اصنع النصر بيدك
ابن الإسلام.. يا ابنة القرآن:
قد تكون الجراح والآلام تنهش جسد أمتنا، لكن أمتنا لم تمت. قد تكون أرضنا ومقدراتنا قد أصبحت بيد أعدائنا، لكننا لم نستسلم ولم نرفع الراية البيضاء. إن الذهب حتى يصل إلى ما وصل إليه من جمال ولمعان وقوة، لا بد أن يتعرض لدرجات حرارة عاليه جدًّا.. وهكذا المسلم القوي لا بد له أن يخرج من الأزمات والآلام أقوى وأنقى. يجب على كل منا أن لا يستهين بنفسه.. كل منا قادر على التغيير في جانب من الجوانب.. كل واحد منا مبدع في مجال؛ فلنسخِّر إبداعنا لخدمة قضايانا ويجب أن تكون هذه رسالتنا بعضنا إلى بعض ولأبنائنا: نحن قادرون على التغيير للأفضل.. أجل قادرون لأننا نملك مقومات هذا التغيير، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11].
إذن، فليبدأ التغيير بأنفسنا نحن.. أنا وأنت أخي وأنتِ أختي.. ليبدأ الإصلاح والتغيير الإيجابي.. كل واحد منا يعلم أين ضعفه وأين قوته.. كل واحد فينا يعلم أين تقصيره وأين إبداعه.. لنجلس مع أنفسنا جلسة مصارحة ومحاسبة، ولنضع النقاط على الحروف لأنفسنا ولنبدأ من جديد.. لنبدأ حياتنا من جديد بهمة أعلى وثقة أكبر. إن أكثر ما ينقص شبابنا في العالم الإسلامي هو الثقة بالنفس.. علمًا أن إسلامنا زرع الثقة بالنفس فينا من خلال منهاج القرآن الكريم وسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام؛ فالإسلام مدرسة جامعة شاملة، بما له من منهاج متكامل، ورؤية شاملة للحياة البشرية والطبائع الإنسانية؛ مما يكفل العناية بحياة الإنسان الروحية، ويدعم ركائز الإيمان في قلبه. ولقد عنى الإسلام بحياة الإنسان المادية والعقلية والروحية، وهو في ذلك حريص كل الحرص على تنمية جميع الجوانب في المسلم.
نحن قادرون على صنع النصر بأيدينا.. النصر أولاً على أنفسنا الضعيفة بأن ننزع الضعف من قلوبنا، ونزرع بدلاً منه القوة والثقة (أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم على أرضكم). وكيف لمن كانت نفسه ضعيفة منهزمة أن يصنع نصرًا لأمة؟!!
لنجلس مع أنفسنا ونبدأ العمل من جديد، كلٌّ منا حسب قدرته على التغيير.. وحسب الميدان الذي يجد نفسه مبدعًا فيه.. بل إن النفوس إن وجدت ميدانًا للتنافس، فإنها ستبدع وتعمل.. فما بالكم إن كان التنافس في الخير وفي خدمة الأمة!!
أخلصوا النية، وشمروا عن سواعدكم، ولنبدأ بصناعة النصر بأيدينا.
قبسات من أنوار وأقلام العلماء والكتاب قبسات أون لاين حيث الإعلام الهادف قبسات أون لاين
8:09 م
مقالات متنوعة
.