--------------------------------------------------------------------

المشاركات الشائعة

زوار المدونة

أحدث التعليقات

المتابعون

إحصائية المدونة

تعلقات القراء

إقرأ أيضا

|

االمرأةفي حياة الدعاء

لا شك أن هناك تلازماً حسياً ومعنوياً بين المرأة والمرآة ، كما أن هناك تشابهاً لفظياً كبيراً بين الكلمتين ، لكنني في هذه العجالة لن أتحدث عن المرآة حديث الأنثى التي ترى فيها جزءاً من مقومات جمالها وأنوثتها ، بل سأتجاوز ذلك إلى مفهوم آخر للمرآة ، وفوائد أخرى نستفيدها من هذه الأداة في ميدان هام وهو ميدان الدعوة وتقويم سلوك الدعاة ، وعلاج بعض الانحرافات الخطيرة في المنهج الدعوي .فعلى الرغم من كثرة ما كُتب ويكتب حول أهمية نبذ الفرقة والاختلاف في صفوف الدعاة ، وذم الاشتغال بالنقد الهدّام ، وكيْل الاتهامات والتشهير بالأخطاء ؛ إلا أن هذا الموضوع يظل بحاجة إلى المزيد من الطرح الإعلامي الهادف لضرورة الحد من هذه الظاهرة المزعجة التي أقلقت كل غيور على مسيرة الصحوة الإسلامية المباركة .
وواجب على كل قادر على إنكارها أن يقوم بما أوجبه الله عليه من محض النصيحة لدين الله عز وجل ولعامة المسلمين .
فالمؤمن مرآة أخيه ، وللتعبير بالمرآة دلالات عميقة وإيحاءات لطيفة يحسن بنا أن نتلمسها ونتمسك بها ؛ فما أحوجنا معشر الدعاة إليها ، ومن ذلك : * أن الأصل في المرآة أن تعكس الصورة الظاهرية للآخرين ، دون النفاذ إلى البواطن ؛ وهكذا المؤمن تجاه إخوانه يراهم كما هم ، يقبل ظواهرهم ، والسرائر ليست إليه ؛ بل هي إلى بارئها عز وجل هو وحده يتولاها ؛ وهذا هو المسلك الشرعي في الحكم على الأشخاص .
* وحينما تكون المرآة صافية فإنها تنقل الصورة كما هي دون تغيير أو تشويه ، أما حينما يعلوها الغبار أو تتلطخ بالأقذار فإنها تعكس ما بها من كدر على الأشياء الجميلة ، فتبدو سيئة ، لا في الحقيقة ولكن بسبب كدر المرآة ، وهكذا النفس البشرية ، فهي حينما تصفو من الأدران المعنوية والأمراض القلبية كالبغض والحسد وحب الظهور ، فإنها تنصف الآخرين وتراهم بما فيهم من غير تشويه أو تغيير ، ولكن حينما تتطلخ النفوس بالأدران ، وتمرض القلوب بالأدواء فلن تصفو صورة الآخرين لديها ، كما هو حال تلك المرآة الملطخة ، فلا بد من صقل القلوب كما تُصقل المرآة ، لئلا نظلم الآخرين ونظلم قبل ذلك أنفسنا .
ومن لطائف هذا التعبير أن المرآة لا تكتم القبائح والعيوب ؛ بل تجلّيها وتُظهرها ، ولكن ليس لكل أحد ؛ بل حينما يُطل عليها صاحبها ؛ وهكذا المؤمن ينصح أخاه ويُبَصّره بعيوبه ويستر عليه دون تشهير أمام الآخرين وفق الضوابط الشرعية المعروفة .
ومن اللطائف أيضاً : أن المرآة تتعامل مع الناس على حد سواء ؛ فلا تفرق بين صديق وغيره ، بل تنصف الجميع فلا تزداد بهاءً وصفاءً مع صديق أو قريب ؛ كما لا تتعامى عن عيوبه مهما بلغ قربه منها ، وهكذا يجب على المؤمن أن يكون ؛ فلا يتعامى عن عيوب من يحبه أو يوافقه ، ويضخم نقائص من يكرهه أو يخالفه في الرأي ؛ فالعدل مطلب شرعي على كل الأحوال .
تلكم هي إخوتي بعض الدروس واللطائف من هذه العبارة التي تتردد على ألسنة الكثيرين منا دون فهم لمعناها أو تطبيق لمقتضاها ، وهي دعوة جديدة لنسلك هذا المسلك في التعامل مع الآخرين .
نسأل الله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين إنه سميع مجيب .

قبسات من أنوار وأقلام العلماء والكتاب قبسات أون لاين حيث الإعلام الهادف قبسات أون لاين 3:50 م .

0 التعليقات "االمرأةفي حياة الدعاء"

شاركنا برأيك ولا تحرمنا من قلمك

الأرشيف