الدكتور راغب السرجاني: صلاح البشرية بقيام دولة الإسلام
أكد الدكتور راغب السرجاني -المشرف العام على موقع قصة الإسلام- أن صلاح البشرية بقيام دولة الإسلام، وأن صلاح البشرية بصلاح المسلمين، قائلاً: "تنعم البشرية كلها بصلاح المسلمين"؛ فالأمة الإسلامية أمة نبيلة عظيمة، قرآنها ودستورها هو كلام الله تعالى، وقائدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولن تنعم البشرية كلها حتى يأخذ المسلمون قرارهم بقيام الدولة الإسلامية.
وأوضح فضيلته أن التغيير لا يأتي على يد الكثرة، فلن يقبل الشعب كله الحكم بالإسلام إلا بعد أن يذوق طعمه، ويرى ثمراته؛ فالتغيير يأتي على يد القلة، فقد قال الله تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [الأنعام: 116]، {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف: 103].
صرّح بذلك الدكتور راغب السرجاني في درسه الأسبوعي (من وحي الثورة) يوم الثلاثاء 5 إبريل 2011م بعد صلاة العشاء في مسجد الرواس بحي السيدة زينب بالقاهرة.
وأكد فضيلته أن الحل فيما تعيشه الأمة الآن هو اتباعها لمنهج النبي صلى الله عليه وسلم، والسير على خطاه، فقد قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21]. فالمتتبع لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم يجد أن أحداث الدنيا كلها كُثفت في حياته صلى الله عليه وسلم، شملت كل المتغيرات التي قد تمر على الأمة الإسلامية. ومن ثَمَّ فلنا في كل موقف من مواقفه صلى الله عليه وسلم اتباع وسُنَّة وهدى، فمن أراد أن يبني دولته فليبنها على منهاج النبوة الشريفة، وعلى منهاج الخلفاء الراشدين؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ" (رواه أبو داود في سننه، وقال الألباني: صحيح).
وفي تحليل لواقع الدولة التي بناها الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة، والتي تعد النموذج المثالي للمدينة الفاضلة في التاريخ، أكد فضيلته أن الأزمات كانت تتوالى على الرسول صلى الله عليه وسلم سنة بعد أخرى، وما تخلى أهل الباطل عن محاربته حتى وفاته صلى الله عليه وسلم؛ فهؤلاء المشركون خارج المدينة يؤلبون القبائل عليه، وهؤلاء المنافقون يثبطون عزائم المسلمين في المدينة، وقبائل اليهود الثلاثة مزروعون داخل المدينة ولم يكونوا خارجها، فضلاً عن كل ذلك مكائد المشركين داخل المدينة، فلم تكن المدينة كلها مسلمين، والتواصل بين المنافقين والقوى المشركة كان دائمًا..
وفوق كل هؤلاء، كانت هناك أكبر قوتين في العالم هما الفرس والروم، ومع كل ذلك أقام النبي صلى الله عليه وسلم الحكم الإسلامي في المدينة المنورة، ولم تهدأ قوى الشرك حتى وفاته صلى الله عليه وسلم وإلى يوم القيامة، وتكاثرت الأزمات من حوله صلى الله عليه وسلم من مكائد المنافقين واليهود ومحاولات الاغتيال والحرب الإعلامية الشرسة، ومع ذلك ظل النبي صلى الله عليه وسلم على مبدئه، ولم يُستضعف أمام تلك المحاولات.
وبيَّن فضيلته أنه لم تمر سنة من سنوات النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة إلا وكانت غزوة من الغزوات، أو صدّ هجومٍ من المشركين، ومع ذلك وقف لها الرسول صلى الله عليه وسلم وهو واثق بربه تعالى، وبإيمان الصحابة رضوان الله عليهم.
وقال الدكتور راغب السرجاني: إذا كان المسلمون ينتظرون وقتًا معينًا تتاح لهم فيه الفرصة لإقامة الدولة الإسلامية دون تربُّص الغرب والشرق لهم، فسينتظرون كثيرًا، لعله يصل إلى يوم القيامة؛ لأن من سنن الله في الأرض دوام الصراع بين الحق والباطل، فلن تمر لحظة إلا ويتربص أهل الباطل بأهل الحق، والله -عز وجل- ذكر تلك السُّنَّة بـ(لن) التأبيدية؛ دليلاً على أبدية ذلك الصراع، فقال تعالى {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: 120].
وأوضح فضيلته أن قصة الصراع والصدام بين المسلمين والغرب هو ما يفرضه الغرب علينا لا ما نفرضه نحن، فهناك طائفة تريد الشرّ دائمًا للمسلمين منذ آدم عليه السلام وإلى يوم القيامة، وهؤلاء هم أعوان إبليس وحزبه، قال تعالى: {قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ} [الحجر: 36، 37].
فالمسلمون في صراع دائم مع أعوان إبليس وإلى يوم القيامة، فما معنى أن ينتظر المسلمون إذنًا من الغرب لإقامة دولتهم.. وهو أمر مستحيل!! وأوضح فضيلته أن الدولة الإسلامية نريدها دولة خالصة لله عز وجل، فلا نعبد شرقًا ولا غربًا، وإنما نعبد الله تعالى وحده.
قبسات من أنوار وأقلام العلماء والكتاب قبسات أون لاين حيث الإعلام الهادف قبسات أون لاين
4:43 م
مقالات متنوعة
.