كون مشاكلنا في المشرق أكثر من الهم على القلب لا يغفر لنا أن نسقط المغرب من حسابنا، ونتركه نهبًا للطامعين والكائدين والمتفرنسين.
أتحدث عن دول المغرب، وليس المملكة المغربية وحدها التي أمضيت فيها أيامًا في الأسبوع الماضي كانت مليئة بالحوار والدهشة؛ مما أقنعني بأن المغرب يزداد بعدًا وعزلة عن المشرق، وأن ذلك حين يتم تحت أعيننا وبرضا أو عدم اكتراث من جانبنا، فإننا نصبح بغير حاجة إلى أعداء يتآمرون لإحداثه.
فتحت جريدة الصباح فوقعت عيناي على العنوان التالي: المغرب والجزائر.. من يقرع طبول الحرب؟ فتحت صحيفة أخرى فصادفت حوارًا لأحد قادة الحزب الاشتراكي الموحد تحدثت عناوينه عن أن الجزائر لن تعرف الاستقرار في حالة الحرب على المغرب، وفي صحيفة ثالثة قرأت بيانًا لحزب الحركة الشعبية دعا إلى "استبدال خيار السلم والمهادنة والدبلوماسية مع الجزائر بخيار التصدي، وحتى المواجهة العسكرية إذا لزم الأمر".
قلت في نفسي وأنا أتأمل في دلالة صفات الله I وأسمائه الحسنى؛ الألوهية، الربوبية، الوحدانية، الحاكمية، العلم، الخلق، القدرة، الحكمة، العزة، القوة، الرحمة، القهر، الإرادة، الإحاطة، الحضور الأبدي الدائم, الذي لا تأخذه سنة ولا نوم.
إن الإنسان المسلم يجد نفسه إزاء إلهٍ واحد, خالق, عالم, قدير, حكيم, رحيم, عزيز, قوي, قاهر, مريد, محيط, لا تأخذه سنة ولا نوم, فيطمئن إلى أنه يستند في توجهه إلى إلهٍ يمنحه بأسمائه وصفاته تلك الرضا والقناعة والاطمئنان والتوحّد واليقين... تلك الحالة التي تنعكس على مكوناته العقلية والروحية والحسّية والوجدانية، فتضعها في أكثر صيغها توحدًا وانسجامًا وتوافقًا، فيما يمكنها -بالتالي- من تقديم المزيد من العطاء وفق وتائره العليا.
حاول القرشيون في مكة قدر استطاعتهم أن يمنعوا رسول الله وأصحابه من دخول مكة لأداء العمرة، وقد دار بين الجانبين مفاوضات كثيرة، وانتهت تلك المفاوضات بإرسال رسول الله عثمان بن عفان رضي الله عنه سفيرًا للمسلمين إلى قريش للتفاوض معهم في أمر دخول المسلمين إلى مكة للعمرة.
وكما علمنا فقد كان موقف قريش -برغم اعتزازها بالكثرة والقوة- شديدَ الضعف تجاه مطلب المسلمين، وقد وقفت قريش حائرة تُقدِّم رِجلاً وتؤخِّر أخرى، وترسل الوسطاء الواحد تلو الآخر، وما استطاعت أن تأخذ قرارًا بحرب المسلمين، مع علمهم أن الرسول وأصحابه لم يكونوا يحملون غير سلاح المسافر، وليس معهم عُدَّة حرب.
يُحكى أن عقربًا أراد أن يعبر النهر من ضفةٍ إلى الضفة الأخرى، وحيث إنه لا يجيد السباحة فقد التمس العون من الضفدع، وقال لها: هل تساعدينني على عبور النهر إلى الضفة الأخرى؟!
قالت الضفدع: ومَن يضمن لي ألاَّ تلدغني ونحن في وسط النهر؟ قال العقرب: الضمان الوحيد هو أنني إذا لدغتك ستموتين أنت كما أموت أنا
وسُحرت الضفدع بمنطق العقرب، ووافقت على حمله على ظهرها، وعندما وصل الاثنان إلى منتصف النهر تحرَّك العقرب ولدغ الضفدع.. وعندما كان الاثنان يغرقان في النهر تطلَّعت الضفدع بعين دامعة إلى العقرب وسألته: لماذا فعلت ذلك؟! فأجابها: إنه الطبع، والطبع كما تعرفين غلاَّب.
ونستعيد هذه القصة الرمزية في هذا المقال، مع تعديل لطبيعة "العقارب" و"الضفادع"؛ فالعقارب الغدَّارة القاتلة هي التي تستخدم أو تستحمر "الضفادع الغبية" العميلة في جميع بقاع العالم، والتي تقبع تحت البردعة "الصهيوأمريكية". لكنَّ العقارب في هذا المقال لا تغرق في معظم الأحوال، فهي عقارب برمائية ولها ريش أيضًا، إنها تستطيع أن تُغرِق الضفادع ثم تعبر النهر أو المستنقع، سابحةً أو طائرةً، بعد أن تستنفد فترة الركوب محتفظة في ذنبها بسمٍّ يتجدد لتلدغ به مسلسل "الضفادع الغبية" في سلسلة الدائرة الجهنمية الصهيوأمريكية.
إن "العقرب" لدغ الضفدع" وهي في منتصف النهر؛ لا لشيء إلا أنه لم يعد يحتمل الانتظار مدة أطول!!! فغباء "الضفدع" كان في تجاهلها الحقيقة!
وحقائق كثيرة تضيع في عالمنا العربي أو في شرقنا الأوسط -حسب ما يسموننا- ولا يتعظ كثيرون من تكرار أحداث مماثلة بنفس الأنماط ونفس الحالات، وقد خلت من قبلهم المثلات!!
فإلى أبناء تونس "الخضراء" وجزائر "المليون شهيد" نحذرهم في هذا المقال من مغبَّة استفراد واستحواذ المجموعة العلمانية بالحكم عن طريق الخديعة والالتفاف، نحذِّرهم من لابسي الأقنعة الثورية والتي يخفون وراءها العلاقة الوثيقة مع الأمريكان والصهاينة، نحذِّرهم أيضًا من استبعاد الإسلاميين من أبناء الوطن؛ بحجَّة أن الغرب لا يسمح بذلك، فهذا حقٌّ يُراد به باطل، والوطن يحتاج الجميع، وهذه فرصة لجمع أبناء الوطن ولمِّ شمل الفرقاء؛ فالسفينة لن تسير إلا بالجميع.
وليأذن لي القارئ أن نتجول في سياحة قصيرة لما حدث لـ"تونس" التي تم أسرها -كغيرها- من البلاد العربية، من دولة الخلافة بعد الحرب العالمية الأولى؛ لتنشأ في أحضان العلمانية والماسون والصهاينة.
ومن كاميرا الفيلسوف المسلم "مالك بن نبي" ننقل هذه الصورة التي توضح كيفية إعداد "بورقبية" عضو المحفل الماسوني الفرنسي "الشرق الكبير" منذ أن كان طالبًا يدرس في باريس كزعيم ولحزبه كمؤسسة تتولى توجيه البلاد على أسس من اللادينية والتغريب، "فحدث على إثر عودة الطلبة التونسيين ارتفاع في درجة الإضراب السياسي بتونس؛ كان نتيجته أن الشيخ "الثعالبي" احتفظ بقيادة حزب الدستور وتولى "بورقيبة" أمر جناح الحركة الوطنية تحت اسم "الدستور الجديد".
