الفيس بوك..وجهة نظر
بداية الفيس بوك (Face book)
قصة البداية أن الشركة بدأت بمشروع برنامج تواصل للطالب الجامعي (مارك جوكربيرج) الذي صمم الموقع على غرار "المواقع الشخصية" التي تستخدمها المدارس والكليات لتمكين الطلاب من معرفة زملائهم.
وقد أوقعه أول مشروع له في مشكلة مع السلطات في جامعة رابطة اللبلاب (مجموعة من ثماني جامعات أمريكية عريقة) بعدما اخترق موقع الكلية للحصول على صور الطلاب، إلاّ أن السلطات تصرفت بعقلانية، وأسقطت الاتهامات الموجهة ضد (جوكربيرج)، بعدما أصبح واضحًا أن الشاب في سبيله إلى تغيير العالم.
وعندما تأسس الموقع في فبراير عام 2004م كان (الفيس بوك) في البداية مقصورًا على طلاب جامعة هارفارد، ثم اتسع إلى جامعات ستانفورد وكولومبيا وييل، ثم إلى كليات أخرى في بوسطن، ثم تدريجيًّا إلى جميع الكليات في الولايات المتحدة.
وكان انتشار الموقع دليلاً واضحًا على النمو الفيروسي له، فقد استغرق الأمر ثلاث سنوات لتجميع أول مائة مليون مستخدم، وبعدها (225) يومًا فقط لاجتذاب المائة مليون مستخدم الثانية، ثم تخطّى (الفيس بوك) حاجز الـ(300) مليون في (160) يومًا أخرى، وحقق أسرع معدل نمو له عندما وصل إلى (400) مليون مستخدم خلال (143) يومًا أخرى، حيث كان يسجل حوالي (700) ألف عضو جديد يوميًّا".
الموقع وببساطة يوفر لك اشتراكًا مجانيًّا، ومن خلاله يمكنك أن تراسل كل المشتركين أفرادًا ومجموعات، وتتبادل معهم المعلومات والصور، وبإمكانك أيضًا أن تنشئ مجموعة خاصة بك وبأفكارك. في منتصف عام 2007م أصبح الفيس بوك الموقع الأكثر شهرة في عالمنا العربي بعد تحقيقه شهرة واسعة في شتى أرجاء العالم، ووصل عدد المشتركين فيه إلى ستين مليون شخص, ولاقى إقبالاً شديدًا على استخدام الموقع وصل حد الإدمان من قبل البعض، ويعد الشباب الأردني في طليعة المستخدمين لهذا الموقع، فقد وجدوه فرصة جيدة للتواصل والتعارف وتبادل الأفكار، فضلاً عن سماع أخبار الأصدقاء والمعارف السابقين.
سلبيات الفيس بوك
هنالك أخطار كبيرة عند الاستخدام السيئ وغير الواعي للفيس بوك، لا سيما مع الذين يقومون بتزويد الموقع بصور ومعلومات قد تسبب لهم مشاكل كبيرة؛ فالكثير من الشباب أدلوا بتفاصيل مهمة عن حياتهم وعن أسرهم وعملهم وأصدقائهم بما فيها من صور شخصية، وبالتالي أصبحت هذه المعلومات مصدرًا مهمًّا لأي جهة ترغب بالحصول عليها, وعند اطلاعك على الموقع تجد مجموعات متخصصة بذم رئيس أو ملك معين، ومن هذا المنطلق فقد أغلقت الكثير من الدول هذا الموقع؛ حفاظًا على الخصوصية ولمنع الاختراق الأمني والتلاعب بالمواطنين واستغلالهم، حسب ما تعتقد فيه هذه الدول، فضلاً عن أسباب أخرى غير بعيدة عن السياسة.
إضافة إلى استغلال هذا الموقع من قبل أجهزة المخابرات وخاصة الصهيونية للاطلاع على المعلومات الخاصة بالشباب والشابات، ومعرفة توجهاتهم السياسية، وكذلك أنماط تفكيرهم.
إضافة إلى عدم الخصوصية للأشخاص؛ لأن جميع المشتركين في الفيس بوك يستطيعون أن يشاهدوا ما لدى البقية الباقية من المشتركين، سواء كان معلومات أو صورًا.
كذلك مقدار الوقت المهدور للشباب أمام شاشات الكمبيوتر أثناء العمل على الموقع، خاصة إذا كان العمل بلا فائدة تذكر.
