الإخوان: ليت الحكام العرب يستوعبون رسالة تونس
دعت جماعة الإخوان المسلمين في مصر الأنظمة العربية لاستيعاب درس تونس بعد انتفاضة الشعب التونسي وفرار الرئيس بن على من البلاد والاستماع لصوت العقل من شعوبهم "وألا يستجيبوا للمنافقين الذين يزينون لهم سوء أعمالهم، وألا يشاركوهم في العدوان على الشعوب، وأن يتعاملوا بلغة الحوار بدلا من لغة العصا الأمنية الغليظة والتي لا تؤدى إلا إلى الفوضى".
وتقدم الإخوان المسلمون – في بيان السبت 15-1-2011 حصل عليه "إسلام أون لاين" بكل تقدير وإعجاب للشعب التونسي الشقيق بالتحية الواجبة وبالتهنئة القلبية على انتصاره في الجولة الأولى في صراعه من أجل الحرية والكرامة، ودعوا كل قوى الأمة العربية والإسلامية إلى الوقوف بجانبه وتأييده للحصول على حقه كاملا.
وقالت الجماعة إن الشعب التونسي أثبت أنه "قادر على صنع التاريخ بصموده وإصراره على مطالبه بخروج الرئيس زين العابدين بن على الذي هرب من البلاد ولم يحمه أعوانه بالداخل أو أصدقاؤه بالخارج ويبقى على كل النظم العربية والعالمية أجمع أن يستمعوا إلى صوت الشعوب التي تطالب بالحريات العامة والديمقراطية التي تكفل الاستقرار الحقيقي والأمن التام والتنمية العادلة والعدالة للجميع، في ظل المنهج الإسلامي الوسطى المعتدل"
وأكدت أن "على الحكام العرب والمسلمين أن يستمعوا إلى صوت العقلاء من شعوبهم وألا يستجيبوا للمنافقين الذين يزينون لهم سوء أعمالهم، وألا يشاركوهم في العدوان على الشعوب، وأن يتعاملوا بلغة الحوار بدلا من لغة العصا الأمنية الغليظة والتي لا تؤدى إلا إلى الفوضى وعلى القوى العالمية أن تستوعب رسالة تونس أن الشعوب العربية والإسلامية قادرة على تحقيق مطالبها في الحريات وإن طال مدى الاستبداد والظلم، وأن عليهم أن يتوقفوا عن التدخل في شئون المنطقة وألا يدعموا الطغاة والمستبدين من الحكام، وألا يفرضوا عليها نظما علمانية تتعارض مع إيمانها وقيمنها الحضارية".ودعت الجماعة شعب تونس "ألا يسمح للصوص أن يسرقوا انتفاضته، وأن يتم الانتقال السلمي الطبيعي من حال الفوضى الدستورية والأمنية التي خلفَّها نظام الاستبداد والفساد إلى حياة طبيعية مستقرة تكفلها أوضاع دستورية سليمة يتمتع فيها الشعب بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والقضاء المستقل النزيه، ويترقب الجميع أن تجرى انتخابات حرة ونزيهة لتكوين برلمان حر واختيار رئيس للدولة طبقا لإرادة الناس وبحرية تامة.
الجامعة العربية مع الحفاظ علي مكتسبات الثورة
من جهتها توجهت الجامعة العربية –في بيان- بنداء لأبناء الشعب التونسي الشقيق في هذه المرحلة التاريخية التي يعيشها ، ولكافة القوى السياسية وممثلي المجتمع التونسي والمسئولين "للتكاتف والتوحد للحفاظ على مكتسبات الشعب التونسي وتحقيق السلم الأهلي، والعمل سوياً من أجل عودة الهدوء وأن يسود الأمن والاستقرار ربوع الوطن والتوصل إلى توافق وطني حول سبل إخراج البلاد من هذه الأزمة وبما يضمن احترام إرادة الشعب التونسي، ويحفظ المصالح العليا للوطن والشعب في إطار الاحتكام إلى الدستور ومؤسسات الدولة، وتحقيق تطلعات الشعب التونسي إلى حياة كريمة آمنة ومستقرة في ظل مناخ من الديمقراطية والاستقرار السياسي، وبما يمكن من تحقيق النهضة التنموية المنشودة.