وعندما أصبحت تونس على وشك الاستقلال كان على فرنسا الاختيار بين "بورقيبة" والشيخ "الثعالبي"؛ كي تسلمه مفاتيح القلعة. وحيث إن الثاني كان سيرفع راية الإسلام والأول كان سيجعلها قلعةً علمانية، فكان أن تم تسليم المفاتيح إلى الحزب العلماني، وضاع جهاد العلماء على مدى ربع قرن من الجهاد والاستعداد.
وقصة تونس بعد ذلك مع "بورقيبة" أو "المجاهد الأكبر" معروفة للجميع، وما فعله بالإسلام والمسلمين غير خافٍ على أحد. واستمر "بورقيبة" في حكم تونس للدرجة التي كان يبول فيها على نفسه وقد اقترب من التسعين، فكان أن صدرت الأوامر من فرنسا لتسليم مفاتيح القلعة لـ"بن علي" وزير الداخلية آنذاك.
وفي الجزائر كانت الحركة الإسلامية على أشدِّها بقيادة الشيخ العالم "ابن باديس"، وهي التي استخلصت "الذات" الجزائرية من "مغارة" المعدة الفرنسية التي أوشكت على هضم كل مقومات الوجود الجزائري على مدى مائة واثنين وثلاثين عامًا، وحين أوشكت الجزائر على نيل استقلالها، وحان وقت تسليم المفاتيح كان الاتجاه "لفرحات عباس" الماسوني، رئيس اتحادية النواب، والذي كتب مقالاً في جريدة "اتحادية النواب" بعنوان "أنا فرنسا" هكذا في عري صريح!؛ أي "أنا فرنسا" الفكر والذوق والوجدان والتوجُّهات والانتماء.
وتقوم بعد ذلك جمهورية "بن بيلا"، وكان أول عمل قام به هو حلُّ "جبهة العلماء" ثم ينقلب عليه وزير دفاعه "هواري بومدين" عام 1965م ويتولى السلطة، والغريب أن يكون آخر ما قرأه وهو على فراش الموت رسائل اليهودي "هنري كوريل" مؤسس الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني (حدتو) في مصر!!
ثم يتولى "الشاذلي بن جديد" الحكم عام 1982م، وكان آخر حديث له هو تصريحه لمندوب إذاعة صوت أمريكا في 12 إبريل 1985م: "إن الأصولية الإسلامية ليست مطروحةً الآن في الجزائر"!! وهكذا سُرقت ثورة المليون شهيد.
فإلى إخوتنا في تونس "الخضراء".. انتبهوا جيدًا للعقرب الصهيوني الأمريكي الذي ينتظر على أحرّ من الجمر؛ أن يوسِّد الأمر لتلاميذه وأبنائه الذين ربَّاهم على مدى عشرات السنين، فيسرق بذلك ثورتكم ويضيِّع جهادكم.. {وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} [محمد: 35].
خاضت مصر حكومة وحزبًا حاكمًا ومعارضة ومجتمعًا، اختبارًا سياسيًّا مهمًّا، يوم الأحد 28 نوفمبر2010م حين توجه الناخبون لصناديق الاقتراع لاختيار أعضاء مجلس الشعب الجديد..
وتكتسب هذه الانتخابات أهمية خاصة؛ لأنها تمت في التوقيت الذي تحتاج فيه مصر بشدة لبرلمان قوي يحظى بدعم شعبي؛ عساه أن يعمل على علاج التدهور الذي تعانيه مصر في كافة القطاعات، ليس على المستوى الداخلي فقط بل على المستوى الخارجي، وخاصة في القضايا التي تمس أمنها القومي بشكل رئيس، مثل مشكلة تقسيم السودان وأزمة حصة مصر من مياه النيل التي اشتعلت مع دول حوض النيل، إلى جانب الدور المصري في حل القضية الفلسطينية لتأمين حدودها الشمالية الشرقية!!
تشهد مصر 240 حالة طلاق يوميًّا بنحو حالة واحدة كل 6 دقائق، أغلبها بين الزيجات الحديثة، وأثبتت عدة دراسات تزايد معدلات الطلاق في الآونة الأخيرة على مستوى الوطن العربي، موضحةً ارتفاع النسبة في مصر من 13% عام 2004م إلى 40% عام 2008م وفي عام 2009م وحده وصل عدد المطلقات إلى 70 ألف مطلقة، والسبب الأول هو إغراءات فتيات الإعلانات والفيديو كليب. >فيما ارتفعت النسبة في السعودية من 25% إلى 60% خلال السنوات العشرين الماضيات، وما يزيد عن نصف هذه الزيجات لم يمر عليها 10 سنوات، وأكثر من 43% من العلاقات الزوجية السعودية قائمة على الإهمال والعنف الأسري والقسوة والخلافات المستمرة التي تنتهي بالطلاق.
وصل رسول الله إلى مشارف المدينة المنوّرة، إلى قباء، فماذا فعل ؟ وأريد منك الانتباه جيدًا للترتيبات النبويّة؛ لأنها مقصودة كلها، وكل شيء بحساب {إنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49]، فهذا لترتيب مقصود بالفعل، وكذلك كل الإشارات في حياة رسول الله وحركاته وسكناته بوحي من رب العالمين، والاختيارات البشرية منه التي كانت لا تتوافق مع ما يريده الله من الناس، كان جبريل u ينزل مباشرة ليعدل المسار للمسلمين وليوضح مراد رب العالمين من هذه النقطة، وبذلك أصبحت السيرة النبويّة من أولها إلى آخرها بوحي وتأييد من رب العالمين. وما من شك أنه لا سعادة في الدنيا ولا الآخرة إلا باتباع خطوات النبي ، وبالترتيب الذي فعل .
ها نحن أولاء نصل إلى نهاية هذه الرحلة الإيمانية، في مواكبة هذه الأيام المباركة، مع المسلمين في كل مكان، وفي أثر الحجيج خصوصًا، الذين بدءوا رحلة العودة، ولا تزال قوافلهم تتواصل، بعد أن غنم المقبول منهم ثوابًا، ربما كان أسعد ثواب لقيه في حياته، ألم يقل الرسول: "مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ".
وأحببت في هذا المقال أن أقف وقفة أرجو أن تكون صادقة؛ لتكون أبقى في القلوب والأذهان، نعيشها على مدى الشهور كما عشناها خلال هذا الموسم العظيم.
أفي كلِّ حين لي حبيب أودِّع *** فلا أنا أقفوه ولا هو يرجع
لقد ودَّعَنا أخًا ولا كل الإخوان، وصديقًا ولا كل الأصدقاء، إنه صديق العمر، وشقيق الروح، ورفيق الدرب، وزميل الدراسة والدعوة، وصاحبي في الشباب والكهولة والشيخوخة، إنه أخي الحبيب عبد العظيم الديب.
