الاستشهاديةدراسة , العمليات , فقهية
بقلم:الدكتورمنير جمعه
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- الاستشهادي الأول هو غلام سورة البروج ! - في الحالة الفلسطينية قتل المدنيين اليهود حلال
- متى يمكن لرجال المقاومة التضحية بالدروع البشرية التي يتخذها العدو من المسلمين؟
حكم العمليات الاستشهادية التي تقوم بها المنظمات العلمانية والقومية
العمليات الاستشهادية من القضايا المستحدثة التي كثر الجدل بشأنها مؤخرًا، ولكن الدراسة التي نتناولها اليوم تكشف أن العمليات الاستشهادية ليست مجرد خيار مباح شرعًا، ولكنها جهاد مارسه المؤمنون بالله منذ فجر التاريخ البشري، وسجل القرآن قصة أول استشهادي في سورة البروج، وهو الفتى الذي أعطى الملك السهم وأرشده إلى طريقة قتله ليعرف الناس بعد ذلك أنه يؤمن بدين الحق، فاستجابوا لدعوته.
الدراسة التي بين أيدينا أيضًا تتناول عددا من النقاط الشائكة والشبهات التي يثيرها الرافضون للعمليات الاستشهادية مثل حكم قتل المدنيين من اليهود والأطفال وهم غير محاربين، وحكم التضحية بالمسلمين الذين يتخذهم العدو دروعًا بشرية، وحكم من ينفذ عملية استشهادية تحت راية علمانية.
ولهذه المباحث كلها تكتسب هذه الدراسة التي أعدها الدكتور منير جمعة المدرس المساعد بكلية الآداب جامعة المنوفية وعضو هيئة علماء الجمعية الشرعية بمصر أهمية خاصة، ويحتاجها المسلمون للرد على الشبهات التي تتردد حول شرعية هذه العمليات.
ويمكننا القول: إنه باستثناء الفتاوى التي صدرت عن العديد من المجامع الفقهية والعلماء، فإنه لم تظهر سوى دراسة واحدة تقريبا حول هذه القضية المهمة، والتي قام بها د.نواف هايل التكروري من دمشق بعنوان "العمليات الاستشهادية في الميزان الفقهي" والتي نشرت على شبكة الإنترنت، وتأتي هذه الدراسة لتكون الثانية في هذا المجال.
فطلب الشهادة ليس هلاكًا ولا تهلكة، وإنما هو انتقال إلى ما هو أرقى وأبقى، وما جاء في آية "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال له رجل: يا أبا عمارة، قوله تعالى : {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} أهو الرجل يلقى العدو فيقاتل حتى يقتل؟ قال: لا، ولكنه الرجل يذنب الذنب فيقول: لا يغفره الله لي".
وأما ابن عباس فقال في هذه الآية: ليس التهلكة أن يقتل الرجل في سبيل الله، ولكن الإمساك عن النفقة في سبيل الله، وغيرها من الروايات الكثيرة التي تؤكد أن الانغماس في الأعداء وقتلهم في الجهاد في سبيل الله وطلب الشهادة ليس من التهلكة.
أما الثاني (المنتحر) فَعُرِّف بأنه من يقتل نفسه متعمدا، غضبا أو ضجرا أو حرصًا على الدنيا أو طلبًا للمال، أو هو حمل النفس على أي فعل يؤدي إلى هلاكها.
ويقول د.جمعة : إن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لعوف بن عفراء ولعُمير بن الحمام وأنس بن النضر بالاقتحام على العدو في غزوة بدر ولم يسألهم عن طريقة اقتحامهم أو صفته، ولم يشترط عليهم شروطا لهذا الاقتحام.
ويضيف قائلا: وقد جاء في أخبار من كان قبلنا ما يدل على جواز التضحية بالنفس في سبيل الله لتحقيق مصلحة الدين كما جاء في قصة الساحر والراهب والغلام التي جاءت في صحيح مسلم، وعلق ابن تيمية على هذه القصة بقوله: إن الغلام أُمر بقتل نفسه لأجل مصلحة ظهور الدين، ولهذا جوّز الأئمة الأربعة أن ينغمس المسلم في صف الكفار وإن غلب على ظنه أنهم يقتلونه إذا كان في ذلك مصلحة المسلمين، ومن هنا يتضح أن التضحية بالنفس لإعزاز الدين شيء حسن.
قال ابن تيمية في الفتاوى: "ولقد اتفق العلماء على أن جيش الكفار إذا تترسوا بمن عندهم من أسرى المسلمين وخيف على المسلمين الضرر إذا لم يقاتلوا فإنهم يقاتلون وإن أفضى ذلك إلى قتل المسلمين الذين تترسوا بهم".