وأعلنت أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تتابع بدقة واهتمام التطورات الجارية في تونس الشقيقة، وتترحم على أرواح الضحايا الذين سقطوا في الأحداث الأخيرة، وتتقدم إلى الشعب التونسي وأهالي الشهداء بخالص تعازيها ومواساتها، وتؤكد على الأهمية القصوى التي توليها الجامعة لأمن تونس واستقرارها
فكرون مصريون: عمل بطولي
وقد أجمع عدد من السياسيين والمفكرين والمثقفين والحقوقيون في مصر على أن الأحداث التي شهدتها تونس والتي انطلقت بمظاهرات احتجاجية اجتماعية وانتهت بمطالبات بإقالة الرئيس زين العابدين بن على، وأسفرت عن هروبه، بمثابة رسالة احتجاج قوية من الشعوب العربية لحكامها وأنظمتها التي تتجاهل شعوبها وتنتشر بها حالات الفقر والبطالة والفساد والقمع الأمني.واعتبروا أن ما جري في تونس نتاج طبيعي لحالة الفساد والتراخي التي باتت تشهدها الحكومة التونسية في ظله، مشيدين بتلك التجربة واصفين إياها بالعمل البطولي الذي يجب أن تتعلم منه كافة الشعوب العربية التي تعانى ما يعانيه المجتمع التونسي من فقر وبطالة.حيث قال عبد الغفار شكر، القيادي بحزب التجمع، إن أحداث تونس هي علامة حقيقية على أن الشعوب التي تعانى الاستبداد والفقر والأزمات الاقتصادية والصحية والاجتماعية لن تستطيع التحمل طويلا، وهى قادرة على التغيير الحقيقي عبر انتفاضة شعبية، مؤكدا أن الشعب التونسي أرسل بانتفاضته جرس إنذار لكل الحكومات المستبدة التي تضيق على شعوبها وتمارس ضده كل أنواع الظلم بمنع الحركات السياسية والتسبب في عيشة حياة فقيرة وبطالة بأن شعوبهم لن تصمت.وأضاف أن الحل لتجنب الحكومات سيناريوهات تونس هو أن الشعوب التي لديها قوى سياسية صحية تعبر عن إرادة الشعب وتحقيق مطالبهم، لن يحدث بها ذلك، وأن الحكومات التي تستمر في تزاوج السلطة والثروة وتترك الشعب دون تحقيق مطالبه لن تستطيع قمعه.فيما قال النائب السابق حمدين صباحى، وكيل مؤسسي حزب الكرامة السابق، أن الشعب التونسي "العظيم"، على حد وصفه، أعطى درساً لكل شعب مقهور بأن للحرية ثمناً لابد من دفعه، موضحا أنه وبعد ربع قرن من تولى زين العابدين تمكن الشعب من عزله، وتوقع صباحى، انتفاضة شعبية مماثلة فى عدد من دول العالم.
ووصف بهى الدين حسن مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، مغادرة الرئيس التونسى زين العابدين لتونس بأكبر هزيمة لأكبر نموذج للدولة البوليسية، لافتاً إلى أن تونس هى الدولة التى انطلق منها الحكم البوليسى إلى بقية دول العالم وأكد "بهى"، أن الرئيس زين العابدين بن على قدم أسوء نموذج للدولة البوليسية الكلاسيكية، مشيراً إلى أن التقارير السنوية التى يصدرها مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، تؤكد أن زين العابدين بن على قام بقمع النقابات التونسية، وقتل الأحزاب السياسية.وشدد مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، على أن الحقوقيين فى تونس عانوا كثيراً على يد الرئيس زين العابدين، الذي قام بمنع اجتماعات منظمات المجتمع المدنى والأحزاب السياسية، ليقدم زين العابدين بعد قمعها للحريات نظام فاسد بشكل غير عادى قائم على حكم العائلة، لافتاً إلى أن زين العابدين كان يعد زوج أبنته ليحكم تونس.وكشف – لموقع "اليوم السابع" الالكتروني - عن اتصال جمعه بـ" مختار الطريفى رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان"، عقب مغادرة زين العابدين حكم تونس مساء أمس، أكد فيه "الطريفى"، شعور الشعب التونسى بالبهجة والفرح والسعادة نتيجة انتصار المواطنين التونسيين على الطاغية زين العابدين بن على، لافتاً إلى تأكيد "الطريفى"، على وجود حالة من الترقب لما سيقوم به محمد الغنوشى الوزير الأول والقائم بأعمال رئيس الجمهورية.فيما أكد حافظ أبوسعده رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، أن مغادرة الرئيس التونسى زين العابدين بن على لحكم تونس "نتيجة طبيعية" للاستبداد الذى دام أكثر من 23 عاماً على يد الرئيس السابق "زين العابدين بن على" ، وشدد أبو سعدة، على أن الشعب التونسى يستحق أن يعيش فى ظل ديمقراطية حقيقية، معتبراً الاحتجاجات على "زين العابدين" وحكومته هى "انتفاضة شعبية" حققت ضربة قاسية لقمع النظام التونسى.وقال الباحث الدكتور عمار على حسن أن ما حدث فى تونس "عمل بطولى عظيم" تحول من مجرد احتجاج بسيط إلى حالة تشبه الثورة العارمة اشتعلت فى كافة أرجاء البلاد حتى وصلت إلى مقر المؤسسة التى يعتمد عليها بن على فى الحكم وهى وزارة الداخلية ، وأن تونس الآن تشهد تحولا تاريخيا وتقدم للدول العربية تجربة ملهمة تجعلها حذرة من تكرار مثل تلك الأحداث على أرضها خاصة أن الظروف والحالة التى تعيشها شعوب تلك البلاد واحدة.
إسلام أون لاين- القاهرة
قبسات من أنوار وأقلام العلماء والكتاب قبسات أون لاين حيث الإعلام الهادف قبسات أون لاين
4:34 م
أخبار
.