لقد ودَّعَنا فجأة وبدون إنذار ولا مقدِّمات، بل مات في صمت، كما عاش في صمت، رحمه الله، وفقدت الأمة الإسلامية، والدعوة الإسلامية، والدراسات الإسلامية، فحلاً من فحول العلم، وعَلَمًا من أعلام الأمة، ورائدًا من روَّاد الدعوة والتربية بحقٍّ.
العبودية الخالصة لله هي -في واقع الأمر- عين الحرية، وسبيل السيادة الحقيقية، فهي -وحدها- التي تُعتِق القلب من رِقِّ المخلوقين، وتُحرره من الذُّل والخضوع لكل ما سِوى الله من أنواع الآلهة والطَّوَاغيتِ التي تَستعبِدُ الناس وتَسترِقُّهم أشدَّ ما يكون الاسترقاق والاستعباد، وإنْ ظهروا -صورةً وشكلاً- بمظهر السادة الأحرار!
ذلك أن في قلب الإنسان حاجة ذاتية إلى رب، إلى إلهٍ، إلى معبود، يَتعلَّق به، ويَسعى إليه، ويَعمل على رضاه، فإذا لم يَكن هذا المعبود هو الله الواحد الأحد، تَخَبَّط في عبادة آلِهةٍ شتى وأربابٍ أُخَرَ، مما يرى وما لا يرى، وممن يَعقِل وما لا يَعقل، ومما هو موجود وما ليس بموجود، إلا في الوَهْمِ والخيال.
هذه نبضات قلب أرسلها من وراء الأسوار؛ لعلها تصادف قلب أخ في الله فتتعانق أرواحنا في حديث أشواق لا ينتهي، أو لعلها تصادف قلبًا حائرًا أرهقته ضغوط الحياة فيطمئن بها، أو لعلها تصادف عقلاً شاردًا في المتاهات يبحث عن الحقيقة فترشده.
عجبتُ لهم قالوا: تماديت في المنى وفي المُثلِ العليا، وفي المرتقى الصعب
فقلتُ لهم: مهلاً فما اليأس شيمتي سأبذر حبيِّ، والثمارُ من الرَّبِّ
(من شعر: د. القرضاوي)
الماضي يضيء الحاضر والمستقبل
"الخطوة الأولى في تصفية شعب أن تمسح ذاكرته؛ دمر كتبه وثقافته وتاريخه، ثم اجعل شخصًا ما يكتب كتبًا جديدةً، واصنع ثقافةً جديدةً، واخترع تاريخًا جديدًا. ولن يمر وقت طويل حتى تبدأ الأمة بنسيان ما كانت وما تكون".
(ميلان كوندارا: الضحك والنسيان).
كيف يعمل المرء على اجتثاث جذور شعب؟ الجواب: يدمر ذاكرته، فيُحرم الشعب من معرفة من هو ومن أين جاء.
"اسقط عبر "ثقب الذاكرة" القصص الوطنية ومجدها وأنتج تواريخ كل "العيوب والنقائص".. والهدف النهائي هو: تدمير الوطنية، قتل حب البلاد، كسر معنويات الشعب، تفكيك البلاد".
أثار الجدل حول تجربة حزب العدالة والتنمية، قضية المراحل الانتقالية أو الدور الانتقالي، وأيضًا فكرة تحقيق ما هو متاح الآن من أهداف الحركة الإسلامية، حتى تصبح قادرةً على تحقيق أهدافها الأخرى في المستقبل، خاصةً أن ما قد يُتاح في ظلِّ الظروف الدولية والإقليمية والمحلية المعقدة، قد يكون من فروع المشروع الإسلامي، أو من الجوانب الممهدة له، وليس أهدافه وغاياته النهائية.
وبهذا أصبح السؤال المُلِّح يدور حول موقف جماعة الإخوان المسلمين من المراحل الانتقالية أو الأدوار الانتقالية أو المرحلية، ولأن الأوضاع لم تتضح بعد، ولم تكشف عن الاحتمالات التي قد تظهر في المستقبل بصورة دقيقة؛ لذا يصعب تحديد مختلف المواقف المتوقعة من جماعة الإخوان تجاه المرحلة الانتقالية، ولكن أسس موقف الجماعة، يمكن استنتاجها من مواقفها الحالية.
فجماعة الإخوان المسلمين، قد حددت دورها حتى الآن، في ممارسة الدور السياسي العام، دون التنافس على السلطة،
المصريون /قبسات أون لاين قال اللواء عبد السلام المحجوب، وزير التنمية المحلية: إن المواطن المصري وحده يحق له الرقابة على العملية الانتخابية خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة، مؤكدًا أن كل مرشح يكون له مندوب على كل صندوق يراقب العملية الانتخابية، ويمنع أي تجاوزات قد تضر بمصلحة مرشحه من خلال الوسائل القانونية. ورفض المحجوب، ممثل الحزب الوطني الديمقراطي بدائرة الرمل "فئات"، قبول أي رقابة أجنبية على العمليات الانتخابية، مشددًا على أهمية الحفاظ على السيادة المصرية وعدم التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للبلاد، ومنها العمليات الانتخابية.
تميَّزت العسكرية الإسلامية عن غيرها بعدة مزايا ومبادئ، لم يشهدها العالم قديمًا أو حديثًا، ومن أهمها: إيمان القائمين عليها بالهدف، وتصميمهم على بلوغه، وقد أعطى النبي من نفسه القدوة والمثل في ذلك؛ حين رفض كل عروض قريش للعدول عن حمل رسالة الإسلام وتبليغها للعالمين، فقال رسول الله لعمه أبي طالب: "يَا عَمِّ، وَاللهِ! لَوْ وَضَعُوا الشَّمْسَ فِي يَمِينِي وَالْقَمَرَ فِي يَسَارِي عَلَى أَنْ أَتْرُكَ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يُظْهِرَهُ اللهُ وَأَهْلَكَ فِيهِ مَا تَرَكْتُهُ"
يحرص الإسلام على بناء مجتمعٍ قويٍّ قادرٍ على مواجهة التحدِّيات والأزمات المختلفة، مجتمع حضاري راقٍ، يرحم القويُّ فيه الضعيفَ، ويعطف الغنيُّ على الفقير، ويعطي القادرُ ذا الحاجة. كما يحرص على بناءِ مجتمعٍ أخلاقيٍّ متقاربٍ ومتحابٍّ ومتعاونٍ على الخير وفعل المعروف، ومن ثَمَّ جَاءَ بمنهجٍ رائع في بناء المجتمع البشريِّ كُلِّه، وجَعْل كل فرد فيه متعاونًا مع غيره على الخير العام، مُغِيثًا له حال الحاجة والاضطرار.
