت الشعارات والرايات غير راياتهم، وتوشك الصفوف أن تتمحص بمثل هذا البلاء، كيف لا نستبشر وقد بدأت مبادئ أهل الكفر تسقط بعد أن اغتر بها طوائف من المسلمين، فالحرية والديمقراطية التي طالما دعا إليها الغرب ها هم اليوم يحاولون إقصاءها.
ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيزولئن كانت بشائر النصر تترى مصدقة الوعود الشرعية، فإن علينا أن نتفاعل معها، ببذل المزيد من الأسباب الشرعية والكونية، كالاستقامة على منهج الله، وتجنب أسباب سخطه؛ فالهزيمة قد يكون سببها ذنب، كما أن علينا الحذر من الفوضى ودعاتها، فإن لهم مآرب لن تعود على نصرة إخواننا في غزة بخير، فلا يخرجن أحدًا الحماسُ عن الانضباط، ففي غمرة الحماس والاندافع قد يُجر من لم يتفطن لأمور لا تحمد عقباها، وكم من مرة استثمر الضغط النفسي للشباب فنجمت عنه أحداث أخرت مسيرتهم! فإياكم أن تنجروا لفوضى، واسعوا إلى نصر إخوتكم بما تطيقون من البذل، والدعاء، والنصر بالكلمة، والاقتراح، والتوجيه، عبر المنابر الإعلامية المختلفة، وليكن لكل منّا مشروع ينصر به إخوته في فلسطين ويخدم به قضيتهم.
والمأمول من حكام المسلمين تفويت الفرصة على من يسعون لإثارة الفوضى، بالنظر في فتح الحدود، بل والدعم وفتح المجال للتبرعات، فذلك خير من أن تخرج بطريق غير منضبطة، مع مقاطعة اليهود والمتعاملين مع اليهود وإن كانوا عربًا، وليعلموا أن مسئوليتهم أعظم من مسئولية من سواهم، وأن ما بوسعهم يتجاوز التنديد والشجب والإنكار، والوسائل كثيرة لن يعدمها من نظر وتأمل.
هذا وأكثروا -إخوة الإسلام- في كل مكان من الدعاء لإخوتكم، فذلك من حقهم عليكم، 

قبسات من أنوار وأقلام العلماء والكتاب قبسات أون لاين حيث الإعلام الهادف قبسات أون لاين 8:34 م .

0 التعليقات "غزة.. ألم وأمل"

شاركنا برأيك ولا تحرمنا من قلمك

الأرشيف