وإذا جاز إذهاب أنفس مسلمة بأيدي المسلمين من أجل قتل العدو فإن إذهاب نفس المجاهد بيده من أجل نكاية العدو مثله أو أسهل منه.
أما في السنة فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل كعب بن الأشرف لأنه كان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم بشعره وتَغَزل في نساء المسلمين.
أما في مسألة المدنيين فقد جاء في حديث الصعب بن جُثامة قال: {سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الذراري من المشركين يبيتون فيصاب من نسائهم وذراريهم فقال: هم منهم} (متفق عليه).
وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له : لو أن خيلا أغارت من الليل فأصابت من أبناء المشركين ؟ قال: "هم من آبائهم" (رواه مسلم) وقال الشافعي : إنه لا إثم في قتل الأولاد والنساء إذا لم يتميزوا عمن يراد قتله من الكافرين على ألا يتعمد قتلهم إذا تميزوا عن المحاربين، فقد أخرج الطبراني أنه صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة أتي بامرأة مقتولة فقال: {ما كانت هذه لتقاتل}، وقال الصنعاني في هذا الحديث: ومفهوم قوله (تقاتل) وتقريره لهذا القاتل يدل على أنها إذا قاتلت قتلت.
ولكن هل نعتبر شباب اليهود من المحاربين أم المدنيين؟
يقول الباحث: "إن اليهود الذين جاؤوا من أقطار الأرض ليس فيهم مدنيون، بل الصواب أنهم جميعا محاربون، حيث إن هناك فرقًا بين مدني يجلس في بيته وآخر يغتصب دار غيره فهو لا حرمة له، فالصهاينة كلهم شعب محارب لذا فهم يجندون الشعب كله رجالا ونساء وشعارهم المعروف منذ 1948 يقول: "كل البلاد جبهة وكل الشعب جيش".. بل إن سكان المستوطنات رجالا ونساء ممن يطلق عليهم وصف "مدنيين" يحملون السلاح ويعتدون على الآمنين ويقومون بعمليات عشوائية ضد الفلسطينيين، وغني عن البيان أن أكثر شهداء الانتفاضة الباسلة من الأطفال الصغار الذين لم يبلغوا الحلم، بل إن كثيرا منهم من الأطفال الرضع.
ومما يؤكد جواز تمني لقاء العدو ورود الأمر بالقتال في كثير من آيات القرآن الكريم حتى مع وجود التعب والمشقة والألم، فيقول تعالى: {ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون، وترجون من الله ما لا يرجون} (النساء: 76)، والحديث [من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من نفاق] رواه مسلم، فمن لا يتمنى لقاء اليهود اليوم فهو كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويتحدث د. جمعة عمن يجوز الاشتراك معهم في عمل قتالي ويقول : إن ذلك بشروط هي:
- المشروعية: وذلك بمعرفة حال العدو، وحكم الله تعالى فيه، وهذا من العلم الواجب على المسلم، وغني عن البيان أن القتال يجب أن يكون في مواجهة كفار أعلنوا الحرب على المسلمين.
- الراية: فلا يكفي أن يكون مستحقًا للقتال، بل يجب التحقق من أن راية الطائفة التي سيقاتل تحتها إسلامية، فلا يجوز القتال تحت راية الحَمِيَّة أو العصبية القبلية، أو القومية أو الاشتراكية.. الخ
- الجدوى العسكرية: فلا يجوز الإقدام على أي عمل عسكري ضد الأعداء إلا بعد دراسة فائدته ومردوده على الإسلام والمسلمين والجدوى قد تكون سياسية محضة كإرهاب العدو وغرس الفزع والجبن في نفوس أفراده، وقد تكون اقتصادية بتدمير منشآت حيوية.
ولو طبقنا هذه الشروط على العمليات الاستشهادية لوجدنا أن مشروعيتها واضحة فهي ضد اليهود، أشد الناس عداوة للذين آمنوا.
أما الراية فهي إسلامية خالصة من قبل الفصائل الفلسطينية المقاومة ...
أما الجدوى العسكرية فلم يعد أحد على ظهر الأرض يشك فيها بعد أن زلزلت هذه العمليات كيان العدو وحطمت كبرياءه وبثت الهلع في قلوب أبنائه الذين كانوا يظنون أنهم جاؤوا إلى أرض الميعاد ليعيشوا الحياة النموذجية السعيدة فإذا هي تتحول إلى مقابر تحصد أرواحهم الخبيثة.