عدت من إسطنبول حيث شرفتُ بحضور (المؤتمر الشعبي العالميلنصرة فلسطين)، والذي انعقد بعاصمة الخلافة الإسلامية يومي (22-23) مايو الجاري،وهو المؤتمر الذي تداعت لعقده مجموعة من مؤسسات المجتمع المدني على إثر التفاعلالشعبي غير المسبوق الذي شهدته الساحة العربية والإسلامية والعالمية (تعاطفًاودعمًا لمقاومة الشعب الفلسطيني) أثناء الحرب الصهيونية على غزة؛ مما استوجبالمسئولية التاريخية تجاه استيعاب هذا التفاعل الهادر وتوجيهه واستثماره وضماناستمراريته، وتنسيق جهوده.
فكان أن تداعى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والمنتدىالعالمي للبرلمانيين الإسلاميين، والمؤتمرات الثلاثة (القومي الإسلامي، والقوميالعربي، والأحزاب العربية) وآخرون؛ لعقد هذا المؤتمر الشعبي العالمي، وقامت جمعيةالإصلاح الاجتماعي بالكويت بكافة التحضيرات والدعم لهذا المؤتمر.
المصريون /قبسات أون لاين
عاد اريئيل شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، الغارق في غيبوبة منذ نحو خمس سنوات، إلى مستشفى (تل هومشير)، وذلك بعد أن أمضى أقل من 48 ساعة في مزرعته العائلية بجنوب إسرائيل لفترة تجربة لأول مرة منذ عام 2006 عقب إصابته بجلطة دماغية حادة.
وذكر راديو (صوت إسرائيل)، الأحد، أنه من المقرر أن يخضع شارون للفحوصات والمراقبة الطبية حتى موعد خروجه القادم من المستشفى، والذي سيتم تحديده مع أفراد عائلته وحسب حالته الصحية.
وسعى الأطباء وعائلة شارون إلى القيام بتجربة المعدات الطبية الموجودة في المزرعة للتأكد ما إذا كان يمكن أن يتلقى العلاج في المنزل بشكل دائم، حيث تم تجهيز غرفة خاصة بالمعدات الطبية اللازمة كافة، بما فيها أجهزة التنفس الصناعي.
ماتت أمي وهذا أول عيد يمر علينا بعد موتها، ويعز علي أنا وإخوتي أن يأتي علينا يوم العيد وأمي ليست بيننا وقد تعاهدنا أن يكون أول شيء نفعله بعد صلاة العيد هو أن نذهب لنزور قبر أمي فهل في ذلك حرج شرعي؟
.. بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
الخير كل الخير في اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وهديه صلى الله عليه وسلم في يوم العيد هو إظهار الفرح والسرور، وإدخال السرور على أهل بيته وعلى من حوله من المسلمين؛ بل ذكر بعض أهل العلم في بيان الحكمة من مخالفته الطريق عند رجوعه من المصلى قالوا ليزور أقاربه من الأحياء.
هذه خلاصة ما أفتى به الشيخ عصام الشعار –عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- وإليك نص فتواه:
انتقادات شرعية وقانونية لاذعة حول مشروع القانون المقترح بمجلس الشعب المصري لحضانة ورؤية الأطفال بين المطلقين. هذا ما شهدته ندوة "قانون الرؤية والحضانة"، والتي عقدتها لجنة المرأة بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية المصري، بالتعاون مع المركز المصري لحقوق المرأة الخميس29-1-2009م.
فمن جانبه اعتبر الدكتور محمد الشحات الجندي الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن مشروع قانون حق الرؤية المقترح يحاول أن يعالج مشكلة خطف الأطفال من الحاضنة، لكنه في الوقت نفسه يمنع الأب من ممارسة حقوقه، حين يمنعه من حرية الانفراد لمدة كافية بطفله، ويجعل تلك الرؤية بإذن مطلقته.وأضاف: "لا ينبغي أن نحل مشكلة على حساب مشكلة أخرى، ولا يمكن القبول بأن ينص في قانون أن تكون رؤية الأب لابنه أو ابنته في مكان إقامة الحاضنة التي غالبا ما ستكون مطلقته؛ مما يعني وضع قيود في تلك الرؤية، خاصة أن علماء الشريعة جعلوا رؤية الأبناء في مكان مناسب".
يوم عرفة ، اليوم المشهود، يوم الدحر الأكبر للشيطان، أصعب يوم وأحزنه عليه ، وما رؤي الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منهكما يرى في هذا اليوم؛ وما ذاك إلا لما يرى فيه من تنزل الرحمات، وفيض النفحات، وعظيم التجاوز عنالذنوب والهفوات..فأعظم به من يوم، واشدد عليه، لا يفوتك إلا وقد حطت خطاياك وتخلصت من بلاياك، وفزت بضمان من النار والنفاق.
و إني لأدعو الله أطلب عفوه... و اعلم أن الله يعفو و يغفر
لئن أعظم الناس الذنوب فإنها ... و إن عظمت في رحمة الله تصغر
بعد وفاة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الشيبي كبير سدنة البيت الحرام وتسليم الكسوة إلى الدكتور صالح الشيبي نيابة عن آل الشيبي، تذكرت القلوب والعقول أمر رسول الله بأن تكون السدانة حصرًا في آل طلحة بن عثمان الذي يلتقي نسبه مع الرسول في الجد الخامس قصي بن كلاب.
وجاء في الحديث الشريف عن النبي أنه قال بعد فتح مكة "خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة إلى يوم القيامة لا ينزعها منكم إلا ظالم".
الحج موسم مهيب، تتوافد إليه جموع المسلمين من كل فج عميق، يسوقهم الشوق، ويحدوهم الحنين؛ استجابةً لدعوة أبينا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، وليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات.
"كلُّ شيء يبدأ صغيرًا ثم يَكبُر إلا المصيبة؛ فإنَّها تأتي كبيرةً ثم تصغُر".
هذه المقولة كانتْ تُردِّدها أمِّي على مسامِعنا، تُخفِّف بها عن نفوسِنا وقْعَ المصائب والفواجع، التي كانت تلمُّ بنا ونحن نَجْري في دروبِ الحياة.
ومنها مصيبةُ الموْت، الذي سيطرُق أبوابَنا جميعًا في أيِّ ساعة، وأيِّ لحظة. فعندما كان يموت لدَيْنا أيُّ عزيز، كانتِ العيونُ ترسل الدمعَ مِدرارًا، ويحزن القلْب.
ولكنَّنا لا نملك وقتَها إلاَّ أنْ نقول: إنَّا لله وإنا إليه راجعون، للهِ ما أخَذَ، وللهِ ما أعطى، وكلُّ شيء عندَه بأجَل مسمًّى، إنَّ العين لتدمَع، وإنَّ القلْب ليحزن، وإنَّا على الفِراق لمحزونون، ولكن لا نقول إلاَّ ما يُرضي ربَّنا.
إذا ذكر يوم عرفة، فقد ذكر أفضل الأيام وأبركها، فليس ثمة يوم طلعت فيه الشمس، أو غربت، هو خير من يوم عرفة أبدا، فقد ورد أن صيامه لغير الحاج يكفر ذنوب سنتين وقد ورد أنه ما رئي إبليس في يوم هو أصغر و لا أحقر، ولا أغيظ من عشية يوم عرفة.
وقد صح أيضا: أن هذا اليوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه، غفر له.
