--------------------------------------------------------------------

المشاركات الشائعة

زوار المدونة

أحدث التعليقات

المتابعون

إحصائية المدونة

تعلقات القراء

إقرأ أيضا

|

طريق الحياة الطيبة


 ما أجمل أن تسمو أمنياتنا  نحو بيوت سعيدة ، و ما أعظم أن ترتفع تطلعاتنا إلى علاقات زوجية ملؤها المودة والرحمة  .. ولكن هذه التطلعات وتلك الأمنيات ستكون ساذجة جدا إن لم تكن واقعية ، وإن  لم نمتلك إليها سبلها  من " مهارات " التواصل مع الآخر ،  و " فن " التعامل " مع شريك الحياة ..ولا شك أن امتلاك مهارات التواصل ، وممارسة فن التعامل مع شريك الحياة ليست أمراً مستحيلاً ، بل هو أمر في مقدورنا جميعاً حين تكون لدينا الرغبة .. ثم المحاولة .. ثم  البدء في تغيير السلوك .. و الإصرار على هذا التغيير ..
نعم .. قد يكون البدء صعباً ، ولكننا بمجرد أن نبدأ ، سيصبح التقدم إلى الأمام فى طريق التغيير أمراً طبيعياً ، وسيستمر تحركنا .. قد نتحرك للخلف أحياناً لبعض خطوات ، لا بأس من ذلك ، بل إن ذلك يكون ضرورياً فى بعض الأوقات ، ويكون جزءاً من التقدم فى أكثر الأوقات .. قد نتحسن ببطء ، ولكن قلوبنا ستقود عقولنا .. وعقولنا ستوجه قلوبنا فى الاتجاه الصحيح ..
حدد – أخي الزوج / أختي الزوجة - من أين تريد أن تبدأ .. ثم ابدأ .. ابدأ من حيث تريد .. المهم أن تبدأ .. اختر سلوكاً واحداً وحاول أن تغيّره للأفضل ، وعندما يتغير حاول فى الآخر .. واعلم أن هذه البدايات هي خطواتك نحو السعادة فلا تتنكب الطريق ..إن أكثرنا يعرف طريق السعادة ، ولكنه يتنكبه ..  لماذا ؟
لأننا نميل إلى الأسهل فى كل أمورنا ، كما أننا لسنا على استعداد لدفع ثمن تلك السعادة ..!! فما أندر أولئك الذين لديهم استعداد للتضحية بشيء للتخلص من الفوضى التي تسير عليها حياتهم نحو مستقبل غامض غير واضح المعالم .. وما أندر أولئك الذين يمتلكون صفة " المثابرة "على محاولة أن يبقى بينهم الحب ، وتظلل حياتهم السعادة .. إننا – كلنا أو أكثرنا – " نتمنى "  أن تكون لنا الحياة الطيبة .. و " نتطلع " لأن يبقى الحب بيننا إلى الأبد ..!! ولكن التمني لا يُبلغنا الهدف ، بل لا بد من دفع " الثمن " المطلوب للوصول إلى هذه الحياة .. هذه الحقيقة لا بد أن تكون واضحة في أذهاننا ، ولا بد أن نمتلك اليقين بأنه لا يوجد لمشاكلنا الزوجية حلاً سحرياً ، بل لا بد من بذل الجهد ، واكتساب مهارات التعامل الصحيح مع شريك الحياة .. ثم  ممارسة هذه المهارات في واقع الحياة من خلال عملية تشبه إلى حد كبير حركتى المد والجزر ، نتطور ونقترب كحركة الموج من الشاطىء ، ثم نعود إلى الخلف ، ثم نقترب مرة أخرى من الشاطىء ، وقد نشعر بالألم والإحباط حين نعود إلى الخلف ، ولكن بتكرار المد ، نقترب من الشاطىء أكثر مما كنا فى المرات السابقة ..
إن الكثيرين منا يبدءون ، ولكن الذين يثابرون ، قلة قليلة جداً .. بينما هذه " المثابرة " هي السبيل إلى ذروة السعادة الزوجية ..فليس العلم هو حفظ المبادئ والقواعد .. وإنما العلم ما اقترن بالتطبيق العملي .. .. فإذا نسينا بعض ما تعلمناه ، فلنكن على يقين أننا قد نخطئ السلوك أحياناً ، لأننا لا نتعلم هذا الفن - فن العلاقات الزوجية - ونحن بلا خبرة سابقة فيه ، بل لقد تمت برمجتنا من قِبل والدينا وبيئتنا الثقافية ، ومن ثم فنحن نحتاج إلى الوقت والصبر لمواجهة تحدي التخلص من أخطاء البيئة ، وأن نحل مكانها تلك الخبرة الجديدة والعلم الذي تعلمناه .. وهو أمر تصعب المداومة عليه ، ولكن " المحاولة " الجادة مطلوبة
إن الزوج و الزوجة نهران يلتقيان ، ثم يقرران معاً أن يتحدا ليسيرا فى اتجاه واحد .. ولأن منبعهما مختلف ثقافياً وتربوياً ، فإنهما يصطدمان ، وقد تفور الرواسب من قاع كل منهما .. ولكن التعايش لفترة من الزمن ، وتكرار الالتقاء يجعل بينهما نوع من التفاهم والتراضي والتسامح ، ويحقق الانسجام ليتكون المجرى الواحد الجديد الذي يجري بالخير والرخاء .. أما الرواسب التي خلّفاها فهي بيئة خصبة غنية بالتجارب ، تمدهم بثمار طيبة من التوجيهات وضبط الطريق ليجري نهرهما الواحد بقوة وعذوبة .. قوة الجهد المشترك ، وعذوبة الفهم الواعي للآخر  .. في ظلال من  همسات المودة ، وحوارات الرحمة ..
أخيراً .. نؤكد لكل زوجة وزوجة .. أنه ليس فى الدنيا شر محض .. فـ ( البؤس ) آخره  سين ، صالحة لبدء ( سعادة ) .. و( الأمل ) أوسطه ميم ، لتكون نهاية ( الألم ) ..ولكن ذلك يستلزم أن يتعلم كل منا كيف يحقق  رغباته ، و يصل إلى احتياجاته بطريقة لا تؤذي شريك حياته .. لتكون بينهما الحياة الطيبة ..

قبسات من أنوار وأقلام العلماء والكتاب قبسات أون لاين حيث الإعلام الهادف قبسات أون لاين 11:30 م .

0 التعليقات "طريق الحياة الطيبة"

شاركنا برأيك ولا تحرمنا من قلمك

الأرشيف