وعن واجبنا نحو الجهاد وأهله يقول د.جمعة: يجب علينا أن ندعو للمجاهدين بالنصر على عدوهم، فقد جاء في الحديث {إنما ينصر الله هذه الأمة بضعفائها: بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم} (النسائي).
كما يجب علينا تحريض المؤمنين على القتال وتخذيل الكافرين {وحَرِّض المؤمنين على القتال}، وهنا علينا أن ندعو الدول المتنافرة إلى الاتحاد والتعاون ليكون لها قوة وتأثير.
أيضًا يجب النفقة في سبيل الله إن عجز المسلمون عن الجهاد بالنفس، ثم مقاومة كل أشكال التطبيع مع الأعداء وعلى رأسها الثقافية والاقتصادي
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- الاستشهادي الأول هو غلام سورة البروج ! - في الحالة الفلسطينية قتل المدنيين اليهود حلال
- متى يمكن لرجال المقاومة التضحية بالدروع البشرية التي يتخذها العدو من المسلمين؟
حكم العمليات الاستشهادية التي تقوم بها المنظمات العلمانية والقومية
العمليات الاستشهادية من القضايا المستحدثة التي كثر الجدل بشأنها مؤخرًا، ولكن الدراسة التي نتناولها اليوم تكشف أن العمليات الاستشهادية ليست مجرد خيار مباح شرعًا، ولكنها جهاد مارسه المؤمنون بالله منذ فجر التاريخ البشري، وسجل القرآن قصة أول استشهادي في سورة البروج، وهو الفتى الذي أعطى الملك السهم وأرشده إلى طريقة قتله ليعرف الناس بعد ذلك أنه يؤمن بدين الحق، فاستجابوا لدعوته.
الدراسة التي بين أيدينا أيضًا تتناول عددا من النقاط الشائكة والشبهات التي يثيرها الرافضون للعمليات الاستشهادية مثل حكم قتل المدنيين من اليهود والأطفال وهم غير محاربين، وحكم التضحية بالمسلمين الذين يتخذهم العدو دروعًا بشرية، وحكم من ينفذ عملية استشهادية تحت راية علمانية.
ولهذه المباحث كلها تكتسب هذه الدراسة التي أعدها الدكتور منير جمعة المدرس المساعد بكلية الآداب جامعة المنوفية وعضو هيئة علماء الجمعية الشرعية بمصر أهمية خاصة، ويحتاجها المسلمون للرد على الشبهات التي تتردد حول شرعية هذه العمليات.
ويمكننا القول: إنه باستثناء الفتاوى التي صدرت عن العديد من المجامع الفقهية والعلماء، فإنه لم تظهر سوى دراسة واحدة تقريبا حول هذه القضية المهمة، والتي قام بها د.نواف هايل التكروري من دمشق بعنوان "العمليات الاستشهادية في الميزان الفقهي" والتي نشرت على شبكة الإنترنت، وتأتي هذه الدراسة لتكون الثانية في هذا المجال.
طلب الشهادة ليس من التهلكة
في الفصل الأول من الدراسة الذي جاء تحت عنوان "الانغماس في العدو وطلب الشهادة ليس من التهلكة" ساق الدكتور منير جمعة عددا من أدلة القرآن والسنة والسيرة النبوية الشريفة تدل جميعها على استحباب طلب المسلم القتل في سبيل الله والحرص عليه، ومنها قوله تعالى: "فليقاتل في سبيل الله الذي يشرون الحياة الدنيا بالآخرة، ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرًا عظيمًا" (النساء: 74) وقوله تعالى: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فَيَقتلون ويُقتلون"(التوبة: 111)فطلب الشهادة ليس هلاكًا ولا تهلكة، وإنما هو انتقال إلى ما هو أرقى وأبقى، وما جاء في آية "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال له رجل: يا أبا عمارة، قوله تعالى : {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} أهو الرجل يلقى العدو فيقاتل حتى يقتل؟ قال: لا، ولكنه الرجل يذنب الذنب فيقول: لا يغفره الله لي".
وأما ابن عباس فقال في هذه الآية: ليس التهلكة أن يقتل الرجل في سبيل الله، ولكن الإمساك عن النفقة في سبيل الله، وغيرها من الروايات الكثيرة التي تؤكد أن الانغماس في الأعداء وقتلهم في الجهاد في سبيل الله وطلب الشهادة ليس من التهلكة.