وصح كذلك: خير الدعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير و هو على كل شيء قدير. وأخرج ابن ماجة في سننه عن عبد الله بن كنانة بن عباس بن مرداس السلمي أن أباه أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لأمته عشية عرفة بالمغفرة فأجيب: أني قد غفرت لهم ما خلا المظالم، فإني آخذ للمظلوم منه، قال: أي رب إن شئت أعطيت المظلوم من الجنة وغفرت للظالم، فلم يجب عشية عرفة. فلما أصبح بالمزدلفة، أعاد الدعاء فأجيب إلى ما سألي. قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال: تبسم فقال أبو بكر وعمر: بأبي أنت وأمي إن هذه الساعة ما كنت تضحك فيها فما الذي أضحكك، أضحك الله سنك؟ قال: إن عدو الله إبليس لما علم أن الله عز وجل قد استجاب دعائي، وغفر لأمتي أخذ التراب فجعل يحثوه على رأسه، ويدعو بالويل والثبور، فأضحكني ما رأيت من جزعه
أرض فدك قرية في الحجاز كان يسكنها طائفة من اليهود، ولمّا فرغ الرسول عليه الصلاة والسلام من خيبر، قذف الله عز وجل في قلوبهم الرعب، فصالحوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على فدك، فكانت ملكاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأنها مما لم يُوجف عليها بخيل ولا ركاب.
طريقة الشيعة في التعامل مع قضية فدك:
ورغم أنّّ خلاف الخليفة أبي بكر مع السيدة فاطمة رضوان الله عليهما كان خلافاً سائغاً بين طرفين يملك كل منهما أدلة على رأيه، إلا أنّ حساسية البعض من شخصية أبي بكر تجعله ينظر إلى الأمور بغير منظارها فتنقلب الحبة إلى قبة.
ولو أننا استبدلنا شخصيات القصة أبو بكر وفاطمة بفقيهين من الشيعة مثلاً أو مرجعين من مراجعهم لكان لكل طرف منهما مكانته وقدره دون التشنيع عليه واتهام نيته، ولكانت النظرة إلى رأي الطرفين نظرة احترام وتقدير على اعتبار وجود نصوص وأدلة يستند إليها الطرفان في دعواهما وإن كان الأرجح قول أحدهما.
لكن أمام أبي بكر وفاطمة الأمر يختلف، فأبو بكر عدو للشيعة، وما دام عدواً فكل الشر فيه وكل الخطأ في رأيه، هكذا توزن الأمور! توزن بميزان العاطفة التي لا تصلح للقضاء بين متنازعين، فكيف بدراسة أحداث تاريخية ودراسة تأصيلها الشرعي؟!
هناك مؤتمرات قمة يلتقي خلالها الرؤساء، كما أن هناك مؤتمرات أخرى يلتقي فيها وزراء الخارجية أو الدفاع أو غيرهم، وفي الإطار المهني هناك مؤتمرات للأطباء وأخرى للمهندسين وغيرهم، ولكل هذه المؤتمرات جهات تنظمها، وتدعو إليها، وتحدد أماكنها، وتنظم برامجها.
والحج مؤتمر عظيم لكنه فريد، إذ له مزايا وأهداف لو فطنت لها أمة الإسلام واستفادت منها، لكان حالها خير وأفضل مما هي عليه.
إبراهيم بن محمد الحقيل/ قبسات أون لاين
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد : فإن ذكر الله تعالى من أفضل وأجلّها, بل عده معاذ بن جبل رضي الله عنه أفضل عبادة على الإطلاق, إذ قال: ما عمل آدمي عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله تعالى, قالوا يا أبا عبدالرحمن, ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا, إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع, لأن الله تعالى يقول في كتابه ( وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ) فذكره تعالى فيه حياة القلوب وطمأنينتها وسكينتها كما قال تعالى: ( أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)(الرعد: من الآية28)
عن أنس بن مالك _ رضي الله عنه _ أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان يضحي بكبشين أملحين أقرنين ويسمي ويكبر ويضع رجله على صحافهما " وفي لفظ " ذبحهما بيده " متفق عليه ، وفي لفظ " سمينين " . ولأبي عوانة في صحيحه : " ثمينين " بالمثلثة بدل السين وفي لفظ لمسلم : ويقول : " باسم الله والله أكبر " وعند مسلم أيضاً من حديث عائشة _ رضي الله عنها _ " أمر بكبش أقرن يطأ في سواد ويبرك في سواد وينظر في سواد فأتى به ليضحي به فقال لها : " يا عائشة هلمي المُدْية ( وهي السكين العريضة ) ثم قال : اشحذيها بحجر ففعلت ثم أخذها وأخذه فأضجعه ثم ذبحه ثم قال : بسم الله اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد "
بسم الله الرحمن الرحيم
* الحجُّ مفروضٌ على النساءِ كالرجال [وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا] وعن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله نرى الجهاد أفضل الأعمال أفلا نجاهد فقال لكن أفضل الجهاد حج مبرور. وهو أحدُ أركانِ الإسلام, وهذه بعضُ المسائل في الحج:
(1)ذهبَ فريقٌ من العلماءِ أنهُ على الفورِ, لأنَّ الله علَّق الوجوبَ على الاستطاعةِ فمتى استطاعَتِ المرأة الحج وجبَ عليها, وقال بعضهم: يجوزُ التأخير إن عرضتْ عوارض, لأنَّ النبي –عليه السلام- لم يحجّ من فورِ فرضيَّتهِ, فمن يقول بأنًّ الحج على الفورِ: فلا يشترطُ ولا تلزم باستئذانَ زوجها, على أنَّ الذي ينبغي لها الصبر حتى تخرجَ بما تراهُ مناسباً, ومن يقولُ هو على التراخي فلا تخرجُ حتى تستأذنَ زوجها لأداءِ فريضةِ الحجِّ * أما إن نذرتْ الحجَّ وقد حجتِ الفريضةُ, فإن كانَ النذر بإذنِ الزوجِ فلا فائدةَ من استئذانهِ وليسَ له منعها, أمَّا إن نذرتْ من غيرِ رجوعٍ إلى الزوجِ واستئذانٍ, فإنَّ له منعها.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد فيوم عرفة من الأيام الفاضلة، تجاب فيه الدعوات، وتقال العثرات، ويباهي الله فيه الملائكة بأهل عرفات، وهو يوم عظَّم الله أمره، ورفع على الأيام قدره. وهو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة، ويوم مغفرة الذنوب والعتق من النيران. ويوم كهذا –أخي الحاج- حري بك أن تتعرف على فضائله، وما ميزه الله به على غيره من الأيام، وتعرف كيف كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيه؟ نسأل الله أن يعتق رقابنا من النار في هذا اليوم العظيم.
هو صحفيّ ذو تجربة ثريّة وخبرة طويلة في المشهد الإعلامي البلجيكي، جريء لا يجامل في الحقّ، ولا يتردّد في الصّدع برأيه، صهذا هو فيليب فوتس، الذي عمل فترة طويلة في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون البلجيكية الحكومية، ويتولّى حاليا مهمّة الكاتب العام لمجلس الصحافة البلجيكي، وهي مؤسّسة تتولّى النّظر في القضايا التي يرفعها مختلف الفاعلين ضدّ وسائل الإعلام.