إيجابيات الفيس بوك
اليوم وفي عالم متشابك ومتقارب في آن واحد، أصبحت وسائل التواصل والتعارف والتقارب أكثر من أن تُحصى، تذهلك حينما تتأمل غزارة مادتها وهيمنتها على حياة الناس، هي تدعو الآخرين أن يقربوا ويتقاربوا، ويلتحم بعضهم ببعض، وإن اختلفت أجناسهم وألوانهم وحتى معتقداتهم؛ لذلك تتردد كثيرًا مقولة: إن العالم أصبح قرية صغيرة.
الفيس بوك هو وسيلة للتعرف على أصحاب جديدة، وهو وسيلة للتسلية أيضًا، وممكن أن نبقى في اتصال مع الأصدقاء والأقارب بواسطته، إضافة إلى إبقائك في الحدث أينما كان، ويمكنك زيادة رصيدك الثقافي والمعلوماتي من خلال التحدث ومناقشة الأشخاص في كل أرجاء الكرة الأرضية، والاطلاع على خبراتهم وعاداتهم وتقاليدهم.
بعيدًا عن النظرة التشاؤمية التي تغلف أذهان البعض في النظر إلى أعمال الآخرين، يجدر بنا أن نتأمل أوضاعنا المزرية التي تحدثنا عن قطيعة مفتعلة لمعاني التواصل والتعارف التي أمرنا بها ربنا سبحانه، وهو الذي أرسل نبيه وخاتم رسله رسولاً ليس للعرب فحسب، بل للعالمين من الإنس والجن؛ فهي رسالة تواصل وتعارف بين الشعوب وتقارب ودعوة إلى منهج قويم مبني على قيم نبيلة ومبادئ سامية، لو علمها من لم يتذوق حلاوتها لفرح بها، ولسعى أن يلج إلى أفيائها.
كم نحن بحاجة ماسة إلى تصفية المخيلة والقلب من التشاحن والتحاقد والتباغض!! وأن نستفيد من تجربة (الفيس بوك) معاني راقية، وعلاقات متينة، وجسورًا من التواصل للقريب قبل البعيد، وعدم الاستسلام للنزعات الحزبية والمناطقية والفئوية التي أفلحت في نقض عُرا الأخوة بين شرائح المجتمع.
فلتتحرر النخب المثقفة من داء القطيعة السيئ الذي ينخر في العقول والقلوب، ليضع النتيجة سيئة لكل محب وتوّاق لتقدم المجتمع ونمائه ونهضته، ولكنه إيجابية عند كل من يتشوق إلى هزيمة مضاعفة تصيبنا في مقتل.
فكما هو التلفاز والإنترنت سلاح ذو حدين، فالفيس بوك أيضًا سلاح ذو حدين؛ فبالإمكان أن يصبح سلبيًّا يدمر الأسر والشباب وينشر الرذيلة، ويزيل الحواجز بين الشاب والفتاة، يمكن أيضًا أن يستغله الدعاة وأصحاب الفِكَر السليمة والصادقة لإيصال فكرتهم ورسالتهم لأكبر عدد من الأشخاص، وبأسهل الطرق وأرخصها، ودون أن يتسبب لنفسه بالضرر، فبالإمكان استخدامه لاسم بديل ينشر بواسطته رسالته.
أختم الموضوع بمشاركة لإحدى المستخدمات للفيس بوك وتدعى (أم ضمضم)، تصف فيها الموقع فتقول:
الفيس بوك والمنتديات.. كلها غابات..
والغابات فيها من الأزهار ما يتفتح فيفوح عطره.. ويسقي النحل عسلاً طيبًا..
وفيها من الطيور ما يشدو بأعذب الألحان مسبّحًا للرب الرحمن..
وفيها من الذئاب المفترسة ما يسير بفطنة ودهاء ليفترس كثيرا من تلك الطيور والأزهار..
وهي ذي حياة الغابات كلها مغامرات..
فمن رضي لنفسه أن يعيشَ فيها، عليه أن يتعلمها جيدًا.. ويحذرها جيدًا..
ومن رأى بنفسه أنه ضعيف ولا تحتمل أذى الذئاب.. فليبتعد كي لا يسقط..
ومن رأى بقلبه صلابة وبإيمانه شدّة وبرسالته غلظة وعزمًا، فليمضِ وليتغذَّ دائمًا بروافد إيمانه التي ستساعده على البقاء..
ورسالتي إلى كل سكان هذه الغابات..
إن كنتَ طيرًا.. أو كنتِ زهرة.. فاحفظوا أنفسكم يحفظكم الله..وكونوا من الأشداء الأقوياء..
وإن كنت ذئبًا..فاتق الله، واعلم أن القوي هو الله.. وهو القاهر فوق عباده.
قبسات من أنوار وأقلام العلماء والكتاب قبسات أون لاين حيث الإعلام الهادف قبسات أون لاين
8:13 م
مقالات متنوعة
.