الشهيد والمنتحر :
ويفرق الفصل الثاني بين الشهيد والمنتحر، فالأول عرفه الأئمة الأربعة بتعريفات قريبة ؛ مفادها أن من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو الشهيد، وتبقى النية مناط التفريق بين المتماثلين في فعل واحد، فهذا نوى الجهاد مخلصا خالصا لله، وهذا آخر خرج للجهاد مرائيا.أما الثاني (المنتحر) فَعُرِّف بأنه من يقتل نفسه متعمدا، غضبا أو ضجرا أو حرصًا على الدنيا أو طلبًا للمال، أو هو حمل النفس على أي فعل يؤدي إلى هلاكها.
ويقول د.جمعة : إن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لعوف بن عفراء ولعُمير بن الحمام وأنس بن النضر بالاقتحام على العدو في غزوة بدر ولم يسألهم عن طريقة اقتحامهم أو صفته، ولم يشترط عليهم شروطا لهذا الاقتحام.
ويضيف قائلا: وقد جاء في أخبار من كان قبلنا ما يدل على جواز التضحية بالنفس في سبيل الله لتحقيق مصلحة الدين كما جاء في قصة الساحر والراهب والغلام التي جاءت في صحيح مسلم، وعلق ابن تيمية على هذه القصة بقوله: إن الغلام أُمر بقتل نفسه لأجل مصلحة ظهور الدين، ولهذا جوّز الأئمة الأربعة أن ينغمس المسلم في صف الكفار وإن غلب على ظنه أنهم يقتلونه إذا كان في ذلك مصلحة المسلمين، ومن هنا يتضح أن التضحية بالنفس لإعزاز الدين شيء حسن.
الدروع البشرية:
ويواصل الدكتور منير جمعة الدفاع عن العمليات الاستشهادية في وجه شبهة سقوط المدنيين فيها، وربما أبرياء من المسلمين، فيقول: لو أخذ جيش الكفار مسلمين كدروع بشرية فإن العلماء اتفقوا على جواز قتل الكفار وإن أفضى ذلك إلى قتل المسلمين الذين تترسوا بهم.قال ابن تيمية في الفتاوى: "ولقد اتفق العلماء على أن جيش الكفار إذا تترسوا بمن عندهم من أسرى المسلمين وخيف على المسلمين الضرر إذا لم يقاتلوا فإنهم يقاتلون وإن أفضى ذلك إلى قتل المسلمين الذين تترسوا بهم".
وإذا جاز إذهاب أنفس مسلمة بأيدي المسلمين من أجل قتل العدو فإن إذهاب نفس المجاهد بيده من أجل نكاية العدو مثله أو أسهل منه.
جهاد الدفع وقتال المدنيين
وفي الفصل الثالث يتحدث الدكتور منير جمعة عن حكم جهاد الدفع الذي يتعين إذا نزل العدو ببلد فعلى أهله قتالهم ودفعهم، وهذا ما يحدث بالفعل من انتفاضة أبناء فلسطين ومقاومتهم للعدو الصهيوني المجرم الذي اغتصب ديارهم وانتهك حرمة المقدسات، وهو ما يأثمون بتركه.حكم إصابة المدنيين وقتلهم
وفي الفصل الرابع يسرد د.جمعة عددا من الأدلة على حكم إصابة المدنيين وقتلهم، مؤكدا بداية أنه لا خلاف بين الفقهاء في جواز اغتيال الكافر المحارب أينما كان لقوله تعالى: {واقعدوا لهم كل مرصد} (التوبة: 5).أما في السنة فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل كعب بن الأشرف لأنه كان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم بشعره وتَغَزل في نساء المسلمين.
أما في مسألة المدنيين فقد جاء في حديث الصعب بن جُثامة قال: {سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الذراري من المشركين يبيتون فيصاب من نسائهم وذراريهم فقال: هم منهم} (متفق عليه).
وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له : لو أن خيلا أغارت من الليل فأصابت من أبناء المشركين ؟ قال: "هم من آبائهم" (رواه مسلم) وقال الشافعي : إنه لا إثم في قتل الأولاد والنساء إذا لم يتميزوا عمن يراد قتله من الكافرين على ألا يتعمد قتلهم إذا تميزوا عن المحاربين، فقد أخرج الطبراني أنه صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة أتي بامرأة مقتولة فقال: {ما كانت هذه لتقاتل}، وقال الصنعاني في هذا الحديث: ومفهوم قوله (تقاتل) وتقريره لهذا القاتل يدل على أنها إذا قاتلت قتلت.
