--------------------------------------------------------------------

المشاركات الشائعة

زوار المدونة

أحدث التعليقات

المتابعون

إحصائية المدونة

تعلقات القراء

إقرأ أيضا

|

الخمار بين الستر والزينة

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:-
الحجاب الشرعي الذي يخرج المرأة من الإثم هو ما يجمع الأوصاف التالية :-
1- أن يكون ساترا لا يظهر إلا الوجه والكفين .
2-  أن يكون واسعا فضفاضا لا يبرز ، ولا يحدد أجزاء الجسم .
- 3
أن يكون سميكا ، لا يصف ما تحته ، ولا يشف.
4
- ألا يكون من الملابس الخاصة بالرجال .
5-  أن لا يكون من الملابس الخاصة بالكافرات بحيث أصبح شعارا لهن يتميزن به، ويعرفن به.
6-  ألا يكون زينة في نفسه حتى لا يبطل المقصود به؛ فإن الحجاب شرع لوأد النظرة المشبوبة. وإجهاض النظرة المسمومةيقول حامد العطار - الباحث الشرعي بالموقع-:-
الغريزة الجنسية عاتية بطبعها تحتاج إلى ما يصرفها عن استرسالها في الحرام، ولقد كان الإسلام منطقيا يوم شرع من التدابير ما يؤدي إلى هذا، فنصح الشباب بالزواج لمن كان يقدر منهم على ذلك، ومن لا يقدر فأرشده إلى الصيام ليكون أعون له على ضبط شهوته، وأمر الرجال والنساء جميعا بغض الأبصار عن فضول النظر، فرب نظرة أورثت ذلا وهوانا.
وأمر المرأة بالاحتشام، وستر العورات، وأمرها أن لا تستثير الرجال، فلا خضوع في الصوت، ولا ضرب بالأرجل، ولا تعطر في البدن أو الثياب في حضرة الأجانب.
فالمرأة مأمورة أن تخفي زينتها بقدر استطاعتها حتى لا تؤجج الشهوات، ولا تذكي النزوات، ولا تكون عونا للشيطان على الرجال.
وكم أفسد التبرج من بيوت بعدما كانت عامرة بالحب، دافئة بالحنان، قانعة بالحلال، ففض سامرها، وخرب عامرها.
ومن صور التبرج أن تظهر المرأة زينتها سواء أكانت الزينة في اختيار لون للحجاب يلفت أنظار الرجال، ويسترعي فضولهم،ويستثير انتباههم، أو في إظهار زينة الحلي، أو في اتخاذ عطور لها رائحة ... فكل هذا من التبرج حتى لو كانت لا تظهر سوى الوجه والكفين.
وليس معنى ذلك أن يفرض على المرأة لون معين من الحجاب كالسواد لا تخرج عنه ؛ فإن الإسلام لم يشترط لونا معينا لحجاب المرأة، ولم يمنعها من لبس لون معين ، فلها أن تلبس أي لون شاءت طالما كان اللون بعيدا عن الفتنة والإثارة وجذب الأنظار.
ولها أن تهتم بحجابها من إجادة غسله وكيه وتنظيفه وتنظيمه، وتنسيق ألوانه فهذا ليس من التبرج.
ولكن ليس لها أن تحوله إلى زينة يلفت الأنظار، فإن للملابس زينة قد يفوق خطرها وأثرها خطر البدن نفسه.
وقد رأينا أن شرعنا الحنيف منع المرأة من التعطر بين الرجال، ومنعها من الخضوع بالقول، ومنعها من أن تضرب برجلها مخافة أن تبدو زينتها فتتعلق بها قلوب الرجال.
فعلمنا من ذلك أن هذه الأمور منعت لعلل معروفة واضحة هي الخوف من استثارة الرجال، وتأجيج الشهوة المكنونة في أعماق النفوس.
فهذه الأمور التي منعها الشارع ليست محرمة في ذاتها دون علة حتى نقف عليها، ونجيز ما عداها ولو كان أبلغ منها في الاستثارة، فالتعطر ليس ملعونا في ذاته، وليس إثما في نفسه، والضرب بالرجل ليس محرما لعينه، ولكنها وسائل للمحرمات فوجب أن يحرم ما كان يماثلها في الاستثارة فضلا عما يزيد عنها.
