--------------------------------------------------------------------

المشاركات الشائعة

زوار المدونة

أحدث التعليقات

المتابعون

إحصائية المدونة

تعلقات القراء

إقرأ أيضا

|

كي نخلص منهم

ميدان التحرير 
 قصة الاسلام /قبسات أون لاين
مشاعر في ميادين التحرير متأججة. لقد خُدع الثائرون؛ لأنهم ظنوا أن ثورتهم ستنتج نظامًا سياسيًّا يعبر عن مطالبهم وطموحاتهم. ولكن ما حدث هو العكس؛ فثورتهم تحتاج لثورة جديدة. ولكن هذه الثورة الجديدة لا ينبغي أن تكون بآليات الثورة الأولى. هذه المرة نحن بحاجة لانتخابات تأخذ أهداف الثورة وتصوغها في صورة تشريعات تجعلنا ننتقل من رفض القائم، وإنما بناء البديل.

كيف نخلص من وضع مرتبك، وشرطة على أدائها عشرات علامات الاستفهام، وحكومة فشلت في أن تترك لنا شيئًا نذكره بخير في حقها، ومجلس عسكري تحول تفكيره إستراتيجيًّا من كيان حارس للثورة إلى طرف يريد أن يقرر المستقبل؟!

مع الأسف لا يوجد عندي بديل إلا أن نجتهد رغمًا عن كل التعقيدات في أن نمرر الانتخابات بأقل قدر ممكن من الخسائر. مجلس عسكري ومعه مجلس وزاري يديران مشهدًا أعقد من قدرتهما، وإرهاق غير منطقي للمجتمع والدولة، والأغرب أنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا.

لا بد من بناء المؤسسة التشريعية من خلال انتخابات تحدث في موعدها. وليلاحظ كل من خطط لتأجيلها، أن التأجيل جاء وبالاً على الجميع، وكل يوم -بل كل ساعة- تستمر فيها مصر بلا مجلس تشريعي وحكومة منتخبة، سيستمر النزيف من شرفاء في السجون العسكرية، ونبلاء يصابون برصاصات موجهة في العين، وشهداء أحياء عند ربهم يرزقون.
 ولي هنا رسالتان أساسيتان:
الأولى: إلى المجلسين العسكري والوزاري، الرصيد بدأ ينفد بالفعل على أقل تقدير. وجهودكم في تفكيك الدولة المصرية وتحلل المجتمع المصري، بعجزكم أحيانًا وبتخبطكم أحيانًا وبوعودكم التي لم تفوا بها أحيانًا، قد آتت من الثمار ما يجعل أعداء الوطن يتوجهون لكم بالشكر على تعاونكم معهم ضد الوطن، وهذا لا ينفي أنكم تظنون أنكم تحسنون صنعًا، فهذا هو المعتاد؛ فأنا لا أعتقد أن القذافي كان يعتبر نفسه يضر بليبيا. هذا هو "شيطان السلطة" كما كان يقول به أشوكا، الإمبراطور الهندي الشهير.
إذن لا مخرج لكم ولنا منكم إلا بالانتخابات التي أعلم بحكم المعلومات أنكم حريصون عليها، ولكن بحكم السلوك وكأنكم تعملون ضدها، بل ضد الصالح العام. من المسئول عن الاثنين وعشرين قتيلاً الذين ماتوا؟ ومن المسئول عن مليارات الدولارات التي ضاعت؟ ومن المسئول عن روح الثورة التي اختفت؟ هي مسئولية مشتركة بين كثيرين، ولكن على رأسهم المجلسان، وهو ما سيذكره التاريخ بأن تولي الأمر بعض رجال لم يرتقوا إلى مستوى التحدي. وآخر اختبار لكم هو أن تمر الانتخابات بأقل قدر من الخسائر، وأن تسلموا السلطة لمن هو أقدر على إدارتها.
الثانية: إلى شباب ميادين التحرير، وكما رأيت حماسهم بنفسي، فهم معبئون بمشاعر كثيرة مختلطة منها خيبة الأمل ممن وثقوا فيهم، والإحباط مما حدث، والحزن على من مات، والخوف على المستقبل، والتشكك في من يحكم. وكما قال أحدهم بحزن: "لو إسرائيل كانت بتضربنا، ما كنتش هتعمل كده فينا؟". إذن نحن متفقون على أننا لا نريد لهؤلاء أن يحكمونا، بل نريد أن يحاكم كلٌّ على ما فعل وعلى ما كان ينبغي عليه فعله، وهي محاكمة أخلاقية في المقام الأول.
ولكن قبل أن نحاكمهم ونتحاكم بشأنهم، فعلينا أولاً أن نخلص منهم. أرجو من كل قلبي أن يتم فض الاعتصام، مع علمي بأن الجرح غائر، وإن كان لا بُدَّ ألا يتم فض الاعتصام، فلا ينبغي أن نغلب مصلحة اللحظة على مصلحة المستقبل، والقضية الجزئية الملحة بكل ما تحمله من عدالة، على القضية الكلية العامة المصيرية والتي لا تقل عدالة. أيًّا ما كان قرار المعتصمين، فأرجوكم فكروا فيما وراء اللحظة الملحة والضاغطة. إلغاء أو تأجيل الانتخابات سيعني استمرار هذه الوجوه في مناصبها، وهو ضرر وضرار للبلاد والعباد.

قبسات من أنوار وأقلام العلماء والكتاب قبسات أون لاين حيث الإعلام الهادف قبسات أون لاين 10:58 ص .

0 التعليقات "كي نخلص منهم"

شاركنا برأيك ولا تحرمنا من قلمك

الأرشيف