يؤكّد فيليب فوتس في حواره مع "إسلام اون لاين" أنّ صورة الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام الغربية سلبية لا تعكس الحقيقة، ولكنّها تعبّر عن واقع غير متوازن، ويحتاج إلى جهود من كلا الجانبين.
من فضل الله تعالى ورحمته أن جعل لعباده مواسم للخير، له فيها نفحات تغتنمها النفوس، وتلين فيها القلوب؛ فتذوق حلاوة الإيمان، وتجد لذة الطاعات، وتستقبلها بالتوبة الصادقة؛ فتكون الدعوة فيها مثمرة، ونرى العديد من الصور الدعوية في هذا الموسم.
يقول د.محمد المختار رئيس الجمعية الشرعية بمصر: إنه مع بداية شهر ذي القعدة تبدأ الجمعية حملة تتعلق بالحج؛ فتوزع على الدعاة والوعاظ دروس وبرامج موسم الحج التي تتناول أسرار الحج ومقاصده، وكيفية أداء المناسك، والفوائد التي يجب أن يحرص الحاج وغير الحاج على اغتنامها في هذا الموسم.
ومن أول ذي الحجة نركز على المعاني التي يجب أن نعيشها جميعًا في موسم الحج، مثل وحدة الأمة وقوتها، وتحقيق المساواة وتحقيق العبودية، والامتثال لأوامر الله عز وجل، وتذكير الناس بيوم الحشر، وفضل العمل الصالح في العشر الأيام الأول من ذي الحجة، من صيام وذكر ومسارعة بالطاعات، والتشبه بالحجيج.
نحن في أيام عطرة مليئة بالنور والأمل وبسمة الإشراق. تأتي السنة تلو السنة ويأتي الشهر تلو الشهر؛ ولكن الفرص الغالية لا تأتي إلا كل فترات متباعدة، يبعثها الله لعباده ليعوضوا ما فاتهم من الطاعة.
لابد وأن يعي المسلم قيمة هذه الأيام "العشر الأوائل من ذي الحجة"، ويعقد خلالها صفقة رابحة مع الله؛ خاصة وأن القرآن والسنة قد أشارا في أكثر من موضع لجلال أثرها على إصلاح المسلم.
كما يقع "يوم عرفة" بينها، ومن فضله أن الله يكفر الله به السنة الماضية والسنة الباقية، وختم الله تلك الأيام العشرة بيوم الأضحية؛ حين يعطي الأغنياء فيه الأضحية للفقراء. فيسعد الجميع في هذا العيد.
ما أحلم الله! جعل للبشر نفحات إيمانية يتعرضون لها، ومناهل موسمية يتزودن منها، وأيامًا مباركة للمسابقة فيها، وجعل -سبحانه- ليلة القدر أعظم ليلة وهي خير من ألف شهر، وجعل ليالي رمضان أعظم الليالي، وأعظم يوم عرفة، وأعظم الأيام العشر الأُوَل من ذي الحجة، كما جعل أفضل ساعات اليوم ساعات السحر، وأفضل ساعات الأسبوع ساعة الإجابة يوم الجمعة، وجعل أفضل أيام الأسبوع يوم الجمعة، وجعل رمضان أفضل شهور السنة، وهكذا، نفحات تلو نفحات تلو نفحات. قال النبي : "افْعَلُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ, وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ؛ فَإِنَّ لِلَّهِ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ, وَسَلُوا اللَّهَ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ, وَأَنْ يُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ"
(وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ) ورثه في النبوة والملك.. ليس المقصود وراثته في المال، لأن الأنبياء لا يورثون. إنما تكون أموالهم صدقة من بعدهم للفقراء والمحتاجين، لا يخصون بها أقربائهم. قال محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم: "نحن معشر الأنبياء لا نورث". ملك سليمان: لقد آتى الله سليمان –عليه السلام- ملكا عظيما، لم يؤته أحدا من قبله، ولن يعطه لأحد من بعده إلى يوم القيامة. فقد استجاب الله تعالى لدعوة سليمان (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي). لنتحدث الآن عن بعض الأمور التي سخرها الله لنبيه سليمان عليه السلام. لقد سخر له أمرا لم يسخره لأحد من قبله ولا بعده.. سخر الله له "الجن". فكان لديه –عليه السلام- القدرة على حبس الجن الذين لا يطيعون أمره، وتقييدهم بالسلاسل وتعذيبهم. ومن يعص سليمان يعذبه الله تعالى. لذلك كانوا يستجيبون لأوامره، فيبنون له القصور، والتماثيل –التي كانت مباحة في شرعهم- والأواني والقدور الضخمة جدا، فلا يمكن تحريكها من ضخامتها. وكانت تغوص له في أعماق البحار وتستخرج اللؤلؤ والمرجان والياقوت..
الثالثة: بناء قريش، والسبب في ذلك أن الكعبة استهدمت وكانت فوق القامة وأرادوا تعليتها، وكان بابها لاصقًا بالأرض في عهد إبراهيم وعهد جُرْهُم، إلى أن بنتها قريش، فقال أبو حذيفة بن المغيرة: يا قوم، ارفعوا باب الكعبة حتى لا يدخلها أحد إلا بسلم، فإنه لا يدخلها حينئذٍ إلا من أردتم، فإن جاء أحد ممن تكرهونه رميتم به فسقط، وصار نكالاً لمن يراه. فرفعت بابها وجعلت لها سقفًا، ولم يكن لها سقف، وزادت ارتفاعها كما تقدم. وكان عمر النبي إذ ذاك خمسًا وعشرين سنة، وقيل: خمسًا وثلاثين، فحضر البناء، وكان ينقل الحجارة معهم كما ثبت في الصحيح، وتنافست قريش فيمن يضع الحجر الأسود موضعه من الركن، ثم رضوا بأن يضعه النبي .
لكن الذي نحب أن نقف عليه هنا هو المعاني العميقة، والنصائح القيمة التي حفلت بها خطبه في هذه الحجة العظيمة، وسبحان الله! فمع قصر الخطب، واختصار كلماتها، إلا أنها حوت ما لا يحصى من الفوائد والنصائح، فقد أوتي جوامع الكلم، فيستطيع أن يعبر بالكلمات القليلة عن المعاني الكثيرة والقواعد العديدة.