ولكن هل نعتبر شباب اليهود من المحاربين أم المدنيين؟
يقول الباحث: "إن اليهود الذين جاؤوا من أقطار الأرض ليس فيهم مدنيون، بل الصواب أنهم جميعا محاربون، حيث إن هناك فرقًا بين مدني يجلس في بيته وآخر يغتصب دار غيره فهو لا حرمة له، فالصهاينة كلهم شعب محارب لذا فهم يجندون الشعب كله رجالا ونساء وشعارهم المعروف منذ 1948 يقول: "كل البلاد جبهة وكل الشعب جيش".. بل إن سكان المستوطنات رجالا ونساء ممن يطلق عليهم وصف "مدنيين" يحملون السلاح ويعتدون على الآمنين ويقومون بعمليات عشوائية ضد الفلسطينيين، وغني عن البيان أن أكثر شهداء الانتفاضة الباسلة من الأطفال الصغار الذين لم يبلغوا الحلم، بل إن كثيرا منهم من الأطفال الرضع.
حكم تمني لقاء العدو
ويقول د. جمعة: هناك حديث صحيح متفق عليه في النهي عن تمني لقاء العدو، فعن عبد الله بن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي لقي فيها العدو انتظر حتى مالت الشمس ثم قام في الناس فقال: أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف"، ومن نص الحديث يتضح أن النهي عن تمني لقاء العدو ليس على إطلاقه؛ فالحديث قيل أثناء الغزو نفسه (في بعض أيامه التي لقي فيها العدو) فكيف يستدل به على ترك الغزو؟ ثم إن الحديث به حض على القتال والالتحام بالعدو ".. واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف".ومما يؤكد جواز تمني لقاء العدو ورود الأمر بالقتال في كثير من آيات القرآن الكريم حتى مع وجود التعب والمشقة والألم، فيقول تعالى: {ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون، وترجون من الله ما لا يرجون} (النساء: 76)، والحديث [من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من نفاق] رواه مسلم، فمن لا يتمنى لقاء اليهود اليوم فهو كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويتحدث د. جمعة عمن يجوز الاشتراك معهم في عمل قتالي ويقول : إن ذلك بشروط هي:
- المشروعية: وذلك بمعرفة حال العدو، وحكم الله تعالى فيه، وهذا من العلم الواجب على المسلم، وغني عن البيان أن القتال يجب أن يكون في مواجهة كفار أعلنوا الحرب على المسلمين.
- الراية: فلا يكفي أن يكون مستحقًا للقتال، بل يجب التحقق من أن راية الطائفة التي سيقاتل تحتها إسلامية، فلا يجوز القتال تحت راية الحَمِيَّة أو العصبية القبلية، أو القومية أو الاشتراكية.. الخ
- الجدوى العسكرية: فلا يجوز الإقدام على أي عمل عسكري ضد الأعداء إلا بعد دراسة فائدته ومردوده على الإسلام والمسلمين والجدوى قد تكون سياسية محضة كإرهاب العدو وغرس الفزع والجبن في نفوس أفراده، وقد تكون اقتصادية بتدمير منشآت حيوية.
ولو طبقنا هذه الشروط على العمليات الاستشهادية لوجدنا أن مشروعيتها واضحة فهي ضد اليهود، أشد الناس عداوة للذين آمنوا.
أما الراية فهي إسلامية خالصة من قبل الفصائل الفلسطينية المقاومة ...
أما الجدوى العسكرية فلم يعد أحد على ظهر الأرض يشك فيها بعد أن زلزلت هذه العمليات كيان العدو وحطمت كبرياءه وبثت الهلع في قلوب أبنائه الذين كانوا يظنون أنهم جاؤوا إلى أرض الميعاد ليعيشوا الحياة النموذجية السعيدة فإذا هي تتحول إلى مقابر تحصد أرواحهم الخبيثة.
وعن واجبنا نحو الجهاد وأهله يقول د.جمعة: يجب علينا أن ندعو للمجاهدين بالنصر على عدوهم، فقد جاء في الحديث {إنما ينصر الله هذه الأمة بضعفائها: بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم} (النسائي).
كما يجب علينا تحريض المؤمنين على القتال وتخذيل الكافرين {وحَرِّض المؤمنين على القتال}، وهنا علينا أن ندعو الدول المتنافرة إلى الاتحاد والتعاون ليكون لها قوة وتأثير.
أيضًا يجب النفقة في سبيل الله إن عجز المسلمون عن الجهاد بالنفس، ثم مقاومة كل أشكال التطبيع مع الأعداء وعلى رأسها الثقافية والاقتصادي
قبسات من أنوار وأقلام العلماء والكتاب قبسات أون لاين حيث الإعلام الهادف قبسات أون لاين
8:05 م
مقالات الدكتور منير جمعة
.