وإلا وقعنا فيما عبناه على الظاهرية حينما سمعوا حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تبولوا في الماء الراكد) فحرموا البول فيه، وأجازوا البراز فيه؛ لأن البراز لم يذكر في الحديث، وكأن البول هو مجمع النجاسات، ومستنقع الرذائل، والبراز طاهر مطهر.
بل حرموا البول المباشر في الماء الراكد إلا أنهم أجازوا البول في قارورة ثم صبها في الماء الراكد.
إن الذي يبحث في الأدلة الجزئية عن نص يحرم الحجاب المزركش بالألوان اللافتة الأخاذة، ثم يخرج فيقول: لم أجد في القرآن ولا في السنة دليلا يحرم ذلك معرضا عن هذه العلل والمعاني مثله مثل هؤلاء الظاهرية الذين حرموا البول في الماء الراكد، وأجازوا البراز فيه؛ لأنهم لم يجدوا نصا على منع التبرز في الأدلة الجزئية، ولا فرق بين هؤلاء وبين الظاهرية مهما حاولوا التفلت، فمن لبانهم رضعوا، وعلى فكرهم شبوا.
وإذا اختلفت الأنظار، وتعددت الوجهات حول حجاب معين فدار حوله الجدل : ففريق قال هو مثير، وفريق قال: غير مثير وجب أن يمنع؛ لأن التحوط في مثل هذا المقام مطلوب، فإن الله حرم مجرد الضرب بالرجل لئلا يطمع الذي في قلبه مرض، ولم يلتفت إلى الأتقياء الذين ليس في قلوبهم مرض درءا للمفسدة المتوقعة ولو من البعض مع أن تحريك الخلخال ، بل وحركة الجواهر والحلي كلها ربما لا تلفت أغلب الرجال.
وستظل المرأة متبرجة آثمة شاءت أم أبت طالما أن حجابها ضيق يحدد أجزاء جسمها، ويبين تفاصيله وأبعاضه، أو يلتصق بجسمها فيبدو جسمها مفصلا محددا في صورة من الإثارة والفتنة لا يكاد يتفق للعارية، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: (صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا.) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة.
فالرسول يحدثنا عن نساء كاسيات لابسات لم يخرجن عاريات متكشفات، ولكنهن أفسدن أكثر مما تفسد العارية، فالمرء بطبعه لا يكاد يستثيره الجسم العاري كما تستثيره تلك التي وقفت ساعات طوالا تبحث عن ملابس لإظهار زينتها ، وللإعلان عن مكامن الجمال والإثارة في جسمها.
مع أن الحجاب شرع للتستر والعفاف، ولإطفاء الزينة، وإخماد الشهوة.
وليس معنى ذلك أننا نمتدح العري، أو نراه خيرا من الحجاب الفاتن، ولكن نقول: في كل شر، والشر درجات، كما أن جهنم دركات.
وستظل المرأة متبرجة آثمة شاءت أم أبت طالما أنها تختار البنطلون الضيق الذي ينسدل على الجسم فيبرز ما أقبل منه، وما أدبر، ويظهر مكامن الحسن في صورة من الإثارة العاتية.
وستظل المرأة متبرجة آثمة شاءت أم أبت طالما أنها ترتدي سترة ضيقة أو شفافة تحجم الأبضاع، وتجسم الأجزاء.
فمن أرادت أن تخرج من التبرج إلى الستر والعفاف فلا بد أن يكون حجابها واسعا فضفاضا لا يلتصق بجسمها، ولا يجسم تفاصيله.
وأن يكون سميكا غليظا لا يصف ما تحته، ولا يشف عما يستره.
وأن يكون لباسا للستر لا للزينة.
ولا يزال البنطلون محل جدل كبير، فعلى من أرادت أن تلبسه أن تختار بنطالا واسعا فضفاضا، وأن تلبس فوقه سترة طويلة تغطي عجيزتها وأردافها بحيث يصل إلى ما يقارب الركبتين ليتفق مع الحكمة من فرضية الحجاب وهي التستر

قبسات من أنوار وأقلام العلماء والكتاب قبسات أون لاين حيث الإعلام الهادف قبسات أون لاين 10:09 ص .

0 التعليقات "الخمار بين الستر والزينة"

شاركنا برأيك ولا تحرمنا من قلمك

الأرشيف