كان طابع الخطب الثلاث التي خطبها الرسول يختلف إلى حد ما عن خطبه السابقة في فترة المدينة المنورة، وكان يغلب على طابع هذه الخطب الثلاث أنها موجهة إلى الأمة الإسلامية في زمان قوتها وتمكينها، لقد كانت نصائح في غاية الأهمية لكل جيل إسلامي مُكّن في الأرض.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد : فإن ذكر الله تعالى من أفضل العبادات وأجلّها, بل عده معاذ بن جبل رضي الله عنه أفضل عبادة على الإطلاق, إذ قال: ما عمل آدمي عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله تعالى, قالوا يا أبا عبدالرحمن, ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا, إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع, لأن الله تعالى يقول في كتابه ( وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ) فذكره تعالى فيه حياة القلوب وطمأنينتها وسكينتها كما قال تعالى: (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28]
من ذكر الله في كل أحيانه هانت عليه الدنيا وما فيها, فلا يشقى بها, لأنه يذكر خالقها, ويعلم أن ما عنده خير وأبقى.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أيها المسلمون من حجاج بيت الله الحرام، اسأل الله لنا ولكم التوفيق لما يرضيه، والعافية من مضلات الفتن. كما أسأله سبحانه أن يوفقكم جميعًا لأداء مناسككم على الوجه الذي يرضيه، وأن يتقبل منكم، وأن يردكم إلى بلادكم سالمين موفقين، إنه خير مسئول.
أيها المسلمون، إن وصيتي للجميع هي تقوى الله سبحانه في جميع الأحوال والاستقامة على دينه، والحذر من أسباب غضبه. وإن أهم الفرائض وأعظم الواجبات هو توحيد الله والإخلاص له في جميع العبادات، مع العناية باتِّباع رسول الله في الأقوال والأعمال، وأن تؤدي مناسك الحج وسائر العبادات على الوجه الذي شرعه الله لعباده على لسان رسوله وخليله
أيام العشر من ذي الحجة من أعظم المواسم التي امتن الله تعالي بها علينا، فهي باب عظيم من أبواب تحصيل الحسنات ورفع الدرجات وتكفير السيئات، والموفق من اغتنمها وحاز على رضا الله تعالى فهي أفضل أيام الدنيا لاجتماع أمهات العبادة فيها، وهي (الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج, ولا يتأتى ذلك في غيرها) وهي الأيام التي أقسم الله تعالي بها في كتابه بقوله تعالي: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ}[ الفجر:1-2]
فهي أفضل من أيام العشر الأخير من رمضان، وهي أعظم الزمن بركةً؛ إذ لها مكانةٌ عظيمةٌ عند الله تعالى، تدلُّ على محبَّته لها وتعظيمه لها؛ فهي عَشْرٌ مباركاتٌ كثيرةُ الحسنات، قليلة السيِّئات، عالية الدَّرجات، متنوِّعة الطَّاعات.
الحمد لله وكفى وصلاةً وسلاماً على عباده الذين اصطفى , وبعد ...
فهذه الخاطرة الخامسة من ( خواطر حول القرآن الكريم ) ... ولا يزال الحديث موصولاً عن الاستعاذة ... آمل أن تحوز على إعجابكم وأسأل الله تعالى أن يوفقني في أن أضيف إليكم ولو شيئاً جديداً مفيداً يفيدكم في دينكم ويقربكم إلى ربكم , إنه ولي ذلك والقادر عليه ... وجزاكم الله خيراً ...
5- الوقفة الخامسة معنا في الاستعاذة هي : أنه قد يسأل سائل ويقول إذا كان الشيطان بهذه الخطورة وهذا العداء البغيض لبني آدم فلماذا خلقه الله عز وجل ؟ وهل هناك حكمة من وجوده أصلاً ؟.
هل انت من اصحاب الفجر إنهم رجال الفجر قوم يحرصون على أداء هذه الفريضة،ويعتنون بهذه الشعيرة ،يستقبل بها أحدهم يومه، ويستفتح بها نهاره،والقائمون بها تشهد لهم الملائكة، من أداها مع الجماعة فكأنما صلى الليل كله . ففي صحيح مسلم من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي ...صلى الله عليه وسلم قال:«من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل, ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله». رجال الفجر ألا يرضون أن يذهب الناس بالأموال والزوجات ، ويرجعون هم بالبركة في الأوقات والنشاط وطيب النفس وأنواع الهديات ، ودخول الجنات ونزول الرحمات،قال ^:«من صلى البُردين دَخل الجنة»[ أخرجه البخاري ومسلم].
تسعى السلطات السعودية خلال موسم الحج من كل عام لتوفير المستلزمات الضرورية لتأدية مئات الآلاف من الحجيج القادمين من أصقاع المعمورة لمناسكهم في ظروف آمنة وصحية، وخالية من الحوادث.
وتستنفر الحكومة السعودية لهذا الغرض كل طاقاتها المادية والبشرية، وحرصت خلال السنوات الأخيرة على استخدام أحدث وسائل التكنولوجيا والتقنيات الحديثة لتسيير الحشود، ومراقبة الأماكن المزدحمة في المشاعر المقدسة، وعند مداخل المسجد الحرام، ووسط باحاته، والطرق المؤدية للمزارات وأماكن إقامة الحجاج، وهي إجراءات أثبتت كفاءتها؛ وقللت كثيراً من التدافع وحوادث الدهس التي وقعت في سنوات سابقة.
وفي موسم الحج لهذا العام - ولأول مرة - تطلق تجربة تشغيلية لقطار المشاعر لتخفيف الازدحام من خلال تأمين نقل نحو 750 ألف راكب من وإلى المشاعر المقدسة في منى وعرفات ومزدلفة.
لبيك الهم لبيك ..ما أجمل عظمة الربوبية وما أعظم فضل الألوهية ..وما أجمل أن يتفضل الله على عباده فيدعوههم الى بيته العتيق ليغفر ذنوبهم ، و يطهر قلوبهم ، و يضاعف أجورهم ، و يجدد أرواحهم ، و يمنحهم من فيض فضله مالا عين رات ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر . وما أجمل ان يتفتح المؤمن على هذا النداء العلوى ، و يتلقاه كما تتلقى الزهرة قطرات الندى ، فيحيا به و يسعد ، وييتجهز من فوره لاجابة دعوة الله و الانضمام الى وفده الكريم ، مهاجرا الى حرمه المقدس و بيته الامين ، هاتفا من أعماق قلبه : لبيك الهم لبيكأيها الاخ الكريم : ان كنت ممن سمعوا هذا النداء فاجابوا الدعاء و قدر لهم ان يكونوا فى وفد الله تبارك و تعالى ، فاعلم أنها غرة السعادة و فاتحة الخير كله ،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واهتدى بهداه. اللهم اجعل عملنا كله صالحًا خالصًا متقبلاً، ولا تجعل للشيطان في عملنا حظًّا ولا نصيبًا، ووفقنا لما تحب وترضى، وارزقنا خير الآخرة والأولى.
أيها الإخوة الكرام، أيتها الأخوات الكريمات، حجاجَ بيت الله، الذين أنابوا إلى ربِّهم، واستجابوا لنداء الخليلِ إبراهيمَ حين أذَّن بأمر ربِّه في الناس بالحج، وانطلقوا من ديارهم، وتخلَّصوا من معوقات الدنيا، وهُرِعوا إلى الله وحده، بعد أن تلقَّوا الدعوةَ منه؛ الدعوةَ التي آثرهم الله بها، وألقاها إلى قلوبهم وأفئدتهم، فتحركوا شوقًا ومحبةً واستجابةً لأمر الله، فانبعثوا مُلَبِّين دعوةَ خالقهم وسيدهم: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد؛ فهذا هو موسم الحج قد أظلنا بظلال الأمن والأمان من الأرض المباركة التي أَهْدَتْ إلى العالم أعظمَ رسالة وأصدقَ راية، وفيها تَعْذُبُ المناجاة، وتحلو الطاعة، ويسري نورُ الإيمان بين الجوانح، ويشعر المسلم أنه فوق عالَم البشر، يُجَنِّح مع الملائكة الكرام؛ فالذنبُ مغفورٌ، والسعيُ مشكورٌ، وكلُّ خطوة يخطوها الحاجُّ تكتب له ملائكةُ الرحمة بها حسنةً، وتضع عنه بها سيئة.
من غرائب زماننا وعجائبه أنه صار بمقدورنا أن نتعرف على معالم الرؤية الاستراتيجية لبلد مثل تركيا، في حين يُشكل علينا ذلك بالنسبة لمصر، بحيث لا نعرف إلى أين نحن ذاهبون؟!
(1)قبل أسبوعين كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان في أثينا وطرح على نظيره اليوناني السؤال التالي: لماذا لا نعيد النظر في علاقات بلدينا بحيث يتحول التنافس بينهما من مباراة لكرة السلة إلى مباراة للكرة الطائرة؟ كان أردوجان يتحدث عن تفكيك بعض العقد التي تحكم علاقات الجارين، بحيث يكفان عن تدافع الأكتاف بينهما كما في كرة السلة، ويتجهان إلى إقامة منطقة عازلة بينهما، كما في الشبكة التي تفصل بين اللاعبين في لعبة الكرة الطائرة. الاقتراح استهدف تخفيف التوتر العسكري المستمر بين البلدين، وتذويب بقايا الصراع القائم بينهما منذ سنوات الدولة العثمانية وحتى بعد قيام الجمهورية في القرن الماضي.
قد يلجأ كثير من الناس إلى التغافل عن القضايا التى تبدو صعبة . وقد يلجئون إلى تأجيل المهام الصعبة ، وقد يفضل البعض إنجاز المهام الخاصة به على المستوى الشخصى و تأجيل المهام التى تخص الأمة ، يساعد على هذا التصور أن الأمة حينما أفاقت من غفوتها وجدت نفسها عارية الصدر إلا من جلال الحق . وجدت نفسها فى وجه قوى الظلام المدججة بأعتى الأسلحة الفتاكة للأجسام و العقول . وجد المسلم نفسه مضطرا إلى خوض معركة داخلية فى بلدة ، يأمر بالمعروف و ينهى عن النكر ، ويجاهد نفسه التى اثاقلت بهذه الناكر المنتشرة ،
تمثل فلسطين علامة لحيوية الأمة أو ضعفها ؛ هى فى حيازة الأمة مادامت الأمة قوية ، فإذا ضعفت سلبت منها هذه القطعة الغالية، وهى أرض الجهاد ، على ترابها كسرت شوكة الدولة الرومانية فى أجنادين و اليرموك ، وفيها تحطمت آمال الصليبيين فى حطين ، وفيها اندحرت جيوش التتار فى عين جالوت . فيها بيت المقدس أول القبلتين ، وبينه وبين البيت الحرام أقوى ارتباط .
الارتباط بين المسجد الحرام و المسجد الأقصى :
فى كتاب الله عز وجل ربط بين المسجدين فى موضعين : الأول : فى قوله تعالى : (والتين و الزيتون * وطور سينين * و هذا البلد الأمين)التين 1-3
قال كعب : الزيتون بيت المقدس ، فهو يدل على مكان ، و الله عز وجل أقسم بثلاثة أماكن كلها شهدت نزول الوحى من السماء ، و الله عز وجل لايقسم إلا بعظيم .
و الثانى : قوله تعالى : (سبحان الذى أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع العليم ) الإسراء 1
وهذا الفربط يشعر المسلمين بواجبهم نحو تحرير الأقصى مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعراجه إلى السماوات العلى .
و المسجد الأقصى هو قبلة المسلمين الأولى قبل أن تنتقل إلى الكعبة الشريفة ، وفى حديث النبى صلى الله عليه وسلم عن أبى هريرة عن النبىصلى الله عليه وسلم قال : ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجد الحرام ومسجدى هذا و المسجد الأقصى)).
ومن بين الربط أيضاً بين المسجدين الشريفين أن أى تهديد للمسجد الأقصى يعتبر تهديدا للمسجد الحرام ، و التاريخ قديماً و حديثاً يؤكد هذا ؛ فبعد أن احتل الصليبيون بيت المقدس أرسل أرناط الصليبى صاحب مملكة الكرك بعثة إلى الحجاز بحراً للسيطرة على مكة و الاعتداء على قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وجثمانه الشريف فى المسجد النبوى وقطع الطريق على الحجاج المسلمين وقتل من وقع فى يديه منهم ، فأرسل صلاح الدين سفناً فى البحر الأحمر بقيادة حسام الدين لؤلؤ ، فأسرت السفن الصليبية ومن فيها .
وعندما دخل جيش اليهود القدس ، وقف بن جوريون خطيباً فى بعض الجنود وقال : لقد استوليناعلى القدس ، ونحن فى طريقنا إلى يثرب .
وفى نفس المناسبة وقفت جولدا مائير رئيس وزراء العدو على خليج العقبة ونظرت صوب الحجاز وقالت : إنى أشم رائحة أجدادى فى المدينة و الحجاز ، وهى بلادنا وسوف نسترجعها .
ومن المعلوم أن أحلام اليهود تتجاوز أرض فلسطين ، و هم يعلنون أن أرضهم من النيل إلى الفرات ، وهى تتضمن جزيرة العرب .
ومما يربط بينهما أيضا أن المسلمين فى فتحهم الأول لبيت المقدس فى عهد عمر بن الخطاب ، وفى فتحه الثانى فى عهد صلاح الدين قد حرصوا على عدم سفك الدماء فى القدس ، حرصوا على دخولها سلما تماما كما فعل النبى صلى الله عليه وسلم عند دخوله مكة فاتحا .
كان هناك حدث عظيم في شهر صفر سنة 8هـ، وهو من أعظم ثمار الحديبية، ومن أعظم ثمار عمرة القضاء، وهذا الحدث هو لحظة فارقة حقيقة ليس في تاريخ مكة المكرمة، وليس في تاريخ الجزيرة العربية، وليس في تاريخ العالم نفسه في ذلك الوقت، ولكن في تاريخ الإنسانية كلها، وإلى يوم القيامة عندما نتدبر هذا الحدث وآثاره؛ وهذا الحدث العظيم هو إسلام خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعثمان بن طلحة رضوان الله عليهم أجمعين، فهم ثلاثة من عمالقة مكة، بل من عمالقة الأرض قاطبةً، وهؤلاء الثلاثة لم يسلموا فقط في شهر صفر سنة 8هـ، ولكن أسلموا في يوم واحد، إنه نصر كبير للإسلام والمسلمين، وقد عبر عنه الرسول بقوله: "رَمَتْكُمْ مَكَّةُ بِأَفْلاَذِ كَبِدِهَا"